آخر الأخبار

نيزك الزبرجد الجزائري.. عمره 2.5 مليار سنة ويعيد كتابة تاريخ القمر

شارك

في عام 2023، اكتُشفت صخرة تزن 311 غرامًا في شمال غربي أفريقيا، تحديدا في مدينة ورقلة الجزائرية، قلبت رأسًا على عقب فهمنا للجدول الزمني البركاني للقمر.

ويُقدر عمر هذه الصخرة النيزكية، التي سميت "شمال غربي أفريقيا 16286″، بنحو 2.5 مليار سنة، وتُعتبر أصغر نيزك قمري بازلتي عُثر عليه على الأرض بحسب دراسة أعلن عنها أخيرا في مؤتمر "جولدشمدت 2025″، وهو المؤتمر الدولي الأبرز في مجال الجيوكيمياء، المنعقد في براغ، جمهورية التشيك.

مصدر الصورة مقطع من نفس الصخرة النيزكية (دوميان سفيلكوفيتش-جامعة واشنطن في سانت لويس)

حقبة مفقودة

وتأتي أهمية هذه الصخرة الصغيرة من أن العينات السابقة خلفت فجوة مدتها قرابة مليار سنة في السجلات البركانية القمرية، فالعينات التي جُمعت من بعثات أبولو ولونا، كانت أقدم من 3 مليارات سنة والعينات التي جُمعت من بعثة تشانغ إي-5 كانت أحدث (أصغر عمرًا) من 2 مليار سنة تقريبًا.

ومن ثم، فإن الصخرة الجديدة تغطي مرحلة زمنية في تاريخ القمر بين نحو 3 مليارات سنة و2 مليار سنة مضت، لتظهر أن النشاط البركاني القمري استمر وتطور لفترة أطول مما كان يُعتقد سابقًا.

وإضافة إلى العمر غير المعتاد للعيّنة، وجد الباحثون أن تركيبة نظائر الرصاص في الصخرة -وهي بصمة جيوكيميائية محفوظة منذ تشكلها- تشير إلى أنها نشأت من مصدر في باطن القمر، ثم بعد ذلك خرجت إلى الأعلى وتصلبت على سطحه.

وبحسب إ علان الجمعية الجيوكيميائية الأوروبية الذي نشر عبر منصة يوريك أليرت، فإن نسب النظائر المشعة المرصودة في الصخرة تشير إلى أن القمر حافظ على حرارته الداخلية بالاضمحلال الإشعاعي، مما أدى إلى تأجيج النشاط البركاني إلى وقت متأخر من تاريخه (2.5 مليار سنة مضت)، مقارنة بما كان يعتقده العلماء سابقًا، حيث افترضوا أن نشاط القمر البركاني توقف قبل 3-3.5 مليارات سنة.

مصدر الصورة يعمل العلماء على مزيد من التحليلات الجيوكيميائية للصخرة النيزكية القادمة من القمر (ناسا)

زبرجد زيتوني

يؤكد ذلك على فرضية سابقة تقول، إن باطن القمر كان يحتوي على عناصر مشعة، هذه العناصر تحللت ببطء شديد وأطلقت حرارة داخلية على مدى مليارات السنين. هذه الحرارة الناتجة عن التحلل الإشعاعي أبقت القمر دافئًا من الداخل فترة طويلة جدًا، أطول مما توقع العلماء، ولها علاقة باستمرار نشاطه البركاني فترة أطول.

إعلان

وتحتوي هذه الصخرة على بلورات كبيرة نسبيًا من معدن "الزبرجد الزيتوني"، وهي نوع من البازلت البركاني القمري يُسمى الزبرجد الزيتوني-الفيري، كما تحتوي هذه النوعية من الصخور على مستويات معتدلة من التيتانيوم ومستويات عالية من البوتاسيوم.

وحاليا يعمل العلماء على المزيد من التحليلات الجيوكيميائية للصخرة النيزكية، آملين أن ينتج من تلك التحليلات ما يربطها بمنطقة قمرية محددة، مما يُرشد بعثات إعادة العيّنات المستقبلية.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار