كشفت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، اليوم الثلاثاء بالرباط، عن نتائج تقرير “تسليط الضوء على المغرب”، الذي أنجز بشراكة مع التقرير العالمي لرصد التعليم (GEM) التابع لمنظمة اليونسكو. وأوضح المصدر أن هذا التقرير يبرز الدور المحوري والاستراتيجي الذي يضطلع به مديرو المؤسسات التعليمية الابتدائية في تحسين جودة التعلمات وتفعيل مختلف الإصلاحات المعتمدة، مؤكدا أن نجاح السياسات التعليمية الوطنية يرتكز بشكل كبير على القيادة التربوية الفعالة داخل المدارس.
ويأتي هذا العمل، حسب المصدر ذاته، ليدعم جهود المملكة في الارتقاء بالمنظومة التعليمية، بما ينسجم مع أهداف الرؤية الاستراتيجية 2015-2030، ومضامين القانون الإطار 51.17، وكذلك المحاور الرئيسية لخارطة طريق الإصلاح 2022-2026، التي جعلت جميعها من جودة التعليم محورا رئيسيا لإحداث تحول عميق في النظام التربوي المغربي.
وأكد بيان مشترك أن إعداد هذا التقرير يمثل اعترافا دوليا بالجهود الحثيثة التي يبذلها المغرب في قطاع التعليم، والذي يحظى بعناية خاصة ومتابعة دقيقة من لدن الملك محمد السادس، باعتباره أولوية وطنية قصوى ورافعة أساسية لتحقيق التنمية البشرية المستدامة.
وأشار المصدر إلى أن اختيار المغرب ضمن خمس بلدان إفريقية للمشاركة في سلسلة تقارير “تسليط الضوء”، إلى جانب الكاميرون وساحل العاج ورواندا وزامبيا، ضمن دورة 2025، يعكس المكانة التي أصبحت تحتلها التجربة المغربية في مجال إصلاح التعليم على الصعيد القاري، حيث يهدف هذا التعاون بين التقرير العالمي لرصد التعليم والاتحاد الإفريقي إلى تبادل أفضل الممارسات والتجارب الناجحة بين الدول الإفريقية للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مجال التعليم.
وأوصى التقرير، وفقا لما أورده المصدر، بضرورة تعزيز منظومة الإعداد والتطوير المهني الموجهة لمديري المدارس، داعيا إلى مواءمة برامج التكوين بشكل دقيق مع الإصلاحات التربوية الجارية، مع التركيز على تطوير مهارات القيادة التربوية، والتعاون المهني، وتدبير الأداء.
وشدد المصدر ذاته على أهمية الانتقال من دور المدير كمنفذ إداري إلى قائد تربوي حقيقي، وهو ما يتطلب توفير إطار إداري مساعد له، خاصة في الوسط القروي، وتخفيف الأعباء الإدارية المسطرية لتمكينه من التركيز على المهام البيداغوجية الجوهرية، مثل تقوية المواكبة الشخصية للمعلمين، وتحسين استغغال معطيات التعلم، وقيادة عمليات التقييم الذاتي للمؤسسة.
واقترح التقرير، في السياق ذاته، تعزيز الدعم المقدم للمديرين من طرف السلطات التربوية المحلية والإقليمية، عبر توفير دعم منظم ومتكامل من قبل المفتشين والمديريات الإقليمية. وأضاف المصدر أن التقرير يلح على أهمية تركيز زيارات التفتيش على التعلمات الأساسية والدعم التربوي، وتطوير أساليب المواكبة الفعالة (coaching)، وتقوية علاقات الثقة والتفاهم بين المديرين والمسؤولين في الإدارات المحلية والجهوية.
وتابع المصدر أن التوصيات امتدت لتشمل ضرورة تعزيز انخراط الأسر والمجتمع في الحياة المدرسية، وذلك عبر تقوية دور جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ في دعم التعلمات، وإرساء فضاءات تواصل منتظمة لتعزيز التفاعل البناء بين المدرسة والمجتمع، بالإضافة إلى تدريب المديرين على استراتيجيات التواصل والتعبئة المجتمعية، وإدماج مؤشرات الانخراط المجتمعي ضمن آليات تقييم أداء المؤسسات التعليمية.
المصدر:
العمق