في ليالي الشتاء شديدة البرودة، وحين يرغب الإنسان في النوم، يتفاجأ بازدحام الأفكار التي تحول عقله إلى ساحة ضوضاء ليصبح النوم رفاهية بعيدة المنال. وقد حاولت دراسة نشرتها صحيفة "ذا تايمز"، السبت (27 ديسمبر/كانون الأول 2025)، الإجابة عن سؤال يرهق الملايين حول العالم مفاده: لماذا نعجز عن النوم؟
وقالت الصحيفة إن جمعية Anxiety UK تشير إلى أن ما يصل إلى 80 في المئة من الناس يعانون من القلق أثناء الليل. وأشارت الدراسة إلى أن الحالة المزاجية للبشر تنخفض بشكل ملحوظ بين الواحدة والرابعة صباحا.
ونقلت الصحيفة عن عالمة النفس كارولين كينان قولها إنه أثناء النهار "ننشغل بالعمل والحديث والضوضاء والحركة، لكن في الليل يهدأ كل شيء ويجد الدماغ أخيرا المساحة لمعالجة ما كان يحتفظ به طوال اليوم".
وأضافت أن "غياب التحفيز الخارجي يدفع انتباه الإنسان إلى الداخل، ما يجعل المخاوف الصغيرة تبدو مضخمة. ومع الإجهاد الجسدي، تقل قدرتنا على الصمود العاطفي".
قال خبراء إن الابتعاد عن الهاتف قبل النوم يساعد الإنسان في منع تراكم الهواجس الليلية.وأشار التقرير إلى أن هرمون التوتر المعروف باسم الكورتيزول من المفترض أن ينخفض أثناء النوم، لكن إن كان يوم الإنسان مشحونا بالضغط، فقد لا يحدث ذلك.
وفي هذا السياق، قالت كينان إنه "عندما يكون الجسم في حالة تأهب طوال اليوم، قد يختل النظام، فيجد الإنسان نفسه متوترا ومتيقظا في اللحظة التي يُفترض أن تبدأ فيها عملية الاسترخاء".
وأضاف التقرير أن هناك بعض النصائح التي قد تساعد الإنسان على مواجهة الأرق الليلي وطمأنة العقل قبل النوم.
ومن بين هذه النصائح أن يمنح الإنسان نفسه قبل النوم ما بين 20 إلى 30 دقيقة لكتابة كل ما يشغل باله.
كما دعا التقرير إلى ضرورة إغلاق الهاتف قبل الذهاب إلى السرير، مشيرة إلى أن ما يقرب من تسعة من كل عشرة أشخاص يعترفون بأنهم يتفقدون هواتفهم خلال الساعة التي تسبق النوم.
تحرير: ف.ي
المصدر:
DW