آخر الأخبار

هل تصبح الوزرة إلزامية للأساتذة؟ .. توجيه رسمي يثير الجدل في المغرب

شارك

أثارت مراسلة صادرة عن مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الداخلة – وادي الذهب نقاشا بين أفراد الأسرة التعليمية، بعدما أشارت إلى أن “الهندام اللائق، وفي مقدمته ارتداء الوزرة بالنسبة للأستاذات والأساتذة، لا يُنظر إليه باعتباره التزاما شكليا؛ بل تعبيرا عن الاعتزاز بالمهنة النبيلة ورسالتها السامية، ورسالة بليغة للمتعلمات والمتعلمين حول قيم النظام والانضباط والجدية”.

الوزرة ضمن الهندام اللائق

أوضحت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الداخلة – وادي الذهب أن مرجع المراسلة في شأن “الهندام المهني داخل المؤسسات التعليمية”، والموجهة إلى مدیرات ومديري المؤسسات التعليمية على يد المدير الإقليمي لوادي الذهب، تستند إلى “المذكرة الوزارية رقم 17×093 الصادرة بتاريخ 18 أكتوبر 2017 في شأن العناية بالهندام”.

وذكّرت المراسلة الأكاديمية بضرورة “احترام قواعد الهندام المهني داخل المؤسسات التعليمية، لما يحمله من قيمة رمزیة تکرّس صورة إيجابية عن المدرسة المغربية”، مشيرة إلى أن “المراسلة تروم التشجيع على ترسيخ هذا السلوك المهني باعتباره رافعة لترسيخ ثقافة القدوة داخل الفضاءات التربوية”.

ودعا مدير الأكاديمية إلى “الحرص علی اعتماد هندام لائق يعكس مکانة رسالة التعلیم ورمزیتها”، و”تشجيع الأستاذات والأساتذة على الارتداء المنتظم للوزرة باعتبارها جزءا من الهوية المهنية ومظهرا من مظاهر الاحترام للعمل التربوي”، و”إبراز قيمة هذا السلوك المهني في تقوية صورة المؤسسة التعليمية كفضاء للتربية والتكوين والقدوة”.

وجاء في ختام المراسلة أن “مدير الأكاديمية إذ يثمن عاليا ما يبذله الجميع من جهود متواصلة خدمة للمدرسة المغربية، فإنه يعول على التزام المشهود بروح المهنة في جعل احترام الهندام المهني ممارسة راسخة تجسد قيم القدوة والاعتزاز بالانتماء إلی أسرة التربية والتكوين”.

مطلب توفير الوزرة

أحد المتفاعلين مع المراسلة قال، في تعليق له على “فيسبوك”، إن “الوزارة مطالبة بتوفير وزرة للأستاذ تحمل شعارها، على غرار ما هو معمول به في بعض القطاعات؛ كالصحة مثلا، إذ لا يُعقل أن يُطالب الأستاذ باقتناء الوزرة من ماله الخاص للمساهمة في توحيد الهندام”.

وأورد معلّق آخر أن “الهندام في القطاعات العمومية، كالصحة والأمن الوطني والدرك الملكي والوقاية المدنية والقوات المسلحة، يتم توفيره من لدن الجهة المشغّلة؛ بينما يُستثنى قطاع التعليم من هذا الأمر”، لافتا إلى أن المسألة تطرح “علامة استفهام حول مكانته مقارنة مع باقي القطاعات، عوض توجيه لهذا النوع من المراسلات”.

وجاء في تعليق آخر أن “الحديث عن الوزرة البيضاء يجرّ إلى عسكرة التعليم”، مشددا على أن “الأفلام أو اللقطات التي تُصوَّر في البلدان المتقدمة لا تُظهر الأساتذة وهم يرتدون الوزرات؛ بل تركّز على أدائهم ورسالتهم التربوية بعيدا عن المظاهر”.

ومن بين التعليقات التي رافقت المراسلة: “قبل فرض ارتداء الوزرة على الأساتذة، يتوجب على الوزارة تعويضهم ماديا، فالغالبية يقتنون حاجبات العمل، بما فيها الوزرة، من الرواتب الهزيلة أصلا؛ في حين يحصل البرلمانيون والوزراء على تعويضات عن اللباس والتنقل وغير ذلك”.

وقال متفاعل آخر مع مضمون المراسلة إن “الوزرة غير عملية في المناطق الجبلية وأوقات البرد، حيث يضطر الأساتذة إلى ارتداء الجلباب الصوفي التقليدي الذي يعكس الهوية المحلية فعلا؛ بينما باقي القطاعات توفّر لموظفيها لباسا مهنيا بالمجان”.

الوزرة والعناية بالهندام

وفي المقابل، قال أحد المعلقين على المراسلة إن “الوزرة لا علاقة لها بالكرامة، فقد علّمني أساتذة في زمن صعب كانوا يتفانون في العطاء رغم قلة الإمكانيات، ولم أرَ فيهم يوما مظهرا غير لائق أو لباسا يسيء إلى المهنة. ولذلك، يبقى الفرق شاسعا بين صورة الأستاذ قديما وبين النقاش الدائر اليوم حول الوزرة”.

وأضاف متفاعل آخر أن “الرسالة الأساسية للمذكرة واضحة، وهي أن بعض الأساتذة صاروا يختارون ألبسة لا تليق بالأستاذ وبالمؤسسة التعليمية؛ وهذا ينعكس على صورة المدرسة ويؤثر في سلوك التلاميذ. ولهذا، ينبغي الالتزام بالهندام اللائق؛ لأنه جزء من القدوة التي يجب أن يقدمها المدرس”.

وجاء في تعليق آخر أن “هناك من يسيء فعلا إلى المهنة بسبب مظهره، سواء عبر لباس غير محتشم أو إهمال للنظافة الشخصية؛ وهذا ما يغذي الخطاب السلبي تجاه نساء ورجال التعليم. لذلك، من الواجب احترام المهنة والظهور بما يليق بمكانتها وقيمتها داخل المجتمع”.

ونبّه متفاعل آخر إلى أن “المقصود بالهندام اللائق ليس الملابس الباهظة أو العلامات التجارية، وإنما لباس مقبول يليق بمكانة رجل التعليم، بعيدا عن السراويل الممزقة أو الأكسسوارات غير المناسبة أو الروائح الكريهة التي تسيء لهيبة الأستاذ”.

ومن ضمن التعليقات التي رافقت المراسلة أن “الأمر لا يستحق كل هذا الجدل، فالمطلوب منذ زمن بعيد هو مجرد وزرة تحافظ على صورة الأستاذ؛ فالهندام يرفع من قيمته داخل القسم، وما ورد في المذكرة يذكّر فقط بما هو واجب، لأن الأستاذ قدوة لتلاميذه في السلوك والمظهر قبل أن يكون ناقلا للدروس”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا