تحولت رحلة عائلية صباح يوم الجمعة، 26 شتنبر، إلى فاجعة مروعة بجماعة تسلطانت ضواحي مراكش، حيث لقي سائح من الجنسية البلجيكية، يبلغ من العمر 77 عاما، مصرعه غرقا داخل قناة للسقي.
وفقا لمصادر محلية وشهود عيان، كان الهالك يقود سيارته رفقة أبنائه في طريقهم إلى إحدى المؤسسات التعليمية بالمنطقة. وعند وصوله إلى منعرج ضيق وخطير بالقرب من دوار الخدير، فقد السيطرة على المقود بشكل مفاجئ، لتنزلق السيارة نحو حافة القناة المعروفة محليا بـ “الزرابة”، حيث علقت عجلتها الأمامية اليسرى داخل فتحة صرف جانبية كانت مكشوفة وبدون أي غطاء وقائي.
وفي محاولة منه لتفقد الوضع وتقييم الأضرار، ترجّل السائح المسن من سيارته، إلا أنه فقد توازنه بشكل مباغت على الحافة الزلقة وسقط في عمق القناة المليئة بالأوحال والمياه الراكدة، ليلفظ أنفاسه الأخيرة على الفور غرقا، أمام أعين أبنائه الذين نجوا بأعجوبة من الحادث دون أن يصابوا بأذى جسدي، لكنهم عاشوا صدمة نفسية عنيفة وهم يشاهدون والدهم يختفي وسط الوحل.
وفور إشعارها بالحادث، هرعت إلى عين المكان عناصر السلطة المحلية والدرك الملكي التابع لمركز تسلطانت، وفرق الوقاية المدنية، حيث واجهت فرق الإنقاذ صعوبات كبيرة في عملية انتشال جثة الضحية، نظرا لتراكم كميات كبيرة من الأوحال والمياه في القناة، وهو ما استغرق وقتا طويلا وجهدا مضاعفا.
وبأمر من النيابة العامة المختصة، تم نقل جثمان الهالك إلى مستودع الأموات بباب دكالة بمراكش، قصد إخضاعه للتشريح الطبي لتحديد الأسباب الدقيقة للوفاة، فيما فتحت مصالح الدرك الملكي تحقيقا معمقا في ظروف وملابسات الحادثة، والاستماع لإفادات الشهود وأبناء الضحية. كما عملت شاحنة للقطر على سحب السيارة من حافة القناة بعد ساعات من المعاينة.
إلى ذلك، حمّل عدد من المواطنين، في تصريحات متطابقة، المسؤولية الكاملة للمجلس الجماعي لتسلطانت والجهات المعنية، متهمين إياها بالتقصير والإهمال في صيانة البنية التحتية للطرقات، معتبرين أن غياب الحواجز الوقائية، واللوحات الإرشادية، وعدم تغطية البالوعات والقنوات المكشوفة، حوّل المنطقة إلى “فخاخ للموت” تتربص بالسائقين والراجلين على حد سواء، خاصة وأن الحادث وقع في طريق حيوي قريب من مؤسسات تعليمية يرتادها الأطفال يوميا.
وجددت فعاليات محلية مطالبها للسلطات بالتدخل الفوري والعاجل لمعالجة هذه الاختلالات الخطيرة، عبر وضع حواجز إسمنتية على طول القناة، وتغطية جميع الفتحات والمجاري، وصيانة الطريق، ضمانا لسلامة المواطنين وتفاديا لتكرار مثل هذه المآسي الإنسانية في المستقبل.