بالرغم من تعاطف مختلف الفعاليات والهيئات مع المطالب الاجتماعية التي يرفعها الشباب المنضوون تحت لواء ما بات يعرف بحركة “جيل زيد 212″، إلا أن أحداث الشغب والعنف التي شهدتها بعض المناطق تسيء إلى فعل الاحتجاج السلمي.
وشهدت مناطق عدة على غرار إنزكان ووجدة وآيت عميرة، ليلة الثلاثاء، أحداثا وصفت بالعنيفة، من خلال المواجهة مع القوات العمومية ورشقها بالحجارة، إلى جانب تخريب ممتلكات عامة وخاصة.
هذه الأحداث خلفت موجة إدانة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي من طرف مختلف الهيئات والمواطنين الذين عبروا عن رفضهم لهذا السلوك الذي يضر بصورة الاحتجاج السلمي، ويضرب جدية المطالب التي يرفعها هؤلاء الشباب المحتجون.
في هذا الصدد، قالت المحللة السياسية شريفة لموير إن مطالب المحتجين لا يمكن الاختلاف حولها، “خاصة أنها مطالب اجتماعية من منطلق الأزمات التي يعرفها المجتمع المغربي”.
وأضافت لموير، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن ما شهدته شوارع المملكة في مدن معينة مساء أمس الثلاثاء من عنف وتخريب، “مرفوض ومدان، ويبرز أن مآل هذا الحراك لا يبشر بخير”.
وتابعت المتحدثة بأن “انحراف سلمية الحراك إلى تخريب وشغب يمس مؤسسات الدولة، يضرب بلا شك مصداقية الحراك ومطالبه. وبالتالي، فإن مبادرات فتح حوار مؤسساتي يعكس جدية التعاطي مع الحراك من جهة، وجدية مطالب الشباب بعيدا عن المساس باستقرار الشارع المغربي من جهة ثانية، أصبحت ضئيلة؛ لأن الأفق اليوم أصبح ضبابيا”.
من جهته، سجل عبد المنعم الكزان، باحث في السوسيولوجيا السياسية، أن مطالب هؤلاء الشباب “لا أحد يمكن أن يكون ضد شرعيتها”، غير أنه اعتبر أن الشغب يؤثر على مصداقية الواقفين وراء هذا الحراك.
وقال الكزان ضمن تصريح لهسبريس في هذا السياق: “من الطبيعي أن تؤثر أحداث الاعتداء على العناصر الأمنية والممتلكات العامة على مصداقية الفاعلين في الحراك رغم تبرؤ العديد من المنتمين إلى هذا الفعل الاحتجاجي”.
وشدد الباحث نفسه على “صعوبة التعاطي مع طبيعة الحراك والفاعلين في تحريكه، بل وصعوبة التعاطي مع طبيعة جيل Z نفسه كجيل يعرف بكونه جيلا رقميا بالكامل، وكأن جميع الشباب من جيله يمتلكون القدرة على الوصول إلى عالم الإنترنت”.
ولفت الباحث في السوسيولوجيا السياسية إلى أن تجاوز هذا الوضع يتطلب “إفراز لجان منبثقة على الفاعلين في الحراك لحماية الطابع السلمي للاحتجاج وإفراز نخبة للتفاوض على المطالب، أو التوقف المطلق عن الدعوات إلى الاحتجاج”.