اعتبر المسؤول الأمني السابق بجبهة “البوليساريو”، مصطفى سلمى ولد مولود، أن الجبهة الانفصالية فقدت قدرتها على الاستمرار والتحرك السياسي، مؤكدا أنها تحولت إلى ما يشبه “حصانا ميتا”، وأن كل محاولات إنعاشها ليست سوى “مضيعة للوقت”.
وقال ولد مولود، في تدوينة على صفحته بموقع “فيسبوك”، إنه استمع خلال الساعات الماضية لنقاشات عدد من كوادر الجبهة الذين “أخرجتهم المنظمة من مخيماتها ونبذتهم لأنهم يفكرون”، مضيفا أن الكثير من ساكنة المخيمات ما زالوا يحلمون بإصلاح “الحركة العجوز”، غير أن تعلقهم بهذا الأمل “يزيد من وحلتهم أكثر مما يخرجهم منها”.
وأوضح المتحدث أن جبهة البوليساريو “استنفدت كل الوسائل الممكنة لتحقيق هدف التحرير الذي تأسست من أجله”، وأنها بعدما فشلت في ذلك “حولت خطابها من التحرير إلى المطالبة بالحق في تقرير المصير”، في محاولة لـ”مد اليد” لتعويض ما عجزت عنه بالسلاح، على حد تعبيره.
وأضاف ولد مولود أن الجبهة بلغت “حد الجهد”، ولم يعد لديها ما تقدمه بعد نصف قرن من الزمن، داعيا من تبقى من مناضليها إلى التخلي عن “نظرية الحصان الميت” وإعادة طرح السؤال الجوهري: “لماذا نريد حصانا أصلا؟”، وهل الهدف هو السير في الطريق ذاته الذي أدى بالجبهة إلى العجز والانهيار.
وأكد المسؤول الأمني السابق أن على القيادات والمناضلين النظر إلى المستقبل بدل البقاء أسرى الماضي، مستشهدا بالآية القرآنية: “تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون”، معتبرا أن الوقت قد حان للتفكير في حاضر الصحراويين ومصالحهم بعيدا عن “الأفكار الجامدة”.
وتأتي انتقادات ولد مولود للجبهة في سياق متغير يشهده ملف الصحراء، بعد تبني مجلس الأمن الدولي، مؤخرا، قرارا جديدا يدعم مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية، ويشدد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي واقعي ودائم ومبني على التوافق في إطار الحكم الذاتي.
كما دعا القرار جميع الأطراف، بما فيها البوليساريو والجزائر، إلى الانخراط بجدية في المسار الأممي، وهو ما يزيد -وفق مراقبين- من عزلة الجبهة واتساع دائرة الانتقادات الداخلية التي تطالب بإعادة تقييم مسارها السياسي.
المصدر:
العمق