Off-duty Alaska Airlines pilot who tried shutting down engines after taking psychedelic mushrooms pleads guilty https://t.co/Gyhk61GDNF pic.twitter.com/Mzci8BmfuF
— New York Post (@nypost) September 7, 2025
لا يزال القضاء الأميركي يتابع تفاصيل واحدة من أغرب حوادث الطيران في البلاد، والمتعلقة بمحاولة طيار احتياطي في شركة "ألاسكا إيرلاينز" التسبب بكارثة جوية وهو تحت تأثير الهلوسة الناتجة عن تعاطيه فطرا سحريا. تعود الواقعة إلى أكتوبر/تشرين الأول 2023، غير أن أصداءها تجددت مؤخرا مع صدور حكم محكمة الولاية بحق الطيار، بينما يترقب الجميع مثوله قريبا أمام القضاء الفدرالي.
كان الطيار جوزيف إيمرسون، البالغ من العمر 44 عاما، يجلس في المقعد الاحتياطي داخل قمرة قيادة طائرة تابعة لشركة "هورايزن إير" (إحدى فروع "ألاسكا إيرلاينز")، خلال رحلة داخلية بين مدينتي إيفرت وسان فرانسيسكو. وبحسب ما كشفته التحقيقات الفدرالية، دخل إيمرسون فجأة في حالة ارتباك شديد، وحاول تعطيل محركات الطائرة عبر سحب مقابض أنظمة الطوارئ، وهي خطوة كان من شأنها أن توقف عمل المحركات بالكامل وتؤدي إلى كارثة جوية محققة.
لكن قائد الطائرة ومساعده كانا على قدر كبير من اليقظة، فسارعا إلى التدخل ومنعا إيمرسون من إكمال حركته، وأعادا المقابض إلى وضعها الطبيعي. بعدها اندفع أفراد الطاقم لتقييده وإبعاده من قمرة القيادة، حيث نُقل إلى مقصورة الركاب وتمت السيطرة عليه حتى هبطت الطائرة اضطراريا بسلام في مطار بورتلاند بولاية أوريغون. وكان على متن الطائرة أكثر من 80 شخصا عاشوا لحظات عصيبة ظنوا فيها أن حياتهم على المحك.
وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية أفادت أن جوزيف إيمرسون توصّل إلى اتفاقات إقرار بالذنب مع المدعين العامين في الولاية والحكومة الفدرالية لتحمل المسؤولية الكاملة عن الحادثة وتجنب المزيد من السجن.
وقال إريك بيكارد، نائب المدعي العام لمقاطعة مولتنوماه، "ما فعله جوزيف إيمرسون كان متهورا وأنانيا وإجراميا. علينا أن نتذكر أنه لم يكد يُدمر حياة 84 شخصا كانوا على متن الرحلة 2059 فقط، بل حياة عائلاتهم وأصدقائهم أيضا".
في محكمة الولاية، صدر بحقه حكم بالسجن 50 يوما مع احتساب المدة التي قضاها قيد المراقبة، إلى جانب 5 سنوات تحت المراقبة. أما على المستوى الفدرالي، فمن المنتظر أن يمثل أمام المحكمة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، حيث قد يواجه حكما يصل إلى السجن لمدة عام كامل، بينما يطالب محاموه بالاكتفاء بالمراقبة دون حبس إضافي.
في تصريحاته أمام المحكمة، قال إيمرسون بوضوح "ما كان ينبغي أن يحدث هذا، وأنا أتحمل مسؤولية ما فعلت".
وأشار في أقواله للشرطة إلى أنه كان يمر بحالة حزن شديدة بسبب وفاة صديق مقرب له، وأنه تناول فطرا مخدرا قبل يومين من الرحلة، إضافة إلى بقائه مستيقظا أكثر من 40 ساعة متواصلة دون نوم. وأوضح أنه شعر وكأنه في حلم، وظن أن سحب مقابض الطائرة قد يساعده على "الاستيقاظ".
وأكد أن تأثير المخدرات جعله غير قادر على إدراك الواقع، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن ذلك "لا يبرر ما حدث".
وبحسب ما نقلته وكالة "أسوشيتد برس"، فإن طاقم الطائرة لم يلحظ أي علامات ضعف أو تصرفات غير طبيعية من شأنها أن تمنع إيمرسون من الوجود في قمرة القيادة قبل الحادثة، وهو ما جعل الأمر يبدو مفاجئا وغير متوقع تماما.
وبينما جرى تحويل مسار الرحلة من وجهتها الأصلية إلى مطار بورتلاند، هبطت الطائرة بسلام، في مشهد أثار ارتياح الركاب وطاقم الطائرة الذين عاشوا دقائق عصيبة. التحقيقات الفدرالية أكدت أن الكارثة كانت قريبة جدا من التحقق، وأن سرعة تحرك الطاقم أنقذت حياة العشرات.