آخر الأخبار

نتنياهو بين 1999 و2025.. ما الذي تغير؟

شارك

الحدث الإسرائيلي

هاجم المحلل السياسي في صحيفة يديعوت أحرونوت، ناحوم برنيع، رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، مستعيدًا تجربة انتخابات أيار/مايو 1999، حين تعهّد نتنياهو وخصمه آنذاك إيهود باراك بسحب قوات جيش الاحتلال من لبنان، في توافق نادر على الانسحاب من أرض تحتلها “إسرائيل”.

ورأى برنيع أنّ ما حسم موقف نتنياهو حينها لم يكن القناعة الاستراتيجية، بل ضغط الشارع “الإسرائيلي” الذي ضاق ذرعًا بالبقاء في لبنان، مشيرًا إلى أنّ الظروف اليوم مختلفة: غزة ليست لبنان، والشارع تغير، وسياسة اليمين تغيرت، ونتنياهو نفسه تغيّر، إذ بات أقل إنصاتًا للعوامل الخارجية وأكثر خضوعًا لدائرة المقربين منه، وفي مقدمتهم عائلته، وأصبح أول ضحية لعبادة الشخص حوله، يمتلك سلطات أوسع لكن بحكمة أقل.

وأشار برنيع إلى أنّ فريق التفاوض شعر مؤخرًا بمزيد من التفاؤل، خاصة مع دخول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خط الضغط على حركة حماس، محذرًا من أنّ أي صفقة تبادل للأسرى ستفتح سباقًا سياسيًا على نسب الفضل: قطر ومصر وتركيا ستطالب بنصيبها، ودونالد ترامب سيحاول احتكار الإنجاز، بينما سيزعم نتنياهو أنّ تهديده بالسيطرة على غزة هو ما أجبر حماس على المرونة، متجاهلًا مساهمة الجيش أو الوسطاء أو عائلات الأسرى.

وبرأي برنيع، حتى لو تقاسم الجميع الفضل، فإن إبرام الصفقة سيعني إنقاذ حياة الأسرى، وإغلاق دائرة الألم لعائلات القتلى، وبدء مسار التعافي من حرب طالت بلا مبرر، محذرًا من أن البديل هو استمرار حرب عبثية.

وانتقد برنيع اتهامات نتنياهو لمعارضي خطة احتلال غزة بأنهم يضعفون الروح المعنوية، مذكّرًا أنه شخصيًا يكره حماس والتنظيمات الفلسطينية المسلحة أكثر من نتنياهو، لكنه يرفض الاستمرار في حرب استنفدت أهدافها بعد عملية “مركبات جدعون”، التي أثبتت أن كلفة الحرب باتت تفوق مكاسبها بكثير. وانتقد كذلك جهل نتنياهو أو تجاهله لحقائق الحرب ضد حركات المقاومة المسلحة، مشيرًا إلى أنّ من يعتقد أنّ “القضاء على حماس” يتحقق بقتل آخر مقاتل في آخر نفق، إما لا يعرف حدود حرب العصابات، أو لديه أجندة خفية.

كما سخر برنيع من الخريطة التي عرضها نتنياهو مؤخرًا واصفًا إياها بـ”الرسمة الطفولية”، مبينًا أن مناطق تمركز السكان في غزة أكبر بكثير مما أظهر، وأن القطاع محفور بالأنفاق، ولا أحد يعرف عدد الأسرى الذين قد يُقتلون أو حجم الخسائر بين الجنود، ولا الأثر الإنساني الكارثي على مئات آلاف الأطفال والنساء وكبار السن، أو كيف سيتلقى العالم تلك المشاهد. وأشار إلى أن صور غزة أطلقت موجة غضب دولية، خاصة في أوروبا، حيث لم تعد بريطانيا وفرنسا وألمانيا مستعدة لترك ترامب يرسم سياسة الغرب تجاه الاحتلال، وأن “إسرائيل” مهددة بفقدان مكانتها في النادي الدولي الوحيد الذي يمكنها العيش فيه.

وتساءل برنيع عمّا يريده نتنياهو فعلًا: صفقة أسرى أم احتلال؟ مشيرًا إلى أن قرار الكابينيت الأخير بالـ”سيطرة” على غزة بدلاً من “احتلالها” هو مصطلح غامض لا معنى عسكريًا واضحًا له، ويفتح الباب لتفسيرات متناقضة، لكنه على الأقل تخلّى عن شعارات “النصر الكامل” و”الترحيل” و”الترانسفير”.

وختم برنيع بالإشادة بموقف رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، الذي حذّر الوزراء من تبعات القرار، واصفًا صوته بالمحترف والمسؤول وسط وزراء بعضهم يعيش أوهام حرب أبدية وآخرون يتبعون نتنياهو بلا بصيرة. وانتقد تجاهل نتنياهو لخطة الجيش والاستخفاف بها، وإلقاء اللوم على المؤسسة العسكرية في فشل استعادة جميع الأسرى، بينما هو نفسه أحبط مرارًا صفقات تبادل، ولم يدرج الأسرى ضمن أهداف الحرب، ثم ادّعى الفضل في تحرير من أُفرج عنهم. وختم برنيع ساخرًا: “من رجل فشل مرات عديدة، كنا نتوقع على الأقل ذرة من التواضع”.

الحدث المصدر: الحدث
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا