( CNN )-- حثّ كبير رجال الدين الكاثوليك في الأراضي المقدسة الفلسطينيين على "ليس فقط البقاء على قيد الحياة"، بل "إعادة بناء الحياة" في غزة، وذلك أثناء ترؤسه قداس عيد الميلاد هناك، الأحد، وسط مشهد الدمار والنزوح الكارثي.
وذهب الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس اللاتيني، إلى كنيسة العائلة المقدسة بمدينة غزة في رابع زيارة له إلى القطاع الفلسطيني بعد أن شنت إسرائيل حملتها هناك، وللمرة الأولى منذ الغارة الإسرائيلية الدامية على الكنيسة في يوليو/تموز.
وقال بيتسابالا للمصلين في الكنيسة في عظة الأحد: "نحن في وضع محفوف بالمخاطر للغاية، مثل كثيرين غيرنا في معظم أنحاء غزة".
وأضاف: "نعتقد أن قوى العالم ستقرر مستقبلنا. ولكن في الحقيقة، نحن، الشعب هنا، من سيُقرر كيفية إعادة بناء كل شيء". وأردف: "أشجعكم، لا تفقدوا أملكم. نحن الآن في مرحلة جديدة من هذا الوضع، وعلينا ليس فقط البقاء على قيد الحياة، بل علينا إعادة بناء الحياة".
وأضاف بيتسابالا: "في هذه المرحلة الجديدة، علينا أن نستحضر روح عيد الميلاد، روح النور، روح المودة، روح النمو. يبدو الأمر مستحيلا الآن، ولكن بعد عامين من حرب مروعة، ما زلنا هنا".
وقال الأب غابرييل رومانيلي في وقت سابق لشبكة CNN ، إنه منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان البابا الراحل فرنسيس يتصل يوميا بكنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة للتحدث إلى قادة الكنيسة وبعض الفلسطينيين المقيمين في الكنيسة.
وجاءت زيارة بيتسابالا في الوقت الذي لا تزال تتواصل فيه التحديات أمام الفلسطينيين للبقاء على قيد الحياة في غزة، بعد أكثر من شهرين على اتفاق إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار بقيادة الولايات المتحدة. وأدى القصف الإسرائيلي، والقيود الصارمة على المساعدات، وانعدام الأمن الغذائي، والفيضانات المفاجئة، إلى تفاقم الأزمات في القطاع.
وأفادت وزارة الصحة في غزة، السبت، بمقتل ما لا يقل عن 401 شخص منذ وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر/تشرين الأول. وذكرت الوزارة أن إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين بلغ 70,925، في حين بلغ عدد الجرحى 171,185 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما شنت حماس وفصائل مسلحة أخرى هجوما على إسرائيل.
وأظهرت لقطات لشبكة CNN من مدينة غزة، الأحد، أجراسًا تدق بقوة فوق الكنيسة، حيث تم تعميد الطفل ماريو احتفالا بـ"حياة جديدة" و"أمل جديد"، وفقا للبطريركية اللاتينية. وانتشرت الزينة الحمراء والذهبية، والأكاليل الخضراء، والشرائط حول كنيسة العائلة المقدسة، وتم نصب شجرة عيد ميلاد شاهقة مُزينة بالزينة في ركنها.
وقال جورج بيسان، وهو فلسطيني يبلغ من العمر 11 عامًا، لشبكة CNN إنه لا يزال يعاني من صدمة الهجوم الذي استهدف الكنيسة في يوليو/تموز.
وقال جورج، الأحد: "عندما قصفوا الكنيسة من الأعلى، أُصيب كثيرون وقُتل آخرون. أمنيتي للعام الجديد هي الخروج من هنا والالتقاء بعائلتي في الخارج وأن نعيش في سلام... نريد أن نعيش".
"أهل غزة يحبون الحياة"
بالنسبة لأفراد آخرين من المجتمع المسيحي، تُقدم زيارات قادة دينيين إلى غزة عزاء للفلسطينيين الذين يعيشون تحت الحصار وإراقة الدماء.
وقال رامز السوري، وهو نازح من مدينة غزة، لشبكة CNN ، الأحد: "تُعتبر هذه الزيارات شكلا من أشكال الدعم والتضامن مع أفراد المجتمع. أهل غزة يحبون الحياة ويأملون في العيش بسلام".
في غضون الأسبوعين الأولين من القتال، أسفرت غارة إسرائيلية عن مقتل أطفال السوري الثلاثة وهم: سهيل، 14 عاما، وجولي، 12 عاما، ومجد، 11 عاما - أثناء محاولتهم الاحتماء في كنيسة أخرى شمال قطاع غزة، في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأسفر الهجوم على كنيسة القديس بورفيريوس الأرثوذكسية اليونانية - إحدى أقدم الكنائس في العالم - عن مقتل 17 شخصا على الأقل، بحسب مسؤولين في وزارة الصحة الفلسطينية. وذكرت شبكة CNN سابقا أن الجيش الإسرائيلي زعم حينها أن الغارة استهدفت حركة حماس.
وأضاف السوري: "لم يبق أطفال. لقد أصبحوا كلهم ضحايا هذه الحرب".
وتابع: "مع حلول العام الجديد، نأمل أن يكون عاما مليئا بالمحبة والسلام، يعيش فيه جميع الناس بحرية وأمل في غد أفضل".
المصدر:
سي ان ان