آخر الأخبار

بين المجاعة والقصف.. حوار مع أمجد الشوا حول الواقع الإنساني الكارثي في غزة

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

غزة – في ظل حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة ، يعيش أكثر من مليون فلسطيني في مدينة غزة وحدها تحت تهديد النزوح القسري، وسط تدمير واسع للبنية التحتية المدنية، واستهداف مباشر للمستشفيات والعيادات والمرافق الطبية، ونقص حاد في المواد الغذائية الأساسية والمياه النظيفة.

الأرقام الرسمية تشير إلى أن نحو 90% من السكان فقدوا مصادر دخلهم، فيما تعتمد الغالبية على المساعدات الإنسانية، التي غالبا لا تصل إلى المحتاجين بسبب الحصار الإسرائيلي الشامل من إغلاق للمعابر ومنع للمساعدات وفرض قيود مشددة على عمل المؤسسات الدولية في تقديم الإغاثة.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 الأمم المتحدة: نملك 19% فقط من التمويل المطلوب لإنقاذ 180 مليون إنسان
* list 2 of 2 طبيب إسباني يروي شهادته على فاجعة موت الأطفال في غزة end of list

تقارير الأمم المتحدة ووكالة الأونروا تؤكد أن أكثر من 75% من مدينة غزة باتت تحت سيطرة الاحتلال، وأن أكثر من نصف محطات تحلية المياه والبنية التحتية المائية تعرضت للتدمير أو أصبحت خارج الخدمة، مما زاد من معاناة السكان في ظل ارتفاع درجات الحرارة ونقص المياه الصالحة للشرب. أما الغذاء، فقد أُعلن رسميا أن قطاع غزة يعيش أزمة مجاعة .

في هذا السياق، تبرز المنظمات الأهلية الفلسطينية باعتبارها خط الدفاع الأخير في تقديم الإغاثة والمساعدات، عبر النقاط المنتشرة والعيادات والمستشفيات الميدانية، لكنها تواجه صعوبات وتحديات هائلة نتيجة نقص التمويل، وارتفاع أعداد الشهداء والمصابين، إضافة إلى تفاقم سوء التغذية بين الأطفال.

في هذا الحوار، يوضح رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة أمجد الشوا، تفاصيل الواقع الإغاثي الصعب، ويكشف عن حجم المعاناة اليومية للأسر النازحة، ودور المؤسسات الإنسانية في مواجهة هذه الكارثة.


*

بداية، لا يخفى على أحد الواقع الصعب الذي يعيشه سكان قطاع غزة، كيف تصف لنا عن قرب هذا الواقع في ظل استمرار حرب الإبادة وزيادة الهجمات الإسرائيلية؟

الأوضاع الإنسانية برمتها تتجه نحو المزيد من الخطورة، نحن في وضع غير مسبوق من حيث الاستهدافات الإسرائيلية لكل مناطق قطاع غزة، وخاصة في مدينة غزة.

هناك تهديدات مستمرة بتوسيع العمليات العسكرية وفرض نزوح قسري على أكثر من مليون مواطن، بدعوى وجود مناطق آمنة وإنسانية، وهذا الادعاء غير صحيح.

إعلان

المنطقة التي يصفها الاحتلال بأنها آمنة لا تتجاوز 12 كيلومترا مربعا، ويتكدس فيها مئات الآلاف من النازحين الذين اضطروا للنزوح من رفح و خان يونس ومن مدينة غزة سابقا، ولا تتوفر بها أبسط الخدمات الأساسية.


*

في ظل هذا الواقع الكارثي الذي يتعرض له أهالي غزة، برأيك ما أبرز التحديات التي يواجهها السكان هذه الأيام؟

الاحتلال يضغط على السكان بالأوامر والإخلاء القسري والتهديدات، وأيضا بالقصف واستهداف الأبراج السكنية، التي تشمل مجمعات كبيرة، يتم استهدافها بشكل كامل، والآن أكثر من 60% من مساحة مدينة غزة تحت سيطرة الاحتلال، والناس مضطرون للنزوح نحو الغرب والشمال الغربي، وهناك اكتظاظ كبير جدا بالنازحين.

%90 من السكان فقدوا مصادر دخلهم، وأصبحوا يعتمدون كليا على المساعدات الإنسانية، وهذه المساعدات للأسف لا تصل بطريقة تحفظ كرامة المواطن أو تلبي احتياجات الفئات الأكثر ضعفا، من بينهم الأطفال وذوو الإعاقة وكبار السن.


*

كيف تتدخل المنظمات الأهلية إذن في ظل هذه الأزمة؟

نحن كمنظمات أهلية فلسطينية جزء أساسي من النسيج الاجتماعي، وكنا وما زلنا المستجيب الأول لهذه الكارثة الإنسانية؛ ونعمل من خلال النقاط الطبية والعيادات والمستشفيات الأهلية، جنبا إلى جنب مع باقي المستشفيات، على الرغم من نفاد الكثير من الأدوات والمستلزمات الطبية، والاكتظاظ الكبير لعدد الجرحى والمرضى، ونسبة الإشغال التي تجاوزت 300%.

كما نتعامل مع الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الشديد، ونقدم لهم المكملات الغذائية والعلاجات، ونعمل على توفير المياه في ظل تضرر 70% من البنية التحتية المائية وخروج 62% من محطات التحلية عن الخدمة.


*

ما أبرز التحديات التي تواجه المؤسسات الإنسانية في ظل ما ذكرته من مأساة؟

أهم التحديات هي عدم إدخال المساعدات وضمان توزيعها بشكل صحيح، والمشكلة الأكبر تكمن في الإيواء، إذ لم تدخل سوى ألف خيمة حتى الآن منذ عدة أشهر، كذلك لا توجد حماية كافية للمدنيين الفلسطينيين، الذين يتم استهدافهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وبخاصة المؤسسات الأهلية، كما حدث مع جمعية "عايشة" لحماية الأسرة والطفل، حيث استشهد أحد موظفي الجمعية، وطفل آخر ابن إحدى الموظفات، إلى جانب إصابة مراجعين آخرين.


*

في ظل هذه التحديات، ماذا عن التمويل؟

حجم التمويل لا يتجاوز 3.25% من المبلغ المطلوب، البالغ حوالي 4 مليارات دولار لتغطية التدخلات الإنسانية، وحجم الاستجابة ضعيف جدا، وهذا يشكل تحديا كبيرا أمام عمل المؤسسات.

المنظمات الأهلية تعمل على التنسيق بين مختلف الجهات الإنسانية الفلسطينية والدولية، والتواصل مع الجهات المانحة، وتعزيز دور المنظمات الفلسطينية وبناء قدراتها، والإشراف على المنظومة بالكامل، إضافة إلى المناصرة والحشد على كافة المستويات الدولية.


*

معلوم أن جميع سكان غزة تضرروا بفعل ممارسات الاحتلال من تدمير وحصار ومنع للمساعدات، لكن ما أكثر الفئات تضررا خلال الحرب؟

الأطفال والنساء وكبار السن وذوو الإعاقة هم الأكثر تضررا، الاستهداف الأكبر كان للأطفال والنساء، سواء بالقصف أم بالكارثة الإنسانية المتمثلة في المجاعة وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات، لا يخفى على أحد أن لكبار السن وذوي الإعاقة احتياجات خاصة لابد من توفيرها، هذه الاحتياجات لم يدخل منها شيء حتى الآن سوى بعض الأدوية المزمنة وبعض مستلزمات المساعدة التي لا تسد الاحتياجات الحقيقية.

وأود أن أشير هنا إلى وجود آلاف الأطفال الذين أصيبوا بحالات بتر نتيجة القصف المباشر، هؤلاء يمكن اعتبارهم في مقدمة الفئات الأكثر تضررا خلال الحرب، ونحن نعمل جنبا إلى جنب مع المؤسسات الأهلية لتلبية احتياجات هذه الفئات لتكون في مقدمة الأولويات لدينا.

إعلان

*

وماذا عن سوء التغذية لدى الأطفال الذي تفشى بسبب المجاعة، ما الذي تقدمونه لتغطية هذا الاحتياج؟

هناك مؤسسات أهلية تعمل على تشخيص حالات سوء التغذية والتعامل معها، رغم قلة الإمكانيات والمساعدات المحدودة، ونحن مستمرون قدر المستطاع لتخفيف حدة سوء التغذية، الوضع يزداد سوءا نتيجة الاستهداف الإسرائيلي للأطفال، حيث يعانون من سوء تغذية شديد وتدهور كبير في صحتهم، إضافة إلى الصدمات النفسية المتفاقمة.

حتى على صعيد الأزمات النفسية التي تركتها حرب الإبادة، نستغل في شبكة المنظمات الأهلية مئات النقاط التعليمية التي أنشئت لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال والأسر، وإجراء التحولات الصحية اللازمة لتلقي العلاجات المختلفة، لكن برغم ذلك فإن الوضع يتفاقم بسبب النزوح القسري الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي.


*

أشرت إلى طبيعة عمل المنظمات الإنسانية في ظل واقع احتلالي مُر باستهداف كل مقومات الحياة، لكن ماذا عن استهداف الاحتلال للمنظمات الإنسانية؟

الاحتلال استهدف منظومة العمل الإنساني منذ بداية العدوان وحتى الآن، سواء المنظمات الأممية أو المحلية والدولية، حيث استشهد أكثر من 700 من العاملين، بينهم 230 من المؤسسات الأهلية الفلسطينية و362 من موظفي الأونروا.

كذلك يمنع الاحتلال إدخال المساعدات إلى هذه المنظمات، ويقيد عملها ويحاول استبدالها بما يسمى "مؤسسات غزة الإنسانية"، وهو انتهاك للقانون الدولي.


*

كرد فعل على ذلك، كيف تقيمون دور المجتمع الدولي؟

المجتمع الدولي خذل قطاع غزة، وفشل في توفير الحماية الضرورية لشعبنا، هذا يظهر في ردود فعلهم وموقفهم في العديد من القضايا، فعلى سبيل المثال لا الحصر، حجم الاستجابة المالية ضعيف جدا مقارنة بأي كارثة إنسانية أخرى، وهذا يشكل تحديا كبيرا أمام العمل الإنساني لإنقاذ حياة السكان.

أمام هذا الخذلان ما تبقى الآن هو الأمل، الذي يعتمد عليه المواطنون على هذه الأرض، الأمل الذي نراه في عزيمة وإرادة الطلبة هنا في غزة لا سيما طلبة الثانوية العامة، الذين أظهروا نموذجا مهما للأمل، رغم النزوح القسري والقصف اليومي، وهذا يعكس عزيمة المواطنين على مواجهة الحرب والعدوان، ويعطي أملا لشعوب العالم في الدفاع عن حقوق المدنيين ووقف الجرائم.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا