أكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، في أعقاب القرار التاريخي الذي أصدره مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة حول قضية الصحراء المغربية، أن حل الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية أصبح يمثل الإطار الأنجع والواقعي للمناقشة والمفاوضات من أجل طي هذا الملف بشكل نهائي.
وأوضح بنعبدالله، في تصريح أدلى به لجريدة العمق مباشرة بعد صدور القرار الأممي وتزامنا مع قرب الاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، أن هذا الإنجاز تحقق بفضل تضحيات جسام وعطاءات متنوعة ومتعددة قدمها الشعب المغربي على جميع الأصعدة طيلة عقود من الزمن من أجل استكمال وحدته الترابية وتوطيدها.
وأشاد المصدر ذاته بالقيادة الحكيمة للملك محمد السادس الذي بفضل مجهوداته وقيادته الرشيدة للدبلوماسية المغربية طيلة ما يزيد عن عقدين من الزمن، استطاع أن يحدث تحولا هائلا في مواقف عدد من الدول العظمى والأساسية على مستوى المنتظم الدولي، وهو ما توج اليوم بهذا القرار الهام.
وتابع بنعبدالله أن هذا التحول جاء نتيجة تبصر وحكمة وحرص الملك على وضع مسلسل ومقترح الحكم الذاتي سنة 2007 فوق طاولة المفاوضات، وتحويل الموقف المغربي إلى موقف حازم في علاقته مع جميع الدول، حيث أصبح لزاما على من يريد أن يتعامل مع المغرب أن يفعل ذلك بناء على مغربية جميع أقاليمه ومغربية الصحراء.
وأضاف أن المغرب يجني اليوم ثمار هذه الجهود التي لم تقتصر على الدبلوماسية الرسمية فحسب، بل شملت أيضا مجهودات الدبلوماسية الحزبية والبرلمانية والجمعوية والمدنية والرياضية والثقافية الفنية.
وأشار إلى أن كل هذه الأوساط المغربية ساهمت بشكل كبير في الوصول إلى هذه النتيجة، التي تعتبر نصرا عظيما يحدث تحولا أساسيا في الملف.
وهنأ بنعبدالله الشعب المغربي بكافة مكوناته بهذا الإنجاز، مستحضرا التضحيات الجسام التي بذلت في مواجهة أطراف منازعة، وعلى رأسها، حسب وصفه، الجارة الجزائر ومنظمة البوليساريو، إلى جانب عدد من الدول الأخرى التي عاكست الطموح المشروع للشعب المغربي لمدة عقود من الزمن.
وذكر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية بالدور المبدع للملك الراحل الحسن الثاني، الذي وصفه بصانع هذه المسيرة، مشيرا إلى أن له دورا أساسيا في وضع هذا الملف على سكة المفاوضات من أجل إقرار الحقوق المشروعة للشعب المغربي.
وأثنى كذلك على المجهودات التي بذلت من قبل القوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة والدرك الملكي والأمن الوطني وكل الفئات المغربية الأخرى التي ساهمت بشكل كبير في تحقيق هذا النصر العظيم.
وشدد المصدر على أنه من الضروري اليوم فتح صفحة جديدة، هي صفحة الحكم الذاتي، والتي تقتضي من المغرب أن يستمر في سياسة دمقرطة مجتمعه والسير قدما في اتجاه الجهوية المتقدمة واللامركزية واللاتمركز، لأن هذا هو المدخل لمسألة الحكم الذاتي.
وأوضح أنه يتعين مواصلة مسلسل الإصلاحات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والديمقراطي حتى يكون المجتمع المغربي قادرا فعلا على إنجاح مسلسل الحكم الذاتي.
ونوه بنعبدالله بمضمون الخطاب الملكي الأخير بهذه المناسبة، معتبرا إياه خطاب العقل والحكمة والانفتاح، وخطاب تسجيل هذا النصر الكبير للمغرب.
وأضاف أنه في الوقت ذاته خطاب اليد الممدودة، بداية إزاء المواطنين المغاربة الموجودين في مخيمات تندوف، ولكن أيضا إزاء الجزائر من أجل الدخول في مسلسل مفاوضات قادر على تجاوز خمسة عقود من التشنج والصراع المفتعل، وفقا لما أورده المصدر.
المصدر:
العمق