آخر الأخبار

جريدة القدس || صورة طبقيّة لعقل الداهية!

شارك الخبر

في "جولة في دماغ نتنياهو" التي تنشرها "ے" اليوم نقلاً عن "الشرق الأوسط"، تتبدّى ملامح الثعلب، وتتضح أكثر مكامن المكر والدّهاء، التي يسخّرها لتحقيق أهدافه الشخصية.


وكما يقول المثل "من شَبّ على شيء شابَ عليه"، و"الطبع غلب التطبُّع"، ولأن "العِرق دسّاس"، كما يقال، فإن صفات الثعلب مكتسَبةٌ من الوالد القدوة، الذي هو تلميذ المعلم الأكبر جابوتنسكي.


فالولد الذي كانه نتنياهو نشأ في كنفه، وعلى تعاليمه، ورضع أفكاره حتى شبّت معه، وشاب عليها، فكراً وسلوكاً ومكراً واحتيالاً، لا يردُّه رادّ، ولا يصده صادّ، عن بلوغ مراده، إن هو وضعه صوب عينيه.


الوالد "بنتسي نتنياهو" يردُّ على سؤال صحفيّ يستقرئ شخصية ابنه "إنه ليس بأهبل"، وإن ابنه لا يؤمن بحل الدولتين، وقد وضع شروطاً تعجيزيةً، لا يقبل بها الفلسطينيون، من قبيل حل قضية اللاجئين خارج إسرائيل، والاعتراف بيهودية الدولة.


لعل أبرز ما قرأتُه في تلك الصورة الطبقية لعقل الداهية، أنه بدأ حياته بالعمل في متجرٍ للأثاث في الولايات المتحدة، وأنه كان يبيع الزبون خشب السوّيد على أنه زان، ويُسوّق أشياء أُخرى لا تصلح للبيع، فقد كان صاحب المتجر يسند إليه مهمة ترويج البضائع الكاسدة في متجره، ليبيعها للزبائن، كما لو أنها نخبٌ أول.


خصلة الكذب المطبوعة على "الناصية الكاذبة الخاطئة" تُخفي خِصالاً أُخرى، لا تقل سوءاً، كالخداع وخيانة الأمانة، وغيرهما من سلالة المكر المتناسلة؛ ذلك أنها أشبه ما تكون بأزرار القميص، إذا حصل خطأ في تركيب واحد، تتداعى له جميع الأزرار بالاعوجاج.


 المال نقطة ضعفه، والهدايا تُذهب عقله، ولا يتردد بالاتصال بأحد المعارف، الذي أهدى عقداً من الذهب الخالص لزوجته، ليطلب المزيد بقوله: "لماذا لم تشترِ لها الخاتم والحلق الملائمين للعقد؟!".


صورةٌ طبقيةٌ تُشخّص مواضع الهشاشة، ومكامن الضعف والقوة في تلك الشخصية الـمُتلونة، ما ظهرَ منها وما بطن.

القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا