ابتكر علماء من جامعة الأورال الفيدرالية نوعا جديدا من زجاج البوروسيليكات يتميز بفعالية أكبر في الحماية من الإشعاع بنسبة تزيد عن 28 بالمئة مقارنة بالخرسانة والمواد التقليدية الأخرى.
ووفقا لرئيس قسم الاتصالات العلمية بالجامعة، سيسمح هذا الابتكار بإنتاج زجاج وعدسات واقية من الإشعاع وشاشات أرق وأكثر متانة للمعدات الطبية والصناعية والنووية.
ويقول محمود كارم عبد العظيم جابر، كبير الباحثين في قسم محطات الطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة في الجامعة:" تحتوي النظارات الواقية من الإشعاع كما هو معروف على تركيز عال من أكسيد الرصاص، السام للإنسان والبيئة. وقد ابتكرنا نظارات جديدة خالية من الرصاص باستخدام أكسيد النيوديميوم وأكسيد الباريوم، المميز بنسب ذرية عالية. ويحسن هذا الحماية من الإشعاع، ويزيد من شفافية الزجاج وخواصه البصرية".
ووفقا له، بفضل هذا الابتكار ارتفعت كفاءة الحماية من الإشعاع إلى 28.3 بالمئة، متجاوزة بذلك أداء المواد التقليدية، مثل الخرسانة (22.1بالمئة) وزجاج RS-360 التجاري (27.3بالمئة). وبما أن الزجاج المبتكر يمكنه امتصاص الضوء الأصفر والأخضر فيمكن استخدامه في صنع نظارات اللحام للحماية الشخصية أثناء إصلاح ولحام الأسطح المعدنية المشعة. وقد تأكدت هذه الخصائص باستخدام برنامج Phy-X.
ويستخدم زجاج البورات لصلابته ومقاومته للإشعاع وسهولة إنتاجه، على نطاق واسع في الصناعات النووية. ولكن عيبه الوحيد هو هشاشته. لذلك أضاف الباحثون إليه أكاسيد النيوديميوم والباريوم الثقيلة، وحصلوا على عينات أقوى مع الحفاظ على الشفافية. وقد صنع هذا الزجاج بطريقة الصهر والتبريد باستخدام مكونات عالية النقاء.
وقد أظهرت هذه الدراسة التي أجريت بمشاركة علماء من الأردن والمملكة العربية السعودية وماليزيا ومصر، أن الزجاج الجديد يتفوق على نظائره من أنظمة البوروسيليكات التي تحتوي على أكسيد الرصاص وأكسيد الباريوم، حيث عند إضاءته بإشعاع غاما بقوة 0.662 ميغا إلكترون فولت، تكون كفاءته أعلى بنسبة 16 بالمئة من كفاءة الزجاج المحتوي على نسبة رصاص 35 -40 مول بالمئة.
المصدر: تاس