آخر الأخبار

لقاء ترمب- نتنياهو.. المرحلة الثانية من الاتفاق على رأس الملفات الساخنة

شارك

د. دلال عريقات: لقاء ترمب- نتنياهو فرصة لتوجيه رسالة تعبّر عن الموقف الفلسطيني الرسمي في ظل عدم وجود قناة تواصل مباشرة مع الإدارة الأمريكية
ياسر مناع: اتفاق غزة قد يمضي بصورة جزئية ومشروطة وسط قابلية عالية للتعثر في أي لحظة وهناك تباين إسرائيلي أمريكي حول ترتيب أولويات الاتفاق
عدنان الصباح: الولايات المتحدة ودولة الاحتلال تتجهان إلى البحث عن "وكلاء" لتنفيذ الأهداف بدلاً عنهما عبر خلق تناقضات داخلية وصراعات محلية
د. عمر رحال: اتفاق غزة سوف يبقى "يراوِح في مكانه" فلا ينهار رسمياً ولا يتقدم فعلياً ويظل في منطقة رمادية تتخللها مراوغات إسرائيلية
فايز عباس: نتنياهو سوف يحاول صرف الأنظار عن ملف غزة والدفع إلى التركيز على "الخطر الإيراني" بما يؤدي إلى تهميش معاناة القطاع
طلال عوكل: نتنياهو يسعى لإقناع ترمب بـ"تسميم" الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق ومنحه الضوء الأخضر لشن حرب على لبنان وإمكانية ضرب إيران



يترقب العالم اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يُنظر إليه على أنه محطة حساسة لإدارة ملفات ساخنة في الشرق الأوسط، وعلى رأسها قطاع غزة والملف الإيراني والساحتين السورية واللبنانية.
ويشير كتاب ومحللون سياسيون ومختصون وأساتذة جامعات، في أحاديث منفصلة مع "ے"، إلى أن الاجتماع يركز على الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، في ظل تباين واضح بين واشنطن وإسرائيل حول أولويات التنفيذ، مع استعداد أمريكي للتحرك نحو إعادة الإعمار ونزع السلاح مقابل تعثر إسرائيلي في الالتزام بشروط المرحلة التالية.
ويلفت الكتاب والمحللون والمختصون وأساتذة الجامعات إلى أن نتنياهو يتعمد استخدام المراوغة والمناورات، سواء عبر توسيع الاستيطان في الضفة الغربية أو تعزيز السيطرة الأمنية، في محاولة لتأجيل أي التزامات سياسية جوهرية.
ويرون أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يظل هشاً ومحدوداً في تأثيره، مع تنفيذ خطوات انتقائية ومؤقتة، ما يعكس أن المفاوضات تسير ضمن منطقة رمادية.

شراكة أيديولوجية استراتيجية وتكامل المصالح

ترى أستاذة الدبلوماسية وحلّ الصراعات في الجامعة العربية الأمريكية، د. دلال عريقات، أن اللقاء المرتقب يوم الإثنين بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يمكن قراءته بوصفه اجتماعاً سياسياً عابراً، بل يأتي في إطار علاقة تتجاوز التحالف الظرفي إلى شراكة أيديولوجية–استراتيجية قائمة على تكامل المصالح وتبادل الأدوار.
وتوضح أن طبيعة العلاقة بين الطرفين تجعل من المرجّح تغليب "عقلية الصفقة" على منطق الحلّ السياسي الشامل، خصوصاً في ما يتعلق بقطاع غزة.
وبحسب عريقات، فإن ترمب قد يتعامل مع الحرب على غزة من زاوية "تسكين الصراعات" لا معالجتها جذرياً، بهدف فتح المجال أمام صفقات إقليمية أوسع، وعلى رأسها إحياء ما يُعرف بمشروع الاتفاقات الإبراهيمية.
وتشير عريقات إلى أن أي ضغط أمريكي محتمل على نتنياهو لخفض وتيرة الحرب لن يكون مدفوعاً باعتبارات إنسانية أو قانونية، بل برغبة في تحقيق إنجاز سياسي قابل للتسويق داخلياً وخارجياً.
وتلفت عريقات إلى أن الخلافات الشخصية السابقة بين ترمب ونتنياهو مرشّحة للتراجع أمام البراغماتية السياسية، حيث قد يعيد ترمب توظيف نتنياهو كأداة لتمرير رؤية تخدم المصالح الإسرائيلية الاستراتيجية، بما يشمل تكريس السيطرة الأمنية وفرض وقائع دائمة على الأرض، مقابل تهدئة عسكرية مرحلية تخفف الأعباء السياسية والمالية عن الولايات المتحدة.
وتحذّر عريقات من أن اللقاء قد يشكّل غطاءً سياسياً لنتنياهو يتيح له شراء الوقت والمناورة، سواء عبر توسيع الاستيطان في الضفة الغربية أو تعميق التغييرات الديمغرافية، بالتوازي مع خطاب دبلوماسي يوحي بالانفتاح على حلول دون الانخراط الفعلي في مسار سياسي جاد.
وفي ما يتصل باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ترجّح عريقات تشكيكاً حذراً في قدرته على الصمود.
وتبيّن عريقات أن نتنياهو يتعامل مع اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة كأداة لإدارة الوقت لا كمدخل للتسوية، مرجّحة السعي لإنجاز المرحلة الأولى فقط، خاصة ما يتعلق بإطلاق سراح الأسرى، مع تعطيل الانتقال إلى مرحلة ثانية تتطلب انسحاباً شاملاً ووقفاً دائماً للحرب.
وتلفت عريقات إلى أن أي اتفاق لا يعالج جوهر الصراع المتمثل بالاحتلال سيبقى هشّاً، في ظل جاهزية الذرائع الأمنية الإسرائيلية لخرق التفاهمات.
وتؤكد أن تغييب الطرف الفلسطيني كشريك سياسي مستقل يشكّل أحد أخطر عناصر ضعف أي اتفاق، محذّرة من اختزال غزة في "ملف إنساني مُدار" بدلاً من كونها قضية تحرر وطني، ما يجعل أي تفاهم عرضة للتعثر عند أول اختبار سياسي جدي.
كما تؤكد أن لقاء ترمب نتنياهو يشكّل فرصة للفلسطينيين لتوجيه رسالة رسمية تعبّر عن الموقف الفلسطيني الرسمي، في ظل غياب الصوت الفلسطيني الرسمي وغياب قناة تواصل مباشرة مع الإدارة الأمريكية.
وتوضح عريقات أنّ مستقبل القضية الفلسطينية، سواء فيما يتعلق بوقف إطلاق النار أو بقطاع غزة أو بالضفة الغربية، يجري رسمه في البيت الأبيض أو في عواصم إقليمية من دون وجود الطرف الفلسطيني، معتبرة أنّ هذا الواقع يستدعي، على الأقل، توجيه رسالة فلسطينية رسمية قبل انعقاد اللقاء توضح بجلاء الموقف الفلسطيني.
وتؤكد عريقات أنّ هذه الرسالة يجب أن تتضمن مواجهة الواقع والحقائق التي يفرضها الاحتلال على الأرض، مشيرة إلى أنّه رغم التصريحات الأمريكية السابقة الرافضة لضم الضفة الغربية، إلا أنّ ما يجري فعلياً يتمثل في تصاعد الاستيطان، وهو ما يشكّل ضمّاً فعلياً للضفة الغربية.

اتفاق غزة قد يمضي بصورة جزئية ومشروطة

يوضح الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي ياسر مناع أن اتفاق غزة قد يمضي بصورة جزئية ومشروطة، وسط قابلية عالية للتعثر في أي لحظة، نتيجة الخلافات السياسية والأمنية العميقة التي تحيط بمسار تنفيذه، لا سيما قبيل اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
ويوضح أن تباينًا جوهريًا يبرز بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول ترتيب الأولويات في المرحلة المقبلة من الاتفاق، إذ تدفع واشنطن باتجاه الانتقال السريع إلى المرحلة الثانية عبر مسار متوازٍ يجمع بين نزع السلاح وإعادة الإعمار، في محاولة لتثبيت الاستقرار ومنع عودة المواجهات.
ويشير مناع إلى أنه في المقابل، تصرّ إسرائيل على جعل نزع سلاح حركة حماس شرطًا مسبقًا لأي عملية إعمار، ما يضع عراقيل كبيرة أمام تنفيذ المرحلة التالية من الاتفاق.
ويلفت إلى أن ما يجري على الأرض يعكس هذا الخلل في المقاربات، حيث تُنفَّذ خطوات انتقائية ومحدودة، خصوصًا في مدينة رفح جنوب القطاع، بما يوحي باستعداد جزئي للمرحلة التالية دون التزام كامل أو واضح ببنودها، الأمر الذي يعزز حالة الضبابية وعدم اليقين.
كما يلفت إلى أن الغموض المتعلق بتشكيل القوة متعددة الجنسيات المفترضة وأدوارها وصلاحياتها يشكّل عامل ضغط إضافيًا قد يؤدي إلى إبطاء تنفيذ الاتفاق أو حتى تجميده، ما يجعل الاتفاق قائمًا شكليًا لكنه هشًّا وقابلًا للتعثر في أي وقت.
وفي ما يتعلق باللقاء المرتقب بين ترمب ونتنياهو، يتوقع مناع أن ينصبّ على إدارة ملفات ساخنة ومتشابكة، في مقدمتها قطاع غزة، والملف الإيراني، إضافة إلى الساحتين السورية واللبنانية، مع التركيز على احتواء التصعيد، وضبط إيقاع المواجهات، وتنسيق المواقف الأمريكية الإسرائيلية لمنع انزلاق المنطقة نحو انفجار واسع.

اللقاء سيبحث ملفات متعددة

يعتقد الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح أن اللقاء المرتقب بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترمب في ولاية فلوريدا سيبحث ملفات متعددة، غير أن القضية المركزية فيه ستكون غزة والضفة الغربية، في سياق إقليمي أوسع يشمل سوريا ولبنان والعراق واليمن، إضافة إلى تفاعلات دولية متشابكة.
ويوضح أن أي رهان على أن هذا اللقاء سيؤسس لإعلان حرب مباشرة على أي جبهة "غير وارد"، مؤكداً أن الولايات المتحدة ودولة الاحتلال تتجهان اليوم إلى البحث عن "وكلاء" لتنفيذ الأهداف بدلاً عنهما، عبر خلق تناقضات داخلية وصراعات محلية، إلى جانب السعي لفصل غزة عن الضفة وتحويلها إلى "قضية وأزمة ومأساة" قائمة بذاتها.
ويشير إلى أن التحضيرات جارية لأهداف مشتركة بين نتنياهو وترمب، الذي يرغب بالسطو على غزة.
ويلفت الصباح إلى أن زيارة نتنياهو تأتي بعد إعلان اعتراف الاحتلال بما يسمى "صوماليلاند"، معتبراً أن هذا الاعتراف ليس مجانياً، وأن التسريبات تشير إلى ارتباطه بترتيبات تتعلق بقبول توطين فلسطينيين من غزة هناك.
ويرى الصباح أن توجهات ترمب لم تتغير، مستشهداً بطرحه السابق بشأن غرينلاند وتعيين ممثل له هناك، معتبراً أن هذه الخطوات تأتي في إطار سياسة أمريكية أوسع تستهدف السيطرة على مناطق مؤثرة وفاعلة عالمياً، وإشاعة الصراعات والحروب لإضعاف الجميع بما يضمن التفوق الأمريكي عالمياً.
ويشير إلى أن الولايات المتحدة تجني أرباحاً هائلة من الحروب الجارية عالمياً، حيث أن واشنطن تسعى لإعادة ترتيب النظام العالمي على قاعدة "عالم أمريكي" جديد، على غرار ما حدث بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية.
وبشأن غزة، يرى الصباح أن "اتفاق غزة انتهى عملياً"، موضحاً أن هدفه الأساسي كان استعادة الأسرى وتقليص الخسائر العسكرية والسياسية للاحتلال، والخروج من المواجهة البرية التي ألحقت به أضراراً كبيرة.
ويؤكد الصباح أن الاحتلال اليوم لا يرى استعجالاً لأي حلول، في ظل غياب المواجهة المباشرة، واستمراره في توسيع مناطق السيطرة وفرض وقائع جديدة، بالتوازي مع تصعيد العمل في الضفة الغربية باتجاه التهويد والضم وتغيير المشهد الديمغرافي.

محطة سياسية بالغة الحساسية

يعتبر الكاتب والمحلل السياسي د. عمر رحال أن اللقاء المرتقب يوم الإثنين، بين ترمب ونتنياهو يشكّل محطة سياسية بالغة الحساسية، مرجّحاً أن يسعى نتنياهو من خلاله إلى إعادة توجيه أولويات النقاش مع واشنطن بعيداً عن قطاع غزة، نحو الملف الإيراني بوصفه "التهديد الاستراتيجي الأكبر" لإسرائيل.
ويوضح أن التصعيد الإعلامي الأخير الصادر عن نتنياهو وقادة الاحتلال، وما رافقه من نبرة تهديدية متزايدة تجاه إيران، يعكس توجهاً إسرائيلياً واضحاً نحو رفع منسوب التوترات الإقليمية.
وبرأي رحال، لا يقتصر هذا السلوك على تضخيم خطر إيران، بل يهدف أساساً إلى إزاحة غزة من مركز الاهتمام الأمريكي، وتحويلها إلى ملف ثانوي يُعالج من زوايا أمنية وإدارية وإغاثية، بعيداً عن أي معالجة سياسية حقيقية.
ويشير رحال إلى أن نتنياهو لا يكتفي بتهدئة محدودة في غزة، بل يسعى إلى توسيع دائرة الاشتعال في الإقليم، بحيث تصبح غزة جزءاً من مشهد إقليمي متوتر، لا المشهد المركزي بحد ذاته.
ويوضح أنه وفق هذا التصور، فإن توسيع رقعة التوتر قد يخفف الضغوط السياسية والإنسانية المفروضة على حكومة الاحتلال، لا سيما تلك المرتبطة بالمرحلة الثانية من اتفاق غزة، ويمنح نتنياهو هامشاً أوسع للمناورة أمام واشنطن والمجتمع الدولي.
ويشير رحال إلى أن نتنياهو يدرك حساسية العلاقة مع الإدارة الأمريكية، ولذلك يعمل على إدارة الخلاف مع واشنطن لا مواجهتها، فبينما تتحرك حسابات ترمب ضمن أطر سياسية واقتصادية تتعلق بالهيمنة الأمريكية ومصالحها الكبرى، فإن حسابات نتنياهو "أضيق وأكثر شخصية"، وتتصل أساساً ببقائه في الحكم وحماية مستقبله السياسي.
ويلفت رحال إلى أن نتنياهو يريد حرباً بلا أفق سياسي، حرباً تُستخدم لحسم ملفات داخلية وإقليمية، وفي مقدمتها تثبيت مكانته السياسية وضمان تفوق دولة الاحتلال في أي ترتيبات إقليمية مستقبلية.
ويرجّح رحال أن يُظهر نتنياهو قدراً من المرونة التكتيكية أمام الأمريكيين، من خلال القبول بعدم مهاجمة إيران في المرحلة الراهنة، مقابل تهدئة محسوبة في غزة وفتح مسارات إنسانية محدودة، من دون تقديم أي التزام بمسار سياسي واضح أو حلول جذرية للقطاع.
وفي ما يتعلق بمستقبل اتفاق غزة، يؤكد رحال أن خيار التعثر سيبقى حاضراً بقوة بعد هذا اللقاء، مشيراً إلى أن المعطيات السياسية والميدانية تدل على أن نتنياهو يعمل بشكل منهجي على عرقلة المرحلة الثانية من الاتفاق.
ويبيّن رحال أن هذه المرحلة تمثل انتقالاً من منطق القوة العسكرية إلى منطق السياسة، وهو انتقال يراه نتنياهو تهديداً مباشراً لتماسك ائتلافه الحاكم، وقد يفتح الباب أمام محاسبته على ملفات الفساد والإخفاقات العسكرية في غزة.
ويرى أن الذرائع الأمنية ستظل حاضرة، من قبيل "غياب الشريك في غزة"، ورفض إشراك السلطة الفلسطينية، وادعاء عدم اكتمال الشروط الأمنية، إضافة إلى الجدل حول دور أي قوة دولية محتملة.
وبحسب رحال، فإن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة سيبقى "يراوِح في مكانه"، فلا ينهار رسمياً ولا يتقدم فعلياً، بل يظل في منطقة رمادية تتخللها مراوغات إسرائيلية، وخطوات إنسانية محدودة، وتصعيد مضبوط، وعمليات اغتيال، يعقبها تراجع مؤقت.
ويرى رحال أن نتنياهو يسعى من خلال هذه السياسة إلى شراء مزيد من الوقت، سواء عبر إشعال الإقليم أو تعطيل أي أفق سياسي، ضاغطاً في اتجاهين متوازيين: الأول شخصي يتعلق بحمايته السياسية وإمكانية طرح ملف العفو، والثاني استراتيجي يهدف إلى إبقاء المنطقة في حالة توتر تستدعي حضوراً أمريكياً أوسع لحسم ملفات لا تستطيع إسرائيل معالجتها منفردة، بل بالشراكة مع الولايات المتحدة.

