علمت جريدة هسبريس الإلكترونية، من مصادر خاصة، أن اللقاء الذي جمع أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، مع رؤساء غرف الفلاحة ورؤساء الفيدراليات والجمعيات المهنية، الثلاثاء الماضي، مرّ في أجواء مشحونة بسبب عدم رضا ممثلي الكسابة والفلاحين عن “قيمة الدعم” الذي جرى الإعلان عنه الأسبوع الماضي.
وأكدت مصادر الجريدة أن وزير الفلاحة تلقى انتقادات حادة من لدن بعض الحاضرين، الذين اعتبروا الدعم المخصص للفلاحين والكسابة “جد هزيل” ولا يرقى إلى تطلعات المهنيين، منتقدين الطريقة والكيفية التي جرى من خلالها تحديد قيمته بعيدا عن إشراك المهنيين.
وسجلت مصادر هسبريس جيدة الاطلاع أن أحد الحاضرين في الاجتماع شن هجوما حادا على الوزارة بسبب طريقة تدبيرها لعملية إحصاء القطيع وإعلان الدعم وتحديد قيمته، معتبرا أن إشراك وزارة الداخلية في العملية يؤكد “فشل الوزارة وأطرها في إنجاح العملية”.
ورد البواري على هذه الانتقادات بالقول إن الأمر يتعلق بعمل حكومي تضامني وتكاملي بين مختلف القطاعات، معتبرا أن أطر وموظفي الوزارة يقومون بأدوار وجهود كبيرة لمواكبة مشروع الدعم وإيصاله إلى مستحقيه.
أحد ممثلي مربي المواشي وصف، ضمن اللقاء ذاته، الدعم المقدم لفائدة هذه الفئة من المهنيين بـ”جوج دريال” في تعبير مجازي على ضعفه وقلته، معتبرا أن وصول الدعم إلى 50 درهما للرأس بالنسبة للماعز يمثل “إهانة وضحكا على الكسابة”.
وسجل أحد المتدخلين في اللقاء “الساخن” أن البقرة الواحدة تستهلك بشكل يومي حوالي 100 درهم، متسائلا “ماذا تمثل 150 درهما كدعم لأصحاب الرؤوس التي تفوق 100، فهي لا تكفي سوى ليوم واحد ونصف اليوم؟”، واعتبر أن هذا الدعم لن يقدم أو يؤخر في شيء بالنسبة للكثير من الكسابة والفلاحين.
ووفق المعطيات التي حصلت عليها الجريدة، فإن وزير الفلاحة ضرب موعدا لاجتماع خاص مع رؤساء غرف الفلاحة الجهوية في قادم الأيام من أجل مناقشة الموضوع والإشكاليات التي يطرحها وتقييم الانطباع الأولي للكسابة والفلاحين حول هذا الدعم وقيمته.
وكان أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، قد أعلن، الأسبوع الماضي، أن عملية صرف الدعم المباشر لفائدة مربي الماشية ستنطلق بالموازاة مع إتمام عملية ترقيم القطيع.
وأكد البواري أن هذا الدعم سيتم بناء على نتائج الإحصاء الوطني للقطيع، الذي أُنجز خلال الفترة ما بين 26 يونيو و11 غشت 2025، وشمل مجموع التراب الوطني.
وأفاد المسؤول الحكومي بأن الميزانية الإجمالية للبرنامج تبلغ حوالي 12.8 مليارات درهم؛ وهي ميزانية اعتبرها “غير مسبوقة كدعم مباشر لمربي الماشية، سيستفيد منها بالأساس الفلاحون والكسابة الصغار”.
وأشار الوزير الوصي على قطاع الفلاحة في حكومة عزيز أخنوش إلى أن الدعم المباشر يتوزع على نوعين: دعم مباشر لاقتناء الأعلاف، ومنحة خاصة للحفاظ على إناث الأغنام والماعز، مبرزا أن “الدعم المخصص لاقتناء الأعلاف سيُصرف بشكل تنازلي حسب عدد الرؤوس المرقّمة”.
وبيّن البواري أن مبلغ الدعم سيتراوح بين 150 و75 درهما للرأس بالنسبة للأغنام، و100 درهم إلى 50 درهما للرأس بالنسبة للماعز، و400 درهم إلى 150 درهما للرأس بالنسبة للأبقار والإبل، وهي القيمة التي خلقت انقساما في صفوف الفلاحين والكسابة، بين مرحب ومنتقد لها.
المصدر:
هسبريس