في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتقدم المحرز في أعقاب محادثات جنيف بين مسؤولين أوكرانيين وأوروبيين وأميركيين، في حين قالت روسيا إنها لم تبلَّغ بنتائج المحادثات التي جرت في جنيف.
وقال زيلينسكي -في مؤتمر عن بُعد في السويد اليوم الاثنين- "في الخطوات التي نسقناها مع الجانب الأميركي، نجحنا في تضمين نقاط بالغة الحساسية"، وأضاف "هذه خطوات مهمة، ولكن لتحقيق سلام حقيقي، لا بد من بذل جهود أكبر بكثير".
وأكد أن كييف ستواصل العمل مع شركائها للتوصل إلى حلول وسط بشأن مقترحات السلام الأميركية بما يؤدي إلى تقوية أوكرانيا وليس إضعافها.
وشدد على أن روسيا يجب أن تدفع ثمن الحرب في أوكرانيا واعتبر اتخاذ قرار بشأن استخدام الأصول الروسية المجمدة "أمرا بالغ الأهمية".
من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إن محادثات جنيف حققت "نجاحا هائلا" للأوروبيين، وأضاف في تصريحات لإذاعة دويتشلاند فونك اليوم "تم حذف جميع النقاط المرتبطة بأوروبا، بما في ذلك تلك المتعلقة بحلف شمال الأطلسي ، من هذه الخطة. وهذا نجاح هائل حققناه أمس".
وتابع "كان واضحا منذ البداية، مثلما قلنا مرارا، أنه ينبغي عدم إبرام أي اتفاق دون موافقة الأوروبيين والأوكرانيين".
وأوضح فاديفول أن من أكثر القضايا إشكالية مسألة التنازل عن أراض، مشددا على أن خط الجبهة الحالي يجب أن يكون نقطة انطلاق للمفاوضات وليس نهايتها. وأضاف أن أي اتفاق يجب أن يحظى بقبول الطرفين المتحاربين، لكنه أكد أيضا أنه يتعين على روسيا باعتبارها الطرف المسؤول عن اندلاع الحرب "أن تتحمل في الأساس التبعات".
في المقابل، أعلنت الرئاسة الروسية (الكرملين) أنها لم تبلَّغ رسميا بنتائج المحادثات التي جرت في جنيف، وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "لم نتلقَ أي معلومات"، مشيرا إلى أنّ الكرملين على علم بإدخال "تعديلات" على خطة أميركية لإنهاء القتال مع كييف لاقت ترحيبا من موسكو .
وناقش مفاوضون من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا والولايات المتحدة أمس في جنيف خطة السلام الأميركية. وأعدت الولايات المتحدة وأوكرانيا نسخة جديدة من المشروع، حيث وصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في جنيف ما تحقق بأنه "تقدم هائل"، مضيفا أن النقاط العالقة "ليست عقبات لا يمكن تجاوزها"، من دون أن يذكر تفاصيل عن القضايا الخلافية.
وواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضغط على أوكرانيا للتوصل إلى اتفاق. وقال -أمس الأحد- إن أوكرانيا لم تظهر "أي امتنان" للجهود الأميركية بشأن الحرب، مما دفع المسؤولين الأوكرانيين إلى التأكيد على شكرهم لدعم ترامب.
وكان ترامب قد حدد -في وقت سابق يوم الخميس- موعدا نهائيا للرئيس الأوكراني لقبول خطة السلام، لكن روبيو قال أمس إن الأمر قد يستغرق وقتا أطول.
وذكرت مصادر مطلعة أن زيلينسكي من الممكن أن يسافر إلى الولايات المتحدة في أقرب وقت هذا الأسبوع لمناقشة الجوانب الأكثر حساسية من الخطة مع ترامب.
ودعا المقترح الأولي المكون من 28 نقطة الذي طرحته الولايات المتحدة الأسبوع الماضي أوكرانيا إلى التنازل عن أراض وقبول فرض قيود على حجم جيشها والتخلي عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وهذه الشروط ترقى إلى مستوى الاستسلام بالنسبة للكثير من الأوكرانيين بعد ما يقرب من 4 سنوات من القتال في أكثر الصراعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية .
وقال حلفاء أوروبيون إنهم لم يشاركوا في صياغة الخطة الأصلية، وطرحوا مقترحا موازيا من شأنه تخفيف بعض التنازلات المقترحة بشأن الأراضي ويشمل ضمانا أمنيا من الولايات المتحدة لأوكرانيا على غرار حلف شمال الأطلسي في حال تعرضت لهجوم.
تأتي هذه المحادثات في الوقت الذي تحقق فيه روسيا تقدما بطيئا في بعض المناطق، في حين تتعرض منشآت الطاقة والغاز في أوكرانيا لهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ، مما ترك ملايين الأشخاص بدون ماء وتدفئة وكهرباء لساعات كل يوم.
كما يتعرض زيلينسكي لضغوط في الداخل، حيث طالت فضيحة فساد كبيرة بعض وزرائه، مما أثار غضبا جديدا من تفشي الفساد. وأدى ذلك إلى تعقيد جهود البلاد لتأمين التمويل اللازم للحفاظ على صمود اقتصادها.
المصدر:
الجزيرة