خلف تأخر هطول الأمطار، خلال هذه الأيام، هاجس قلق لدى الكثير من الفلاحين من إمكانية أن يؤثر هذا الوضع على الموسم الفلاحي لهذه السنة، على غرار المواسم الماضية.
وبدأت المخاوف تتسلل إلى نفوس الفلاحين جراء هذا التأخر في هطول الأمطار؛ الشيء الذي ينذر بموسم فلاحي صعب يعمق معاناة الفلاحين والكسابة.
وساهمت الظروف المناخية الحالية، التي تعرف ارتفاعا في درجة الحرارة، في تكريس المخاوف لدى الفلاحين وإمكانية تأثير هذا الوضع على الزراعات الخريفية على وجه التحديد وكذا الغطاء النباتي الذي يستفيد منه مربو الماشية.
في هذا الصدد، أفاد الفاطمي بوكرزية، رئيس الجمعية المغربية للتنمية الفلاحية، بأن الجميع ينتظر التساقطات المطرية بفارغ الصبر لكونها تبعث الأمل في نفسية الفلاح.
ولفت الفاطمي، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن هطول الأمطار في هذه الفترة يجعل مؤشرات الإنتاج السنوي تكون إيجابية؛ بيد أن تأخرها قد يعمق معاناة الفلاحين.
وسجل الفاعل المهني أن تأخر التساقطات المطرية في هذا الفترة يجعل الفلاح أكثر تضررا، خصوصا مع تضرر الغطاء النباتي وكذا في ظل غياب الدعم الخاص بمادة الشعير بالنسبة لمربي الماشية.
وعبّر الفاطمي بوكرزية عن آماله وآمال جميع الفلاحين بهطول الأمطار خلال الفترة المقبلة، من أجل توفير الغطاء النباتي من جهة وكذا إنعاش الزراعات الخريفية من جهة ثانية.
من جهته، أكد عثمان عكال، عضو الغرفة الفلاحية بجهة الدار البيضاء سطات، أن غياب الأمطار أضحى أمرا هيكليا يعاني منه الفلاح منذ سبع سنوات.
وأشار عكال، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن تأخر هطول الأمطار خلال هذا الموسم قد لا يؤثر بشكل كبير على باقي الزراعات الخريفية؛ بيد أن الكسابة هم المتضررون من ذلك بشكل كبير.
وأوضح عضو الغرفة الفلاحية بجهة الدار البيضاء سطات أن مربي الماشية “هم أكثر تضررا من تأخر التساقطات المطرية من غيرهم، على اعتبار أن ذلك يؤثر على الكلأ الخاص بالماشية، لا سيما في ظل توقف الدعم الخاص بالشعير الذي كانوا يستفيدون منه المواسم الماضية”.
وأضاف المتحدث بالقول: “حاليا، قد لا نتحدث عن تأثر الزراعات الخريفية بقدر ما يمكن الحديث عن تأثر الفلاح مربي الماشية؛ لأن غياب التساقطات حاليا يجعل الكلأ الخاص بالماشية غائبا ما يثقل كاهل الكسابة، خصوصا في ظل ارتفاع أسعار المواد العلفية”.
وشدد على أن المطلوب اليوم من لدن المسؤولين على القطاع “العمل على تسريع إطلاق الدعم الخاص بالشعير المتوقف؛ لأن هذا الدعم يلعب دورا كبيرا في الحفاظ على القطيع والثروة الحيوانية وبالتالي انخفاض تكلفة الخروف، في ظل ندرة التساقطات المطرية وغيابها. لذلك، يلزم إخراج الدعم تفاديا لمزيد من الضرر الذي يلحق الكساب والفلاح”.