في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
هناك أسماء تُحفر في الذاكرة بفضل لحظات تألق قصيرة لكنها باهرة، والمهاجم المصري السابق عمرو زكي أحد هؤلاء.
استهل عمرو زكي مسيرته محليا، وصعد بسرعة إلى قمة المجد، قبل أن تتراجع مسيرته بشكل دراماتيكي بسبب الإصابات والخلافات وعدم الانضباط.
بدأ زكي مسيرته في نادي المنصورة عام 2001، وسرعان ما أثبت موهبته، فانتقل إلى إنبي حيث حقق لقب كأس مصر وساهم في إنهاء الموسم بمركز وصيف الدوري، في سابقة مميزة للفريق البترولي.
تألُق زكي الدولي لم يتأخر، إذ بدأ مسيرته مع المنتخب الوطني في 2004 وفرض اسمه بسرعة بتسجيله 6 أهداف في تصفيات كأس العالم، ولعب دورا حاسما في فوز مصر بكأس الأمم الأفريقية 2006.
وعزز زكي مكانته كبطل قومي بعد أداء مذهل في نسخة 2008 من البطولة ذاتها، حيث سجل أهدافا مصيرية قادت مصر للحفاظ على اللقب.
واختار زكي لوكوموتيف موسكو في تجربة أوروبية أولى لم تُكلل بالنجاح، إذ لم يخض أي مباراة رسمية ورحل سريعا بسبب ظروف الطقس القاسية.
وعاد زكي بعد التجربة الروسية إلى مصر، حيث انضم لنادي الزمالك وسجل بداية نارية، قبل أن يلفت أنظار ستيف بروس، مدرب ويغان أثلتيك، الذي أصرّ على التعاقد معه بعد أن كان قد شاهده مسبقا في كأس الأمم.
انتقل المهاجم المصري إلى النادي الإنجليزي على سبيل الإعارة عام 2008، ليحقق بداية مثالية معه في البريميرليغ، إذ سجل 10 أهداف في أول 16 مباراة، من بينها ثنائية شهيرة ضد ليفربول على ملعب أنفيلد جعلت الجميع يتحدث عنه، حتى إن المتاجر نفدت من حرف "Z" بسبب الإقبال على قمصانه.
بسبب هذا التألق بدأت الشائعات حول اهتمام ليفربول وتشلسي وريال مدريد بزكي، وقدمت أندية أخرى عروضا مغرية لضمه، في وقت اعتبره البعض "أفضل من ميسي"، كما قال رئيس الزمالك وقتها.
لكن مع بداية عام 2009، انقلبت الأمور، وعانى زكي من الإصابات، والغيابات غير المبررة، والخلافات مع المدرب ستيف بروس، ومشاكل مع زميله ميدو، وذلك كله ساهم في تراجع أداء اللاعب الملقب بـ"البلدوزر".
لم يسجل زكي أي هدف من اللعب المفتوح بعد هدفه في أنفيلد، وغاب عن مباريات بسبب المرض أو لأسباب لم تكن واضحة.
ولم يعد زكي المهاجم الذي لا يمكن إيقافه، بل أصبح عبئا على فريقه، حتى إن بروس وصفه لاحقا بأنه اللاعب "الأقل احترافية" الذي تعامل معه في مسيرته.
وعاد زكي إلى الزمالك، لكن الإصابات وعدم الجدية في الالتزام بالتدريبات طاردته، ومع ذلك حصل على فرصة جديدة في الدوري الإنجليزي، وانضم لنادي هال سيتي في 2010، لكنه أخفق ولم يقدم شيئا يذكر معه.
حاول زكي إنعاش مسيرته الاحترافية باللعب في تركيا ثم الكويت والمغرب، وسجّل عودة قصيرة مع المنتخب، قبل أن تعوقه إصابات متكررة أنهت كل أمل في استعادة مستواه.
وأنهى زكي مسيرته لاعبا بنادي العهد اللبناني في صفقة انتقال حر، انتهت بفسخ التعاقد بعد شهر واحد بالتراضي ليعلن الاعتزال في أغسطس/آب 2015.