لطالما كان تحويل المريخ إلى مكان صالح للحياة حلمًا لدى الكثيرين، لكن طبيعة الكوكب القاسية ربما تجعل الحلم مستحيل التحقيق.
وتحت عنوان "مشاكل الطاقة لتحويل المريخ لكوكب صالح للعيش فيه"، وجدت دراسة حديثة الخطوة الأولى، التي ربما تمهد الطريق نحو تأهيل المريخ ليكون مناسب للبشر، وفقًا لموقع ساينس أليرت Science Alert العلمي.
وتوصل باحثون في الأكاديمية البولندية للعلوم إلى أن التحدي الأكبر يتمثل في معدلات الضغط الجوي على المريخ والتي لا تناسب طبيعة الجسم البشري. ويشير مصطلح الضغط الجوي إلى وزن الهواء المحيط بنا ومعدل ضغطه على كل ما يلمسه من أجسام، بحسب ناشيونال جيوغرافيك.
بحسب ما ذكرت هيئة الأرصاد الجوية الألمانية (DWD) يبلغ الضغط الجوي على المريخ حوالي 6 هكتوباسكال، وهو ما يعادل 0.6% فقط من الضغط الجوي على الأرض، الذي يبلغ في المتوسط حوالي 1013 هكتوباسكال. ومن هنا فإن الإنسان على المريخ يكون معرضا للموت. رغم ذلك تتمتع بعض المناطق على الكوكب الأحمر بضغط جوي أكبر بما قد يمثل فرصة أمام البشر.
واقترح الباحثون، أمام المؤتمر السادس والخمسين لعلوم القمر والكواكب في تكساس بالولايات المتحدة، أن الحل المبدئي للتعامل مع مشكلة الضغط الجوي على المريخ يكون بزيادة الضغط الجوي للمريخ بشكل كبير إلى نقطة يمكن للبشر تحملها، أو على الأقل إلى نقطة لا يموتون فيها على الفور عند تعرضهم لها.
وتشير الدراسة، بحسب موقع يونيفرس توداي Universe Today المتخصص في علوم الفضاء، إلى أن الأمر يتطلب اصطدام جسم جليدي كبير الحجم بالمريخ من أجل تأهيل الغلاف الجوي للكوكب.
ويقترح الباحث ليزيك تشيكوفسكي استخدام ما يعرف باسم حزام كايبر Kuiper Belt، وهو منطقة من النظام الشمسي تتكون من صخور وأجسام متجمدة ومركبات وعناصر كيميائية، مثل الميثان والأمونيا والماء.
ويقول تشيكوفسكي: "يبدو أن أجسام حزام كايبر هي الأنسب لهذا الغرض، لأنها تحتوي على كمية كبيرة من الماء، ومن الناحية النظرية يمكن نقلها إلى المريخ على مدى عقود من الزمن بدلاً من آلاف السنين… للقيام بذلك، سيحتاج المهندسون إلى تصميم نظام دفع لا يعتمد على الجاذبية لتوجيه الجسم الجليدي".
ويرى الباحثون أن هذا الاقتراح يحتاج إلي تكنولوجيا متطورة لتحقيقه، ولكنه على الأقل ربما يعطي بعض الأمل للحالمين بتأهيل المريخ لحياة البشر يومًا ما.
د.ب./ص.ش