آخر الأخبار

مشروع لتطعيم الفرشة المائية يتحول إلى "كارثة" تهدد الفلاحة نواحي ميدلت

شارك

عبّر عدد من الفلاحين بمنطقة قصر تكرسيفت التابع إداريا لجماعة سيدي عياد، دائرة الريش بإقليم ميدلت، عن استيائهم مما أسموه بـ“الكارثة البيئية” التي تهدد محاصيلهم الزراعية ومصدر رزقهم، وذلك بعد أن تحول مشروع التطعيم الاصطناعي للفرشة المائية، الذي كان يفترض أن يساهم في إنعاش الموارد المائية بالمنطقة، إلى سبب مباشر في إتلاف مساحات واسعة من الأراضي الفلاحية.

وأوضح فلاحو قصر تكرسيفت في تصريحات متطابقة لجريدة “العمق”، أن كميات كبيرة من المياه غمرت الحقول بشكل غير متحكم فيه، ما أدى إلى إفساد جزء كبير من المحاصيل وإلحاق خسائر مالية جسيمة بهم، مؤكدين أن المشروع لم يخضع للمواكبة التقنية اللازمة، وأن غياب التنسيق بين المصالح المعنية فاقم من حجم الأضرار.

وأكد المتضررون أن هذا الوضع وضعهم في مأزق اقتصادي ومعيشي صعب، خاصة مع اقتراب موسم الجني، مطالبين السلطات المحلية والمصالح المختصة بالتدخل العاجل لتقييم الأضرار وتعويض المتضررين، مع إعادة النظر في طريقة تنفيذ المشروع لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا.

وحذّر الفلاحون المذكورون من أن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يؤدي إلى تفاقم الخسائر، ليس فقط على مستوى الإنتاج الزراعي، بل أيضا على التوازن البيئي بالمنطقة، داعين إلى اتخاذ إجراءات فورية لإصلاح الاختلالات وضمان استدامة النشاط الفلاحي بقصر تكرسيفت.

في سياق متصل، أعلن المكتب المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرشيدية تضامنه مع ساكنة قصر تكرسيفت التي تضررت بشكل مباشر من مشروع بناء عتبة للتطعيم الصناعي للفرشة المائية على واد سيدي حمزة، بمحاذاة الطريق الرابط بين قصري تكرسيفت الغربية والشرقية، والذي أشرفت عليه المديرية الإقليمية للتجهيز والنقل واللوجيستيك بميدلت.

وأوضح المكتب المحلي المذكور في بلاغ تضامني، توصلت جريدة “العمق المغربي” بنسخة منه، إلى أن المشروع تسبب في عدة أضرار مباشرة على الأراضي الزراعية والممتلكات، أبرزها ضعف أساسات العتبة التي لم تكن قوية كما يجب، وارتفاعها مترين فوق مستوى المياه السطحية للواد، ما يهدد غرق الحقول الواقعة فوقها مع كل ارتفاع لمنسوب المياه.

من جهة ٱخرى، أشار التنظيم الحقوقي في الوثيقة ذاتها إلى أن ترسب الأحجار والأوحال سيحول مجرى المياه نحو الحقول الزراعية، خاصة مع الحمولات القوية للوادي، وهو ما سيؤدي إلى زيادة انجراف التربة وتلف الأراضي الواقعة تحت العتبة.

ولفتت الهيئة ذاتها إلى أن إنقطاع الطريق الرابط بين قصري تكرسيفت الشرقية والغربية، سيزيد من عزلة المنطقة، وقطع العتبة للطريق ووسائل النقل التقليدية التي يستخدمونها لنقل محاصيلهم الزراعية، ونفاذ المياه من الحائط الوقائي المنجز بمحاذاة القطع الفلاحية، ما يؤدي إلى غمر وإلحاق الأضرار بالحقول المجاورة.

مصدر الصورة مصدر الصورة

العمق المصدر: العمق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا