آخر الأخبار

جريدة القدس || (DHL)

شارك الخبر

بسرعته الفرط صوتية، وتخفُّفه من الأحمال الثقيلة، وتخفّيه تحت جنح النهار عن الرادارات المكتظة على الأرض وفي السماء، فإن "البالستي الحوثي" الذي أسرى سَحَراً من اليمن، أشعل أكثر من إشارةٍ حمراء في جميع دوائر صنع القرار في تل أبيب والعواصم الداعمة لها.


إنها رسائل بالبريد السريع، لا تخطئها العين لكل من يُهمه الأمر، تشفّ عن قدرةٍ غير مسبوقةٍ على اختراق الجدُر الإسمنتية، والسهام ومقاليع داود والقبب الحديدية.


لا يكتسب "البالستي الحوثي" أهميته  من فرط صوتيته واجتيازه مسافة 2040 كيلومتراً في زمن قياسي بلغ إحدى عشرة دقيقةً ونصف الدقيقة، ولا من الدمار البسيط الذي أحدثه، ولا من "صوت الرعد" الذي قضّ مضاجع النائمين عند تباشير الصبح، بل في كونه يأتي بعد ساعاتٍ معدوداتٍ من وعيد نتنياهو بتوسيع قوس النار ليطاول الشمال.


لعل من شأن تلك الرسالة السريعة أن تُشكل كابحاً لأحلام التوسع، ونوازع الغطرسة والعدوان والانتقام المنفلتة من كل عِقال، بعد أن وجدت مَن يُرضعها، ويَربت على كتفها، ويُغذّي غرورها وتوحشها لتواصل مسلسل القتل اليوميّ لأطفال غزة.


إذا كان الإسرائيليون قد ارتجفوا من تحذير ترامب من زوال إسرائيل، في حال فوز منافسته كامالا هاريس في الانتخابات المقبلة، بالرغم من معرفتهم أن الرجل غريب الأطوار، إنما يستدعي الذعر لاستجداء أصواتهم بتخويفهم، رغم أن حديث الوجود المفتعل أتى على ألسنة عديد القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، الذين حذروا من أن سياسات نتنياهو ستؤدي إلى خراب الهيكل الثالث، فإن عليهم أن يخافوا على مستقبلهم، طالما ظل يقودهم مَن سيُبقيهم يعيشون على حد السيف، وفي الدبابة؛ فالدم يستسقي الدم.


رسالة اليمن تقول أكثر مما فعلت أو أحدثت، وأهم قولها: إن على إسرائيل أن تصدعَ لصوت السلام، لا لنوازع الشر والانتقام.


قليلٌ من التواضع آخر القول في رسالة اليمن للدولة النووية، "إن البعوضة تُدمي مقلة الأسد".

أوقفوا العدوان الآن!!

القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا