آخر الأخبار

جريدة القدس || آفة أمريكا الكذب!

شارك الخبر

في السيرة الذاتية للسياسات الأمريكية المنتهجة في المنطقة، تبدو خِصلة الكذب صفة متأصلة في سرديّات الإدارات المتعاقبة، وهي سرديّات تجد من يشتريها خوفاً أو طمعاً، رغم ما يشوبها من ثغرات  فادحة لا يمكن التستر عليها، أو رتقها، أو جسرها.


آخر تلك السرديات هي ما نجح وزير الخارجية انتوني بلينكن في ترويجه منذ بدء حرب الإبادة على غزة، وتمكّن من بيعه للكونغرس، قبل أن تتكشف سلاسل الأكاذيب والتدليس لتبرئة إسرائيل من جريمة تعطيل إدخال الغذاء والدواء إلى القطاع، وهو الفعل الذي مارسه بضمير مرتاح هذا الذي غلّب يهوديته على دبلوماسيته، عندما جاء إلى تل أبيب فارعاً دارعاً مدججاً بكل أنواع الهدايا من الأسلحة الفتاكة التي صبت بسخاء على خيام النازحين، وأذابت أجسادهم.


ليس الكذب فقط هو آفة أمريكا، بل هو الصفة التي تتناسل منها صفات أخرى كثيرة، يكون الكذب ذروة سنامها ومفتتح شرورها.


فالمسؤولون الأمريكيون يعملون في السر ما هو مناقض لما يصرّحون به في العلن.


فإن سمعتهم يتحدثون عن خطوط حمراء فاعلم أن المقصود خطوط خضراء، وإن هم تحدثوا عن دفع الجهود الدبلوماسية إلى الحل فاعلم أنهم يدفعون باتجاه الحرب، وإن هم قالوا بالعمل على إطفاء النار فاعلم أنهم يعملون على إذكائها، وإن تحدثوا عن حل الدولتين فهم يعنون دولة المستوطنين في الضفة إلى جانب دولة إسرائيل.


هكذا هي سلاسل الأكاذيب في منهجية السياسة الأمريكية، مثل سلاسل التوريد في البيجرات المرسلة إلى لبنان، فإذا كانت تلك البيجرات مفخخة بالمتفجرات، فإن سلاسل التوريد في السياسات الأمريكية في المنطقة مفخخة بالأكاذيب المتناسلة، التي هي السبب الرئيس وراء كل هذه المعاناة المتفاقمة للشعب الفلسطيني، ولجميع شعوب المنطقة.


أوقفوا الإبادة الآن!

القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا