يستعد المخرج المغربي إدريس شويكة للعودة إلى القاعات السينمائية بعمل جديد يحمل عنوان “طحالب مرة”، وهو شريط درامي يسلط الضوء على قضايا اجتماعية حساسة.
وكشف مصدر خاص لهسبريس أنه من المرتقب أن ينطلق العرض الرسمي للفيلم بالقاعات السينمائية الوطنية يوم فاتح أكتوبر المقبل بعد جولة دولية، على أن يعرض أيضا ضمن فعاليات المهرجان الدولي لفيلم المرأة بمدينة سلا، إلى جانب جولة في عدد من المهرجانات الوطنية.
يحكي الفيلم قصة “هند”، امرأة تجد نفسها في مواجهة ظلم وعداوات عائلية، وسط بيئة اجتماعية واقتصادية هشة تعيش على صيد الأسماك وجمع الطحالب. وبين تقاليد متوارثة تقيد حريتها وصراعات يومية تهدد مستقبل أبنائها، تتحول البطلة إلى رمز للصمود في مواجهة الضغوط، في حبكة تجمع بين التشويق والواقعية وتعكس دراما إنسانية عميقة.
وحسب معطيات توصلت بها هسبريس، فإن “طحالب مرة” يعالج موضوعا غير مطروق في السينما المغربية؛ إذ يفتح نقاشا حول الإرث والذكورية وكسب القوت اليومي والطفولة، من خلال قصة مشحونة بالتوتر النفسي والدلالات الاجتماعية، حيث تتشابك الأسرار العائلية مع تفاصيل الحياة في قرية ساحلية نائية.
العمل الجديد يحمل توقيع شوقي حمداني في كتابة السيناريو، بينما تولى إدريس شويكة عملية الاقتباس والإخراج برؤية فنية تسعى إلى تجديد اللغة السينمائية المغربية.
وقد استفاد هذا الشريط من دعم المركز السينمائي المغربي بمبلغ قدره ثلاثة ملايين درهم، وهو ما أتاح الاشتغال على جوانب تقنية وفنية بجودة عالية.
وحرص شويكة على تطعيم الفيلم بطاقم تقني متمرس، يقوده فاضل شويكة في إدارة التصوير، وجيروم أياس في هندسة الصوت، إلى جانب إشراف إسماعيل قرمون على الديكور، مما منح العمل لمسة بصرية وسمعية متميزة.
كما يضم الفيلم في بطولته عددا من الأسماء البارزة من المغرب وخارجه، من بينها يسرى بوحموش، ماجد لكرون، صفاء خاتمي، خديجة عدلي، رقية بنحدو ومحمد بوصبع، في توليفة تمثيلية تسعى إلى تعزيز قوة السرد الدرامي.
جدير بالذكر أن “طحالب مرة” حصد أربع جوائز في الدورة الأخيرة من المهرجان الدولي للأفلام “غولدن فيمي”، الذي احتضنته العاصمة البلغارية صوفيا، حيث توج بجائزة أحسن دراما لفيلم أجنبي، إضافة إلى جائزة أحسن إخراج لفيلم أجنبي، التي فاز بها إدريس شويكة، وجائزة أحسن دور نسائي للممثلة يسرى بوحموش، فيما نالت رقية بنحدو جائزة أحسن إنتاج لفيلم أجنبي.
وبهذا الشريط الجديد، يواصل إدريس شويكة مساره السينمائي الغني بأعمال بارزة، واضعا هذه المرة صورة المرأة المغربية في قلب الحكاية، باعتبارها فاعلا أساسيا في مواجهة التهميش والظلم الاجتماعي.