أكد مستثمرون في القطاع السياحي مغاربة وأجانب أن سياحة المناطق الصحراوية والواحات تحصد إقبالا مهما، غير أنهم أوضحوا في معرض تقاسم تجارب مؤسساتهم وشركاتهم أن تحدي “الطاقة الاستيعابية” بهذه المناطق يظل قائما.
جاء ذلك خلال جلسة علمية حول “الاستثمار السياحي في المناطق الصحراوية والواحات”، أمس الأربعاء ضمن ندوة دولية بمدينة إفران قاربت “تطوير السياحة المستدامة في المغرب.. أي آفاق للسياحة الخضراء؟”، من تنظيم الوزارة الوصية على القطاع والشركة المغربية للهندسة السياحية والوكالة الوطنية للمياه والغابات والمركز الجهوي للاستثمار بفاس-مكناس وعمالة إقليم إفران.
تقاسمت هالة بنخلدون، المدير العام لشركة “Intrepid Travel Morocco” (الفرع المغربي)، تجربة الشركة المتخصصة في الرحلات السياحية المرافقة، مفيدة بأن “من بين 40 أو 50 ألف عميل يسافرون عبر عروضنا، فإن الوجهات، والمناطق الرسمية، ليست شيئا جديدا”، موضحة أن “الصحراء، على سبيل المثال، اليوم، تدخل ضمن حوالي 80 في المائة من برامجنا”.
وأضافت بنخلدون في مداخلتها خلال الجلسة العلمية المذكورة: “لا نقوم بهذا العمل فقط لمجرد التنفيذ، بل لأن الصحراء جزء من هوية المغرب، وجزء من الفن والثقافة المغربية”، مشددة على أن “وجودها في مساراتنا السياحية أمر ثابت، وسيبقى كذلك”.
وجوابا عن سؤال لمسيّرة الجلسة إن كانت لدى الشركة أنظمة استثمارية لمواكبة التطور في العرض السياحي، قالت المسؤولة سالفة الذكر: “بالفعل، لدينا أنظمة استثمارية مختلفة (…)، استثماراتنا تتمثل أساسا في تصميم مسارات السفر التي تتيح إبراز كامل السلسلة السياحية”.
وأضافت: “في بعض المناطق، مثل المناطق الصحراوية أو الجبلية، نحن نبحث في تهيئة بنى تحتية مناسبة، لكن ذلك يعتمد على معايير دقيقة تتعلق بنوعية التجربة التي نقدمها، وهي تجربة نحرص فيها على أن تعكس كامل سلسلة القيمة السياحية، بما في ذلك جودة المبيت، والرحلات الجوية، وغيرها”. وأكدت في غضون ذلك أنه “في بعض المناطق، تواجه الشركة مشاكل متعلقة بالطاقة الاستيعابية”.
أوضح ميشيل ديورو، الرئيس المدير العام لشركة “Huttopia” الفرنسية المختصة في مجال سياحة الغابات والمخيمات الفاخرة، أن تركيزه وزملائه بداية التجربة، “كان ينصب على اختيار المواقع التي نكون قد جربناها من قبل؛ لأننا نقيم معسكرات صغيرة (camp-clins) في أماكن طبيعية محمية ومصانة”.
وأضاف ديورو مستعرضا تجربة شركته في ميدان السياحة المستدامة: “كنا دائما نقوم أولا بزيارة المكان المعني، ونتساءل إن كنا مررنا من هنا من قبل. وهنا أستحضر تعريف السائح الذي دائما ما يتطلع لزيارة وجهات جديدة”، موضحا: “في المرحلة الموالية، نحاول لقاء الناس، على أنه في ما يتعلق بحضورنا في المغرب، تمثل الوزارات جزءا من هذا التوجه”.
وشدد على أنه بعد تحديد “الوجهة”، و”الأشخاص” المعنيين أو المستهدفين، “ننتقل إلى طرح السؤال: هل هذا هو المكان الذي يلبي فعلا تطلعات الأشخاص الراغبين في اكتشاف الطبيعية وأن يكتشفوا إلى جانبها أناسا جددا؟”.
وبالعودة إلى دور الوزارات في تعزيز حضور الشركة داخل خريطة السياحة المستدامة بالمغرب، أشار ديورو إلى أن شركته “لديها بالفعل شراكة موقعة مع وزارة الفلاحة، وكذلك مع وزارة السياحة، لدراسة إمكانية فتح ما بين 5 و10 مواقع سياحية متميزة داخل المنتزهات الطبيعية المغربية”.