اللقاء المرتقب سيكون "متوتراً جداً"

يرى الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي فايز عباس أن اللقاء المرتقب بين ترمب ونتنياهو سيكون "متوتراً جداً"، ولا سيما في كل ما يتعلق بملف قطاع غزة ومستقبل الحرب، مشيراً إلى أن الخلاف الأساسي يتمحور حول إصرار ترمب على الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطته السياسية.
ويوضح أن ترمب يرى في المضي قدماً بهذه المرحلة فرصة سياسية كبرى، قد تشكل مدخلاً لتحقيق إنجاز دولي كبير، قد يصل إلى مستوى جائزة نوبل للسلام، وهو ما يدفعه إلى الضغط على نتنياهو لإنهاء المرحلة الحالية والانتقال إلى ترتيبات جديدة في القطاع.
في المقابل، يتوقع عباس أن يحاول نتنياهو وضع عراقيل متعددة أمام هذا التوجه، رغم المؤشرات التي توحي بأن ترمب سيسعى إلى إلزامه بالذهاب نحو المرحلة الثانية.
ويشير عباس إلى أن نتنياهو، ومنذ أكثر من أسبوع، يسرّب لوسائل الإعلام الإسرائيلية روايات تتحدث عن استعداد إيراني لتوجيه ضربة عسكرية لإسرائيل، بذريعة الرد على القصف الأمريكي–الإسرائيلي الذي استهدف إيران والمنشآت النووية الإيرانية، في محاولة واضحة لرفع منسوب التوتر الإقليمي.
وبحسب عباس، فإن نتنياهو سيحاول خلال زيارته إلى الولايات المتحدة صرف الأنظار عن ملف غزة، ودفع المفاوضات والإعلام الأمريكي للتركيز على "الخطر الإيراني"، بما يؤدي إلى تهميش معاناة قطاع غزة والشعب الفلسطيني. غير أن عباس يرجّح أن الرئيس الأمريكي لن يسمح لنتنياهو بإفشال خطته المتعلقة بإنهاء الحرب في القطاع.
ويعتقد أن نتنياهو سيشترط للانتقال إلى المرحلة الثانية منع أي مشاركة لقوات من تركيا أو قطر ضمن قوة الاستقرار، مع الإصرار على بقاء إسرائيل الجهة التي تتولى "حفظ الأمن" في قطاع غزة، بحجة عدم ثقته بأي قوة عسكرية أجنبية.


إسرائيل تتعمد تصعيد خطاب الحرب

يوضح الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن إسرائيل تتعمد، في سياق التحضير للقاء السادس المرتقب بين الرئيس ترمب ونتنياهو، تصعيد خطاب الحرب على مستوى الإقليم، في محاولة للتأثير على مسار اللقاء ونتائجه، ولا سيما ما يتعلق بالانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية الخاصة بقطاع غزة.
ويوضح أن الحملة التصعيدية الإسرائيلية لا تقتصر على التلويح بحرب محتملة مع إيران، بل تتقدم بالتوازي مع استمرار الخطاب المتشدد تجاه غزة ولبنان وسوريا، دون أي تخفيف في حدته.
ويشير عوكل إلى أن تصريحات وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس حول الاستيطان في غزة والبقاء في المناطق التي يحتلها الجيش الإسرائيلي، ثم التراجع عنها والعودة لاحقاً لإثارة الملف نفسه، تعكس حالة من المناورة السياسية المقصودة.
ويلفت إلى أن تصريحات وزراء إسرائيليين آخرين، وفي مقدمتهم بتسلئيل سموتريتش، بشأن انتظار إعلان "السيادة" على الضفة الغربية بعد عودة نتنياهو من واشنطن، تندرج في السياق ذاته.
وبحسب عوكل، فإن هذا السلوك يعكس إدراكاً إسرائيلياً واضحاً بأن ترمب يصر على الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطته في غزة، وهو ما يحاول نتنياهو الالتفاف عليه.
ويرجّح عوكل أن يسعى نتنياهو لإقناع ترمب بقبول تعطيل أو "تسميم" هذا الانتقال، مقابل منحه الضوء الأخضر لشن حرب على لبنان، وهو السيناريو الأكثر ترجيحاً، دون استبعاد توجيه ضربات لإيران في وقت قريب أو لاحق.
ويؤكد عوكل أن نتنياهو بات يدرك أنه لم يعد يمتلك ذرائع مقنعة للمماطلة في الانتقال إلى المرحلة الثانية، وأن العودة إلى التصعيد في غزة بذريعة "القضاء على حماس" لم تعد كافية لإقناع ترمب بالسماح بإفشال خطته.
ويعتبر عوكل أن ما يجري هو بروباغندا سياسية مضللة تهدف إلى التلاعب بالإدارة الأمريكية، من أجل مواصلة الحروب ورفع منسوب التوتر في الإقليم، في خدمة نهج سياسي بات نتنياهو أسيراً له، ويعمل على تكريسه مهما كانت الكلفة الإقليمية والدولية.

القدس المصدر: القدس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا