أطلق أب أحد المهاجرين السريين المغاربة، المسمى سعد الخروبي، نداء استغاثة مؤثرا بعد انقطاع الاتصال بينه وبين ابنه منذ الأحد الماضي، إثر رحلة هجرة غير نظامية انطلقت من سواحل مدينة بوجدور في اتجاه جزيرة لانزاروت الإسبانية.
وحسب معطيات حصلت عليها جريدة “العمق المغربي” من مصادر مطلعة، فإن أزيد من 50 مهاجرا، بينهم فتيات وقاصرون إلى جانب مهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، أبحروا في قارب مطاطي “زودياك” يوم الثلاثاء الماضي، في محاولة للوصول إلى جزيرة “لانزاروت”، غير أن الرحلة تحولت إلى كابوس مأساوي بعد ورود أنباء عن انقلاب القارب في عرض البحر.
وقال الأب المكلوم، في تصريح للجريدة، إن ابنه كان قد تواصل مع والدته يوم الأحد الماضي في آخر مكالمة قبل انقطاع الخط، مضيفا بنبرة حزن أن “الابن كان يطمئن أسرته، ولم يكن أحد يتوقع أن تكون تلك المكالمة الأخيرة”.
مصدر الصورة
وأشار المتحدث إلى أن أنباء متداولة بين أسر المهاجرين تفيد بوقوع مشادات بين بعض الركاب المغاربة ومهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء أثناء الرحلة، قبل أن تنتهي المأساة بانقلاب القارب قرب جزيرة لانزاروت، في ظروف غامضة لم تتضح تفاصيلها بعد.
وكشف الأب أن أحد الناجين من الفاجعة تواصل مع عدد من العائلات المغربية من داخل أحد مراكز الإيواء بإسبانيا المعروف باسم “سينطرو”، حيث سرد لهم تفاصيل مؤلمة حول اللحظات الأخيرة للقارب المنكوب، مؤكدا أن العديد من الركاب ما زالوا في عداد المفقودين.
وأضاف المتحدث أن العائلات المغربية المتضررة تعيش حالة من الهلع والترقب منذ أيام، في انتظار أي خبر يطمئنهم عن مصير أبنائهم، مشيرا إلى أنه سيبدأ يوم غدٍ الإثنين عملية بحث مكثفة في مراكز إيواء المهاجرين ومستودعات الموتى في جزر الكناري، بتنسيق مع بعض المتطوعين المغاربة المقيمين هناك.
وتعكس هذه المأساة الجديدة حجم اليأس والمعاناة التي تدفع عشرات الشباب المغاربة إلى ركوب أمواج البحر بحثا عن “الحلم الأوروبي”، رغم علمهم بالمخاطر المحدقة بهم في عرض المتوسط والأطلسي، حيث تحولت هذه السواحل في السنوات الأخيرة إلى مسرح لمآسٍ إنسانية متكررة، تخلف وراءها عشرات الضحايا والمفقودين كل شهر.
وختم الأب نداءه بنداء مؤثر إلى السلطات المغربية والإسبانية وكل الهيئات الحقوقية والإنسانية قائلا: “ما بغيناش نعيشوا على الأمل الكاذب، بغينا غير نعرفو واش ولادنا حيين ولا ميتين… الرحمة فهاد البلاد ما بقاتش”.