آخر الأخبار

جريدة القدس || عام على الإبادة.. القضية الفلسطينية تُبعث من جديد رغم جرائم الإبادة ومحاولات الطمس والتهويد

شارك الخبر

سليمان بشارات: مع استمرار جرائم الاحتلال يصعب التنبؤ بشكل دقيق بالنتائج النهائية لما ستؤول إليه هذه المرحلة 

د. سعد نمر: أحداث السابع من أكتوبر أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد وبطريقة مغايرة تماماً

نهاد أبو غوش: غياب التضامن العربي والانقسام الفلسطيني قلّصا القدرة على الاستفادة من حالة التضامن الدولي

هاني أبو السباع: لم يعد بإمكان أحد التفكير بحل سياسي أو ترتيب أمني بالمنطقة دون حضور فاعل للفلسطينيين

سامر عنبتاوي: الفلسطينيون تمكنوا من فرض روايتهم دولياً ويجب بناء الجبهة الداخلية وتعزيز صمود الشعب على أرضه

 

مع مرور عامٍ على حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، وما تخللها من دموية ووحشية، فإن ما جرى جعل القضية الفلسطينية في صدارة المشهد السياسي الدولي، بالرغم من محاولات إسرائيل لطمسها. 


ويعتقد كتاب ومحللون سياسيون وأساتذة جامعات، في أحاديث منفصلة لـ"ے"، أن حرب الإبادة المستمرة فتحت المجال أمام تضامن شعبي دولي متزايد مع الفلسطينيين في مختلف أنحاء العالم، وتمكن الفلسطينيون من تحقيق مكاسب مهمة على الساحة الدولية، ونجحوا في طرح قضيتهم بقوة على المنابر الأممية، كما سجلوا خطوات في محاكمة إسرائيل دولياً على الجرائم المرتكبة بحقهم، على الرغم من عدم تحقيقها حتى الآن. 


ويؤكدون أن حالة التضامن الشعبية دولياً ساهمت في تقويض الصورة التقليدية لإسرائيل كدولة ديمقراطية، وكشفت الوجه الحقيقي للاحتلال باعتباره قوة قمعية تمارس الإبادة بحق شعب بأكمله.


ويشدد الكتاب والمحللون على أنه في ظل ما يجري يجب توحيد الصف الفلسطيني خلف مشروع وطني شامل، يتجاوز الخلافات الداخلية ويعزز الجبهة الداخلية، ويذهب بالقضية الفلسطينية عالمياً لإحقاق الحقوق الوطنية والمطالبة باقامة دولة فلسطينية مستقلة.

 

أكبر عملية إبادة يتعرض لها الشعب الفلسطيني

 

بعد مرور عام على الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، يرى الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات أن الحديث عن نتائج واضحة لهذه المرحلة لا يزال سابقاً لأوانه، حيث تستمر الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين دون هوادة، ومع استمرار هذه العملية الدموية، يصعب التنبؤ بشكل دقيق بالنتائج النهائية لما ستؤول إليه هذه المرحلة من الصراع.


إلا أن بشارات يؤكد أنه "بالرغم من استمرار الإبادة، فهناك بعض النتائج المرحلية التي يمكن التوقف عندها، فقد شهد العالم بأسره، وعلى مرأى ومسمع منه، أكبر عملية إبادة يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وسط صمت دولي محير ودعم سلاح أمريكي مباشر، حيث إن هذه الأحداث أزاحت القناع عن الادعاءات الدولية بحماية حقوق الإنسان، وكشفت زيف مواقف العديد من الدول الغربية التي طالما تغنت بدعم حق الفلسطينيين في التحرر، لكنها تركتهم يواجهون وحشية الاحتلال دون تدخل فعلي".


في المقابل، يشير بشارات إلى بروز مواقف إيجابية من الشارع الغربي، حيث تصاعد التأييد الشعبي للقضية الفلسطينية في أوروبا والولايات المتحدة، وهذا التحول كان له دور كبير في كسر الرواية التي طالما روجت لفكرة أن إسرائيل دولة ديمقراطية، وأن الفلسطينيين "إرهابيون"، فاليوم باتت الصورة أكثر وضوحاً للعديد من شعوب العالم، وأصبح الاحتلال الإسرائيلي مكشوفاً ككيان إرهابي يمارس القتل والدمار، فيما يظهر الشعب الفلسطيني كضحية لهذا الإرهاب المنظم، فيما يؤكد أن هذا الحراك الشعبي الدولي قد يعيد ترتيب الحكومات استناداً للحقوق الإنسانية.

 

مرحلة جديدة من التحديات القانونية 

 

ومن التطورات المهمة التي حققها الفلسطينيون خلال هذا العام الصعب، بحسب بشارات، النجاح بإدخال قضاياهم إلى محكمتي الجنايات والعدل الدوليتين، بالرغم من أن الإجراءات العملية لم تتخذ بعد، لكن هذه الخطوة تشكل بداية مهمة في مسار محاسبة إسرائيل دولياً، وهو ما كان في السابق خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه. 


ويلفت بشارات إلى أن هذه الأحداث أسست لمرحلة جديدة من التحديات القانونية التي قد تلاحق المسؤولين الإسرائيليين على المدى الطويل، لتفتح الباب أمام فرض محاكمات مستقبلية لجرائمهم.


على الصعيد الدولي، يعتبر بشارات أن الفلسطينيين قد أثبتوا للعالم أنهم شعب يستحق دولة مستقلة وكياناً سياسياً معترفاً به، حيث إن هذا ما أكده التصويت الأخير في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ صدر قرار واضح استناداً لفتوى محكمة العدل الدولية بأن الفلسطينيين يعيشون تحت احتلال يجب أن ينتهي. 


وعلى الرغم من هذه الإنجازات، فإن بشارات يحذر من التحديات المستمرة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي سياسة القتل والتدمير الممنهج، ما يجعل الثمن الذي يدفعه الفلسطينيون باهظاً للغاية.

 

توحيد الصف الفلسطيني خلف رؤية وبرنامج موحدَين

 

من جانب آخر، يرى بشارات أن السبيل الوحيد لاستعادة المكانة السياسية للقضية الفلسطينية هو توحيد الصف الوطني الفلسطيني خلف رؤية وبرنامج موحدَين، فالتحديات الحالية، التي تفرضها حرب الإبادة، تتطلب تجاوز الخلافات الحزبية الداخلية وتوحيد الجهود من أجل مواجهة العدو المشترك. 


ويشدد بشارات على ضرورة تشكيل مرجعية فلسطينية شاملة، سواء بإعادة تفعيل الإطار القيادي الموحد أو تشكيل إطار جديد، ليتولى مسؤولية الإشراف على القضية الفلسطينية وتمثيلها على الساحة الدولية.


ويؤكد بشارات أن وجود مثل هذا الجسم القيادي سيشكل ورقة قوة للفلسطينيين، وسيعزز من قدرتهم على الدفاع عن حقوقهم في المحافل الدولية.


ويؤكد بشارات أن الفلسطينيين أمامهم مسؤولية مضاعفة، فإما أن يتوحدوا ويتفقوا على رؤية مشتركة لمواجهة الاحتلال، أو يظلوا في حالة ضعف وانقسام تزيد من معاناتهم.

 

مضاعفة الجهود الدبلوماسية لفضح ممارسات الاحتلال

 

إضافة إلى ذلك، يدعو بشارات إلى مضاعفة الجهود الدبلوماسية الفلسطينية لفضح ممارسات الاحتلال أمام العالم، إذ إن الفلسطينيين يملكون الكثير من الأدلة والشهادات التي توثق الجرائم الإسرائيلية، لكنهم بحاجة إلى تقديم هذه المآسي للعالم بطريقة أكثر فعالية حتى يعيش المجتمع الدولي معاناتهم بشكل أعمق. 


ويؤكد بشارات أهمية إعادة تقييم العلاقات الفلسطينية مع العديد من الأطراف الإقليمية والدولية، وبناء تحالفات جديدة تدعم القضية الفلسطينية، استناداً إلى التحولات التي شهدتها مواقف الشارع الغربي والجمهور الدولي تجاه هذا الصراع.


ويناقش بشارات السيناريوهات المحتملة لمستقبل القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن السيناريو الإيجابي يتمثل في استمرار الضغط الشعبي الدولي على الحكومات الغربية، ما قد يؤدي إلى تحقيق مكاسب سياسية للفلسطينيين، بما في ذلك إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة.


أما السيناريو السلبي، بحسب بشارات، فيكمن في استمرار جرائم الإبادة الإسرائيلية وسط الصمت الدولي، ما قد يؤدي إلى تراجع الروح الوطنية الفلسطينية وزيادة خيبة الأمل بين أبناء الشعب، وهذا قد يمنح الاحتلال الإسرائيلي فرصة لفرض رؤيته على مستقبل القضية الفلسطينية، لكن بشارات يرى أن هذا السيناريو أقل احتمالاً نظراً لاحتمال اشتعال المنطقة بأكملها في حال استمر الظلم ضد الفلسطينيين.

 

تغييرات جذرية بعد السابع من أكتوبر

 

بدوره، يرى د. سعد نمر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، أن أحداث السابع من أكتوبر أدت إلى تغييرات جذرية على مختلف الأصعدة الفلسطينية والإسرائيلية والإقليمية والدولية، فقد أعادت هذه التطورات القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد وبطريقة مغايرة تماماً لما كانت عليه في السابق، خاصة في ظل تنامي التأييد الدولي ودعم جبهة المقاومة.


ويشير نمر إلى أن هذا التحول كشف الوجه الحقيقي لإسرائيل في تعاملها مع الشعب الفلسطيني وقضيته، في ظل غياب فعلي للرواية الفلسطينية عالمياً لسنوات طويلة.


ويؤكد نمر أنه "بالرغم من هذا الزخم، فإن الوقت ما زال مبكراً لتحديد الوجهة النهائية للأحداث"، مشدداً على ضرورة أن "تسعى القيادة الفلسطينية إلى تحقيق الوحدة الوطنية، وتغيير استراتيجياتها بما يتناسب مع الواقع الجديد". 


ويشير إلى أهمية تحديد الرؤية الواضحة بشأن ما تريده القيادة الفلسطينية وما تسعى إلى تحقيقه في هذه المرحلة المفصلية.

 

إسرائيل لن تتعامل بأي شكل مع إقامة دولة فلسطينية مستقلة

 

ويرى نمر أن فكرة حل الدولتين أصبحت جزءاً من الماضي، مؤكداً أن "إسرائيل، وفق العقلية السائدة حالياً لدى قيادتها، لن تتعامل بأي شكل مع إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهو ما يجب أن يعكس تغيراً لدى القيادة الفلسطينية بضرورة النظر برؤية جديدة للتعامل مع إحياء القضية الفلسطينية والمطالبة بالحقوق الوطنية".


ويشير إلى أن هناك إنجازات مهمة تحققت على الصعيد الدولي خلال الفترة الأخيرة، ويجب استثمار هذا الزخم الدولي لصالح تحقيق الحقوق الفلسطينية المشروعة. 


ويؤكد نمر أن العمل على عزل إسرائيل ومقاطعتها، خاصة في الجانب الاقتصادي، سيكون له تأثير كبير في إضعافها، كما حدث في جنوب أفريقيا، مستفيدين من حالة التضامن العالمي المتنامية مع الشعب الفلسطيني وقضيته.


ويرى نمر أن هذا النهج، إلى جانب الضغط الدولي والإقليمي، قد يفتح آفاقاً جديدة لحل القضية الفلسطينية، خاصة في ظل تزايد التعاطف العالمي مع الفلسطينيين والانكشاف المتزايد لسياسات الاحتلال أمام المجتمع الدولي.

 

صمود فلسطيني وتضامن دولي

 

يشير الكاتب والمحلل السياسي نهاد أبو غوش إلى أن قطاع غزة، بعد مرور عام على الحرب الأخيرة، يعاني من دمار وإبادة غير مسبوقين، لكن هذا الدمار لا يرتبط فقط بالأحداث التي بدأت في السابع من أكتوبر، بل هو نتيجة لاستمرار سياسات الاحتلال الإسرائيلي التي لم تقتصر على غزة فحسب، بل امتدت لتشمل الضفة الغربية أيضاً. 


ويلفت أبو غوش إلى أن المقاومة الفلسطينية، بفضل صمودها الأسطوري، إلى جانب صمود الشعب الفلسطيني، قد كشفت بشاعة الممارسات الإسرائيلية، ما أدى إلى تضامن دولي غير مسبوق، وصل إلى الاعتراف بحق الفلسطينيين في دولتهم.


وتزامناً مع استمرار الحرب، يرى أبو غش أن فصولًا سياسية جديدة وخطيرة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية. ويقول: "إن هذه الفصول تسعى إلى تحقيق الفصل التام بين الضفة الغربية وقطاع غزة، بإضافة إلى عمليات التهجير القسري، بهدف تحقيق حلم (إسرائيل الكبرى)".


ويؤكد أن غياب التضامن العربي والانقسام الفلسطيني قلّصا من قدرة الفلسطينيين على الاستفادة من حالة التضامن الدولي المتزايد مع قضيتهم. 


ويرى أبو غوش أنه لو كان هناك موقف عربي موحد ومساند للشعب الفلسطيني، لما وصلت الأوضاع إلى هذا الحد من الفظائع، مشيراً إلى خطورة أن يكون ما رافق حرب الإبادة من مجازر يومية مألوفاً.

 

المرحلة المقبلة قد تشهد تصعيداً أكبر

 

ويتوقع أبو غوش أن المرحلة المقبلة ستشهد تص ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا