آخر الأخبار

تقرير صادم: شركة أميركية نقلت بيانات القيادة الذاتية إلى الصين

شارك
شاحنات القيادة الذاتية من شركة TuSimple (المصدر: TuSimple

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن شركة TuSimple الأميركية، المتخصصة في تكنولوجيا الشاحنات ذاتية القيادة، أرسلت بيانات حساسة إلى شركة صينية بعد توقيعها اتفاقية مع السلطات الأميركية تمنع مثل هذه العمليات، في خطوة أثارت قلقًا واسعًا بشأن الأمن القومي الأميركي.

وبحسب التقرير، فإن "TuSimple" – التي أعادت مؤخرًا تسمية نفسها إلى CreateAI – قامت في فبراير 2022 بنقل ما يشبه "الخرائط الوراثية" لنظام قيادة ذاتية أميركي متطور إلى شركة "فوتون" الصينية، وذلك بعد أسبوع فقط من توقيعها اتفاقًا مع لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة (CFIUS) يتضمن شروطًا صارمة تمنع أي تواصل تقني مع الصين، بحسب تقرير نشره موقع "تك كرانش" واطلعت عليه "العربية Business".

المراسلات التي اطلعت عليها الصحيفة، وتشمل مئات الصفحات من الرسائل الإلكترونية ومحادثات "سلاك" ومكالمات فيديو، تُظهر أن "TuSimple" واصلت مشاركة البيانات الفنية، بما في ذلك تصميم المكابح، وأجهزة الاستشعار، وأنظمة التوجيه، وحتى شيفرات المصدر الخاصة بنظام القيادة الذاتية، حتى الموعد النهائي الذي حددته بنفسها للامتثال للاتفاقية بعد ستة أشهر.

ورغم أن التحقيق الرسمي خلُص إلى أن عملية مشاركة البيانات "لم تخالف نص الاتفاقية" من الناحية الفنية، إلا أن "TuSimple" دفعت لاحقًا غرامة بلغت 6 ملايين دولار كتسوية لانتهاكات أخرى، دون اعتراف قانوني بالذنب.

القضية أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والتكنولوجية الأميركية، خاصة وأنها تسلط الضوء على الثغرات في منظومة الحماية التي تسعى واشنطن من خلالها إلى التوازن بين الانفتاح على الاستثمارات الأجنبية وحماية مصالح الأمن القومي.

يأتي هذا الكشف بعد تقرير سابق أشار إلى محاولات من داخل "TuSimple" لتحويل أموالها الأميركية – التي بلغت حينها نحو 450 مليون دولار – إلى الفرع الصيني للشركة بهدف تمويل مشاريع تعتمد على الذكاء الاصطناعي في الرسوم المتحركة وإنتاج المحتوى، وهي محاولة لم تكتمل بسبب صراعات داخلية وأوامر قضائية.

يُذكر أن "TuSimple" كانت من أوائل الشركات التي نفذت تجارب ناجحة للقيادة الذاتية على الطرق السريعة العامة في أميركا، وقد جمعت منذ تأسيسها في 2015 أكثر من ملياري دولار من مستثمرين أميركيين وصينيين، قبل أن تبدأ في الانسحاب من السوق الأميركي مطلع عام 2024، مع تغيير علامتها التجارية إلى CreateAI.

وتزداد الشكوك حول نوايا الشركة السابقة بعدما كشفت الوثائق أن بعض موظفيها عملوا في السابق لصالح شركة Hydron الصينية، المملوكة أيضًا لأحد مؤسسي "TuSimple"، وتم استخدام بيانات ومهارات أميركية في مشاريع مشتركة مع شركة فوتون، التي تملك اتفاقيات تعاون مع جامعة صينية عسكرية تعمل على تطوير تقنيات القيادة الذاتية.

هذه الواقعة تضاف إلى سلسلة من القضايا التي دفعت واشنطن مؤخرًا لتشديد الضوابط على التعاملات التقنية مع الصين، في ظل تصاعد المنافسة الجيوسياسية، وتزايد المخاوف من تسرب تقنيات متقدمة يمكن استخدامها في تطبيقات عسكرية أو حساسة.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار