آخر الأخبار

جريدة القدس || الأُمم المتحدة العالقة تحت أنقاض القِيَم المنتهَكة!

شارك الخبر

لا تعدو الكلماتُ المتتابعةُ للقادة ورؤساء الدول المشاركة في "الحفلة التنكرية السنوية للهيئة الدولية" أكثرَ من كونها ثرثرةً مكررةً لما هو معهودٌ عن تلك اللقاءات، التي تبدو منفصلةً عن الواقع الذي تشكّلت من أجل تحسّسه، والاستجابة لمظالمه، والانحياز لقِيَم الحق والعدل والحرية. هذه القيم هي الضحية الأُولى لنوازع الشرّ وأحلام الغطرسة التي تتلبّس قادةَ الدولة المارقة في عدوانها المتواصل على غزة، وانتقالها بنسخةٍ مشابهةٍ لزرع القتل والدمار في المدن والقرى والبلدات في لبنان، مستفيدةً من حالة السيولة الزائدة والضعف والرخاوة المستفزة التي تعاني منها الهيئة الدولية.


على أهمية ما أُلقي من كلماتٍ عبّر فيها رؤساء الدول الشقيقة والصديقة عن غضبهم مما تمارسه إسرائيل من جرائم إبادةٍ على الهواء مباشرة، فإنّ الغياب الفادح للهيئة الدولية يجعل منها عبئاً على البشرية، طالما لم تضطلع بأدوارها التي أُنشئت من أجلها، وفي مقدمتها التطبيقُ الصارمُ للقرارات الصادرة عنها، وعدم السماح لأيٍّ من أعضائها بالتمرد على قراراتها وضرب قِيَمها.


تشكيلُ تحالفٍ إنسانيّ لوقف التمادي الإسرائيلي في الجرائم المتنقلة بين غزة ولبنان، كما جاء في اقتراح الرئيس التركي أردوغان، بات أمراً مُلحاً اليوم قبل الغد، لحقن دماء الأبرياء، ومَنحِ المعذبين أملاً بوجود من يسعى لمساعدتهم، وإنقاذهم من الجحيم الذي يصطلون بناره المستعِرة.


 خطاب الرئيس الأمريكي بدا باهتاً، فهو يقول الشيءَ ونقيضَه، فمن جهةٍ يرى أنّ الدبلوماسية هي الحل، ومن جهةٍ أُخرى لا يتورع عن إغراق إسرائيل بالدعم العسكري الذي يُقوّض فرص الحل، ويُغذّي لديها نزعة التدمير والقتل.


مثل أطفال غزة ولبنان العالقين تحت ركام غرف نومهم التي دمرتها الطائراتُ الـمُعربدة والـمُنفلتة من كلّ عِقال، فإنّ الأمم المتحدة بهيئاتها المنبثقة عنها، وقوانينها الناظمة لعملها، باتت عالقةً هي الأُخرى تحت أنقاض القِيَم التي كانت ضحيّة عجزها، وقلّة حيلتها، وهوانها على الدولة المستضيفة لها، والمساهم الأكبر في ميزانيتها!


أوقفوا العدوان الآن.

القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا