آخر الأخبار

حواس: كيفية بناء أهرام مصر معروفة

شارك

قال عالم الآثار المصري زاهي حواس إنه عكس الأقاويل المستمرة و”الشائعات” فإن “عملية بناء الأهرامات لم يعد فيها أي سر”، مردفا في محاضرة ثم جلسة حوارية بمعرض الكتاب بالشارقة أن المتابعة العالمية لافتتاح “المتحف المصري الكبير” ليس مردها لكونه الأكبر عالميا، فهناك متحف في المكسيك بنفس حجمه؛ بل إن “سبب شهرة المتحف هو المشهور توت عنخ آمون وقطع آثاره”.

وأضاف منقب الآثار المصري: “كل قطعة في هذا المتحف تملك قلبك، وتعيش في عالم الفراعنة، ولا يمكن تصور رؤية هذه الآثار، فلعظمتها تتصور كأنك تراها أول مرة”، مردفا: “أسعد اثنين ببنائه هما فاروق حسني وزير الثقافة السابق وأنا، لأننا اشتركنا في بنائه. وقد اشتغلنا في الجزء الأول من التشييد، والجزء الثاني يعود فيه الفضل للرئيس عبد الفتاح السياسي في وقت غير يسير اقتصاديا. حيث صرف عليه ملياري دولار؛ مليار من مصر، ومليار دين من اليابان. (…) والعالم سيشكرنا على هذا؛ لأن هذه الآثار ملك للعالم أجمع”.

ومن بين الأمور الدالة وفق حواس، الانبهار الذي صار ينظر به إلى “تمثال رمسيس الذي كان موجودا في باب الحديد، ومع مرور الوقت بنيت حوله عشوائيات تاه بينها، واتفقنا على نقله رغم حجمه الذي يبلغ 83 طنا، ونجحنا في ذلك”. واليوم، يظهر مع تحف أخرى “في ضوء النهار، بفعل تصميم المتحف، لا في الظلام”.

وتمسّك عالم المصريات بالرد الدائم على الشائعات والخرافات المنتشرة حول مصر القديمة، مؤكدا أن ما يخيفه هو “شهرة” بعض مروجي الشائعات؛ لأن هذا يعني انتشار أفكار لا أساس علميا لها.

مصدر الصورة

وتابع: “الأهرامات في السودان لا علاقة لها بالأهرامات المصرية”، والمصريون القدامى هم من بنوا الأهرامات بـ”طريقة نعرفها اليوم بدقة (…) فكانت قاعدة هرم المصري القديم مربعة على الأرض، ويأتي العمال من الجهات الأربع، وينزلون بالصخر تحت قاعدة الهرم، في حدود ثمانية أمتار فقط، وبعد ذلك تضاف أهم كمية من الأحجار (…) واليوم نعرف أماكن الإتيان بالأحجار في المنطقة الجنوبية، قرب أهرام الملكات (…) بل ووجدنا بقايا الطريق المعبّدة المستعملة لنقل الأحجار (…) وكان بناء الهرم المشروع القومي لكل المصريين، وهم ما ساهم في إتمامه في مدة قياسية لا نستوعبها اليوم (…) ونعرف أن المصريين كانوا يحتفلون عند إنهاء بناء الهرم”.

وتحدث زاهي سواح عن “جنون عالَم يظن أن الفضائيين قد بنوا الأهرامات”، ومنهم البودكاستر جو روغن الذي استضافه “وله هذه الأجندة”، وآخَر طلب إجراء جولة في حمامه الشخصي بمكتبه قرب الأهرامات؛ “لأن الشائعة أن لي معبرا سريا، أخفي عبره دلائل بناء الفضائيين أهرامات مصر القديمة!”.

كما نفى وجود أساس لعلاقة الأهرامات بالنجوم، واصفا الأقاويل حول الأمر بـ”الخزعبلات”، وهو ما فنده مع علماء فلك وعلماء مصريات “في مؤتمرات دولية”. والمشكل هو أن “من ليس متخصصا في الآثار يتحدث في الآثار. علما أنه حتى ولو كان لعالم آثارٍ قول فإننا ننظر فيما ينشره من دراسات وكتب وقيمته العلمية، فكيف بالكلام والحديث؟!”.

وتشبث زاهي حواس بأن “سيدنا إبراهيم وسيدنا يوسف وسيدنا موسى رغم الحديث عن مجيئهم إلى مصر، فلا ذكر لذلك في الآثار المكتشفة إلى حد الآن”. وتابع: “لا علاقة لهذا بإيماني، فسبعون في المائة من الآثار غير مكتشفة، ويمكن أن نكتشف شيئا يوما ما”، علما أن له رأيا في هزيمة النبي موسى لفرعون؛ “فالهزيمة لا يمكن أن يوثقها الفراعنة في آثارهم”.

مصدر الصورة

مع ذكره أن “هناك قصة للملك زوسر تشبه قصة سيدنا يوسف، أي 7 سنوات عجاف، ورؤيا تقول بتقديم القرابين؛ لكن لا ذكر له بالاسم، رغم أن هناك تشابه”. وسجل أيضا “وجود دليل واحد لوجود بني إسرائيل بمصر، هو لوحة النصر، التي من الخطأ تسميتها لوحة إسرائيل”.

وعكس ما تصوّره مسلسلات حول مصر القديمة، ذكر حواس أن “المصريين لم يكونوا ذوي لحى (كانوا حليقين)”. مع إيضاحه أن “فرعون” لقب وليس اسما، ومعناه “البيت العظيم” ويسبق اسم جميع الفراعنة؛ وهو بالمصرية القديمة “بِرْعَا”، وبالعبرية “بِرعو” وبالعربية “فرعون”.

وشدّد زاهي حواس على انعدام علمية الحديث عن “لعنة الفراعنة”، مقدما تفسيره للأمر: “عند فتح مقبرة مومياوات تعود لآلاف السنين، تتكاثر الجراثيم غير المرئية حول المومياء، ويكون الهواء فاسدا، ومن يفتحها ويتعرض لهذا الوسط، يمكن أن تتدهور صحته ويموت”. أما الكتابات المصرية القديمة عن “اللعنة التي تصيب من يقتحم المقبرة” فهي تهديد وتمنّ لا غير.

وربط حواس شهرته العالمية بحملة استعادة الآثار المصرية في عهد الرئيس حسني مبارك من المتاحف الأوروبية المستحوذة عليها، وتشبّث بضرورة استعادة الآثار رغم “القوانين الدولية المجحفة التي لا تعيد ما سرق قبل سنة 1970″، مع انتقاده “ممارسات استعمارية مستمرة لمتاحف عالمية تشتري التحف المصرية المسروقة”، وقدّم نموذجا معاكسا بحاكم الشارقة سلطان بن محمد القاسمي الذي اشترى تحفا مصرية قديمة وجدها تباع بالخارج، وأعادها إلى مصر دون مقابل.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا