آخر الأخبار

الوسط القروي يتجاوز المدن في نسب ولوج أطفال المغرب إلى التعليم الأولي

شارك

كشفت نتائج تقييم جديد أعدّته الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية والتكوين بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي عن تسجيل تحسن ملحوظ في وضعية التعليم الأولي بالمغرب خلال العقد الأخير، مشيرة إلى ارتفاع نسبة الأطفال ما بين سن الرابعة والخامسة المستفيدين من هذا النوع من التعليم من 50,2 في المائة إلى 70,4 في المائة..

وأشار التقييم الذي جرى عرض نتائجه أمس الخميس، خلال ندوة صحفية تفاعلية بالرباط، أوهدف إلى دراسة بيئات التعلم والممارسات التربوية والمكتسبات التعلمية للأطفال، إلى أن نسبة الأطفال المستفيدين من التعليم الأولي في الوسط القروي انتقلت من 36,3 في المائة إلى 75,6 في المائة، متجاوزة الوسط الحضري الذي بلغت فيه نسبة الاستفادة 66,8 في المائة.

وذكر المصدر ذاته أن “هذا التطور رافقه توسع كبير في العرض العمومي، إذ ارتفع عدد وحدات التعليم الأولي العمومي من 6185 إلى أكثر من 23 ألفًا ما بين سنتي 2018-2019 و2024-2025، مقابل تراجع حاد في عدد الوحدات غير المهيكلة من أكثر من 18 ألفًا إلى 4946 وحدة”، موازاة مع تضاعف الميزانية العمومية المخصصة للتعليم الأولي من 1,13 إلى حوالي 3 مليارات درهم ما بين سنتي 2019 و2025.

وفي سياق آخر رصد تقرير الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي وجود “تفاوتات حسب نوع التعليم الأولي، إذ يحقق التعليم الخصوصي، الذي يستقبل 23 في المائة من الأطفال، أعلى النتائج بواقع 71 نقطة، يليه التعليم غير المهيكل الذي يضم 13 في المائة من الأطفال (67 نقطة)، ثم التعليم المبني على الشراكة، وأخيرًا التعليم العمومي بـ57 نقطة”، مشيرًا إلى أن “هذين الأخيرين يستقبلان معًا قرابة ثلثي الأطفال المستفيدين من التعليم الأولي بالمغرب”.

وفي ما يتعلق بالموارد البشرية المشتغلة في قطاع التعليم الأولي ذكر المصدر ذاته أن “فئة المربيات والمربين تتسم بكونها في غالبيتها شابة، ذات طابع نسوي وذات خبرة مهنية محدودة، خاصة في التعليم العمومي الأولي والتعليم المبني على الشراكة”، مبرزًا أن قرابة نصف الأطفال يتم تأطيرهم من طرف طاقم لا تتجاوز خبرته خمس سنوات، في وقت تصل هذه النسبة إلى حوالي 70 في المائة في الوسط القروي بالمملكة.

ولفت التقييم ذاته، الذي سعى إلى مقارنة التوجهات الإستراتيجية والسياسات العمومية الوطنية بالواقع الميداني، إلى وجود تفاوت ملحوظ في أجور المربين والمربيات، إذ يؤطر 25 في المائة من الأطفال من طرف مربين يتقاضون أقل من 2000 درهم شهريًا، مقابل 42 في المائة يتقاضى مؤطروهم أكثر من 3000 درهم، مسلطًا الضوء على التأخر في صرف الأجور، الذي يبرز بشكل أكبر في التعليم الأولي غير المهيكل.

وعلى مستوى الممارسات التربوية سجلت الوثيقة ذاتها أن “الملاحظات الميدانية تُظهر أن الممارسات الداعمة للتعلم في سن ما قبل التمدرس مازالت محدودة لدى جزء مهم من الأطفال”، مضيفة: “في مجال الرياضيات لم يستفد 29 في المائة من الأطفال من أي نشاط أثناء الملاحظة، ولم تتجاوز نسبة المستفيدين من الأساليب التفاعلية القائمة على الاستكشاف والمناقشة 25 في المائة”.

أما في مجال القراءة والكتابة فرصد التقرير “تغلّب الأنشطة التقليدية، مثل ترديد الحروف ونسخها، في حين كانت قراءة الكتب نادرة جدًا، إذ لم يستفد منها ما نسبته 86 في المائة من الأطفال، رغم أن غياب الكتب داخل الفصول لا يفسر هذا الوضع إلا جزئيًا”، مشيرًا أيضًا إلى محدودية أنشطة التعبير الشفوي، إذ لم يستفد 26 في المائة من الأطفال من أي نشاط، ولا يشارك في الممارسات التي تشجع الحوار سوى 29 في المائة منهم.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا