أطلق الفنان المغربي الكندي المهدي باحمد عمله الغنائي الجديد “EL KASS HLOU”، في تجربة موسيقية تنزاح عن المألوف، تمزج بين الروح الأمازيغية والنَفَس الإلكتروني المعاصر، ضمن رؤية فنية تسعى إلى إعادة تشكيل الهوية من داخل الذاكرة والمنفى. هذا العمل، الذي يرافقه شريط بصري غني بالرموز والثقافات الهامشية، يعبّر عن رغبة الفنان في تقديم سرد مختلف لمغرب الهويات المتقاطعة، من موقعه كفنان مهاجر ينحت لغته الخاصة في المشهد الفني العالمي.
ويُعدّ الفنان المغربي الكندي المهدي باحمد (Mehdi Bahmad) من الأسماء الفنية الصاعدة التي بدأت تفرض بصمتها الخاصة في المشهد الموسيقي العالمي، من خلال أعمال تجمع بين الجذور الثقافية المغربية، خصوصا الأمازيغية، والتجارب المعاصرة المستلهمة من الإقامة في كندا والانفتاح على مدارس الفن البديل. وُلد المهدي بمدينة الرباط، وهاجر في سن مبكرة إلى فرنسا، قبل أن تستقر به العائلة في مدينة مونتريال الكندية، حيث تلقى تكوينه الأكاديمي والفني، وبدأ مسيرته التي سرعان ما اتسمت بمزاوجة فنية بين الهويات، وبتجريب صيغ موسيقية جريئة تعكس شحنات وجدانية من المزج الثقافي.
وقد أطلق الفنان مؤخرا أغنيته الجديدة “EL KASS HLOU”، التي تمثل تتويجا لمشروعه الغنائي الأخير؛ إذ استلهم فيها الإيقاعات المغربية الأصيلة ورافقها بفيديو كليب يتضمن مقاطع أرشيفية مغربية تم الاشتغال عليها ببُعد فني دقيق، ما منحها طابعا بصريا يحيل إلى الذاكرة الجماعية. ويراهن الفنان من خلال هذا العمل على مقاربة مفاهيم الانتماء، وتعدد الهويات، والحوار بين الأجيال، ضمن رؤية تجمع بين الموسيقى الإلكترونية والتعبيرات التقليدية.
يشار إلى أن المهدي سبق له أن تعاون مع فنانين عالميين ضمن أعمال “remix”، كما اشتغل على تطوير مشروعه الموسيقي من خلال مشاركته في إقامات فنية دولية، من بينها إقامته في “Cité Internationale des Arts” بباريس. وتشكل هذه التجارب رافعة فنية عزّزت من نضج أعماله، ورسّخت رؤيته الإبداعية التي تتجاوز الحنين إلى الوطن، نحو مساءلة الذات والانتماء من موقع فنان مهاجر يتشبث بجذوره من دون أن ينغلق على محيطه.
وتحمل هذه الأغنية عنوان “الكاس حلو”، وهو الاسم نفسه الذي اختاره الراحل الحسين السلاوي لأغنيته الشهيرة، التي تُعد من روائع التراث الموسيقي المغربي. وقد اختار المهدي باحمد أن يعيد أداء هذه القطعة بأسلوب فني حديث، يجمع بين نبض الإيقاعات الإلكترونية وروح الموسيقى الأمازيغية، في توليفة فنية تعيد للأغنية مجدها برؤية معاصرة. ويأتي هذا العمل في سياق اهتمام متزايد من طرف فنانين شباب بإحياء كنوز الغناء المغربي، وتقديمها للأجيال الجديدة بلغة فنية حديثة تحافظ على جوهرها الثقافي والتاريخي.
المصدر:
هسبريس