آخر الأخبار

جريدة القدس || "خطة الجنرالات".. انتقام واستئصال بالنار لإعادة الاستيطان

شارك الخبر
مصدر الصورة

د. دلال عريقات: إسرائيل تهدف لإخلاء الأرض من السكان لضمها إلى المشروع الكولونيالي الاستيطاني 

خليل شاهين: الحرب تدفع باتجاه تحقيق مخطط إسرائيلي طويل الأمد للهندسة الديموغرافية في غزة

سليمان بشارات: إسرائيل تسعى لتقويض الهوية الأصلية للقطاع وخلق نموذج جديد للوجود الفلسطيني فيه

د. عبد المجيد سويلم: حكومة الاحتلال تحاول اقتطاع جزء كبير من القطاع لابتزاز العالم في أي تسوية مقبلة

نهاد أبو غوش: الخطة قد تنجح إذا استمر الصمت الدولي.. وما يقف حائلاً أمامها الصمود على الأرض 

 

في ضوء التطورات الميدانية المتسارعة في قطاع غزة، خاصة مع تنفيذ قوات الاحتلال الإسرائيلي ما تسمى "خطة الجنرالات" في شمال القطاع، تبرز تساؤلات عدة حول مستقبل القطاع في ظل ما يجري تنفيذه من خطط تهدف إلى استئصال المناطق الشمالية، وتوسيع ممر نتساريم جنوب مدينة غزة، وسط خشية من عودة الاستيطان والسيطرة على ثروات غزة. 


ويرى كتاب ومحللون سياسيون في وأساتذة جامعات، في أحاديث منفصلة مع "ے"، أن تلك الخطة وما تتجاوزه من أهداف تأتي متزامنة مع دعوات متزايدة لإعادة الاستيطان في بعض المناطق المحاذية للقطاع، ما يضع مصير غزة أمام تحديات جديدة، ويثير مخاوف متزايدة من تغييرات جذرية في الخريطة الجغرافية والديموغرافية والسياسية للقطاع.


ويشيرون إلى أن هذه العمليات العسكرية تهدف أيضاً إلى تقليص عدد سكان غزة عبر التهجير القسري أو الطوعي، مستغلةً في ذلك حجم الدمار الذي تُلحقه بالبنية التحتية والمساكن. 


ويلفتون الى أن عمليات التدمير هذه ليست عشوائية، بل تأتي ضمن مخطط طويل الأمد لإعادة تشكيل التركيبة السكانية للقطاع، بما يسهم في تسهيل السيطرة الإسرائيلية على مناطق محددة، وتحويل غزة إلى منطقة ذات كثافة سكانية أقل.


إلى جانب هذه الأهداف الديموغرافية، تسعى إسرائيل بحسب الكتاب والمحللين وأستاذة الجامعات، إلى تعزيز هيمنتها الاقتصادية من خلال السيطرة على ثروات غزة، ولا سيما موارد الغاز المكتشفة حديثاً في سواحلها، ضمن خطة أوسع للسيطرة على موارد الغاز في شرق البحر المتوسط، بما يعزز مكانة إسرائيل كمصدر رئيسي للطاقة في المنطقة، ويفتح الباب أمام مشاريع استيطانية قديمة جديدة في القطاع.


ويوضحون أن إسرائيل تسعى لإعادة فرض إدارتها على أجزاء من غزة، أو إنشاء مناطق حكم محلية تحت إشراف إسرائيلي مباشر أو غير مباشر، لكنهم يرون أن كل ما تُخطط له إسرائيل قد تصطدم بصمود المقاومة، وتنامي المواقف الإقليمية والدولية المعارضة لهذه المخططات، لكن يبقى مستقبل غزة مرهونًا بالتوازنات السياسية والعسكرية في المنطقة.

 

 

استئصال المقاومة كان ذريعة للتهجير والاستيطان

 

تؤكد د. دلال عريقات، أستاذة الدبلوماسية وحل الصراع في الجامعة العربية الأمريكية، السياسات الإسرائيلية تجاه قطاع غزة بعد مرور عام على جريمة الإبادة الجماعية، تثبت للعالم أن إسرائيل لا ينصب استهدافها على حركة حماس فقط، بل على مشروع استيطاني كولونيالي شامل يهدف إلى ضم ما تبقى من الأرض الفلسطينية.


وتشير عريقات إلى أن الاستراتيجية التي تتبعها حكومة اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو، وبما تم تسريبه في الثالث عشر من أكتوبر، يكشف عن خطة عسكرية واستخبارية إسرائيلية تسعى إلى تهجير سكان غزة، سواء طوعاً أو قسراً، إلى سيناء، بهدف إخلاء الأرض من السكان تمهيداً لضمها إلى المشروع الاستيطاني الإسرائيلي. 


وتوضح عريقات أن هذه الخطة ليست جديدة، بل هي جزء من استكمال المشروع الكولونيالي الذي طالما سعت إليه إسرائيل، حيث ترى عريقات أن نتنياهو وحكومته المتطرفة يسعون إلى تحقيق هذه الاستراتيجية بكل الوسائل الممكنة.


وتعتقد عريقات أن المرحلة المقبلة قد تشهد مزيداً من الاستيطان أو إدارة مدنية إسرائيلية لحكم غزة، مشيرة إلى أن الهدف الأكبر لإسرائيل ليس القضاء على حماس، بل السيطرة على الأرض وتهجير سكانها. 


وتلفت عريقات إلى أن كل ما يتم من ممارسات الإبادة والتجويع والحصار، إضافة إلى تفادي أي محاكمة دولية أو عقاب على هذه الجرائم، يصب في هذا الهدف الاستراتيجي. 

 

العمل على فصل غزة عن الضفة تماماً

 

وتحذر عريقات من أن إسرائيل تعمل على فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية تماماً، ما يمثل تهديداً مباشراً لحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وكذلك إمكانية إقامة دولة منفصلة في غزة بمعزل عن الضفة الغربية.


وتعتبر عريقات ذلك خطراً كبيراً على وحدة الأرض الفلسطينية، مشيرة إلى أن هناك سيناريوهات لإقامة حكم بإشراف دولي أو إقليمي في غزة، الأمر الذي سيعزز من سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية، ويضعف من إمكانية إقامة دولة فلسطينية متكاملة تجمع بين الضفة الغربية وقطاع غزة.


من جانب آخر، توضح عريقات أن استئصال المقاومة كان الذريعة الرئيسية التي استندت إليها إسرائيل في بداية الحرب على غزة، إلا أن الأوضاع تطورت إلى جريمة إبادة شاملة تستهدف الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه. 

وتشير عريقات إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تستخدم كل أنواع القوة والعتاد العسكري، بما في ذلك الصواريخ لتدمير كل ما هو إنساني في غزة.


كما تعتقد عريقات أن الكثير من التحليلات التي ربطت هجوم السابع من أكتوبر بمحاولة عرقلة اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية لم تكن موفقة.


وتوضح عريقات أن الهجوم قد أجل هذه الاتفاقيات، لكنه لم يمنعها نهائياً، وأنه من المحتمل أن تعود إلى الواجهة في أي وقت، خاصة إذا ما تم تقديم وقف نزيف الدم الفلسطيني في قطاع غزة كثمن لهذه الاتفاقيات.

 

تقليص مساحة القطاع وتقليل عدد سكانه

 

يوضح الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين أن الحرب على قطاع غزة من منظور الاستراتيجيات العسكرية والسياسية الإسرائيلية، يمكن تفسيرها بالإشارة إلى تصريحات رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي في أكتوبر 2023، بعد أيام من اندلاع الحرب. 


وبحسب شاهين، فإن هنغبي أشار إلى عدم اليقين حول نتيجة الحرب على قطاع غزة، لكنه أكد هدفين أساسيين: تقليص مساحة قطاع غزة، وتقليل عدد سكانه. 


ويرى شاهين أن هذه التصريحات، بالرغم من عدم إعلانها رسمياً، تسلط الضوء على الأهداف الإسرائيلية الحقيقية، التي تتجاوز القضاء على قدرات حركة حماس العسكرية والحكم في غزة واستعادة المحتجزين الإسرائيليين، إلى ما يمكن وصفه بـ "الهندسة الديموغرافية" للقطاع.


ويشير شاهين إلى أن هذه الهندسة تتم عبر عمليات التدمير الواسعة للبنى التحتية والمساكن والمؤسسات في غزة، ما يؤدي إلى تهجير السكان من مناطقهم. 


ووفق شاهين، فإنه تتضح نوايا إسرائيل من خلال فرض السيطرة العسكرية على أجزاء من قطاع غزة، بما في ذلك محور نتساريم في الوسط ومحور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، إضافة إلى الشريط الحدودي من شمال إلى جنوب القطاع، وهو ما قد يصل إلى السيطرة على نحو ربع مساحة غزة.


تلك العمليات العسكرية، وفقاً لوجهة نظر الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين، تهدف إلى دفع سكان غزة إما إلى النزوح القسري أو الهجرة الطوعية مستقبلاً، نظراً لأن القطاع، بسبب الحرب، بات منطقة غير قابلة للسكن وتفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة.


ويعتقد شاهين أن الحرب على قطاع غزة تدفع باتجاه تحقيق مخطط طويل الأمد للهندسة الديموغرافية في غزة، عبر تقليص عدد السكان وتحويل القطاع إلى منطقة ذات كثافة سكانية أقل.


ويستشهد شاهين بتوسيع ممر نتساريم ومحور فيلادلفيا كمؤشرات على نوايا إسرائيل للبقاء في القطاع لفترة طويلة. 

 

مخطط أكبر من "خطة الجنرالات" لتفريغ شمال غزة

 

ويشير شاهين إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية الجارية في شمال غزة تتجاوز "خطة الجنرالات" التي اقترحها الجنرال إيغال أيلاند، التي كانت تهدف إلى تهجير السكان من شمال غزة نحو الجنوب، كما يعكس حجم الدمار في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون وغيرها مدى خطورة ما يحدث، حيث يتم تدمير مراكز الإيواء وإحراقها لتكريس منع السكان من العودة إلى تلك المناطق.


ويرى شاهين أن هذه الإجراءات جزء من مخطط أكبر لتفريغ شمال غزة، حيث يتم تنفيذ العمليات العسكرية الإسرائيلية دون توضيح واضح للهدف النهائي، لكنه يشير إلى أن إسرائيل ربما تنفذ مزيجاً من الخطط العسكرية المتداولة، بما في ذلك أفكار وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت المتعلقة بإنشاء مناطق جيوب في شمال القطاع لإدخال المساعدات وتوزيعها بطريقة من شأنها تقسيم السكان وإدارة هذه المناطق عبر أفراد أو عصابات محلية.


ويعتبر شاهين أن هناك توجهاً متزايداً داخل الحكومة الإسرائيلية لإعادة الاستيطان إلى قطاع غزة، خاصة بعد تصريحات وزراء مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير اللذين عقدا مؤتمراً تحضيرياً للاستيطان في القطاع. 


ويرى شاهين أن نتنياهو، بالرغم من تركه المجال مفتوحاً للتفسيرات المختلفة، يمهد الطريق لاحتلال قطاع غزة جزئياً واستمرار العمليات العسكرية التي قد تؤدي في النهاية إلى إعادة الاستيطان في بعض مناطق القطاع، خاصة الشمال.


ويحذر شاهين من أن السيناريو الأسوأ قد يتحقق إذا استمر الاحتلال العسكري الإسرائيلي لغزة، سواء عبر إدارة مباشرة أو عبر إنشاء إدارات محلية شبيهة بروابط القرى أو الإدارة المدنية في الضفة الغربية. 


ويشير شاهين إلى أن هذا المخطط كما حذر منه قيادات في جيش الاحتلال سيورط إسرائيل في إدارة غزة بشكل مباشر، ما سيزيد من الأعباء دون تحقيق الأهداف المعلنة مثل القضاء على حركة حماس أو استعادة المحتجزين الإسرائيليين.

 

الصمود في مواجهة مخططات الاحتلال والاستيطان

 

ويلفت شاهين إلى أن المقاومة الفلسطينية والمواقف الإقليمية والدولية قد تعرقل هذه المخططات، مؤكداً أهمية صمود أهالي غزة في مواجهة محاولات التهجير القسري، كما أن الفصائل الفلسطينية حال التوصل إلى رؤية توافقية وشاملة لإنشاء هياكل حكم تشاركية في غزة ترتبط بالضفة الغربية، ستعزز الدعم الإقليمي والدولي للفلسطينيين.


ويتوقع شاهين أن استمرار الاحتلال العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة قد يفتح الباب أمام استيطان جديد في القطاع، لكن شاهين في المقابل يشير إلى أن مواقف الأطراف الإقليمية والدولية، وخاصة الإدارة الأمريكية، قد تلعب دوراً في منع تحقيق هذا المخطط، إضافة إلى صمود المقاومة اللبنانية في الجبهة الشمالية، التي قد تؤثر على مسار الحرب في غزة، وبالتالي فإن مخططات الاحتلال ليست قدراً.

 

الأهداف الإسرائيلية

 

يشير الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات إلى الأهداف الرئيسية التي تسعى إسرائيل لتحقيقها من عملياتها العسكرية في شمال قطاع غزة، وهي خلق نموذج جديد للوجود الفلسطيني في القطاع عبر إقامة حي سكني وفق الرؤية الإسرائيلية يمكن السيطرة عليه من خلال مرجعية محلية.


ويعتقد بشارات أن نجاح هذا النموذج سيعزز قدرة إسرائيل على تطبيقه على ك ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا