أثارت حالة عدد من ملاعب القرب التي تم إنشاؤها حديثا بمدينة ورزازات، استياء واسعا في صفوف الفاعلين الرياضيين والجمعويين، بعد ظهور تشققات وحفر واقتلاع للعشب الاصطناعي في فترة وجيزة من تدشينها، مما طرح تساؤلات جدية حول جودة الأشغال ومدى احترام المعايير التقنية في مشاريع كلفت ميزانيات مهمة من المال العام.
وكشفت المعاينة الميدانية لهذه المرافق، خاصة ملعب القرب بحي تماسينت وفضاء “فضراكم” وملعب آيت اكضيف، عن اختلالات بنيوية واضحة أثرت بشكل مباشر على وظيفتها كفضاءات آمنة ومجهزة لممارسة الشباب لأنشطتهم الرياضية، وهو ما يتناقض مع الأهداف التنموية التي أنشئت من أجلها، والمتمثلة في تعزيز البنية التحتية الرياضية ومحاربة الهشاشة والتهميش.
وأكد الفاعل الجمعوي إدريس أسلفتو، في تصريح لجرسدة “العمق” أن الجدل يتصاعد في المدينة بشأن هذه الملاعب التي انتظرها السكان لسنوات، وكان من المفترض أن تشكل إضافة نوعية للمشهد الرياضي المحلي، إلا أن الواقع كشف عن عيوب وصفها بالخطيرة وغير المبررة، والتي تهدد استمرارية هذه المشاريع التي لم يمض على افتتاحها سوى أشهر قليلة.
وأوضح المصدر ذاته أن هذه الاختلالات أثارت شكوكا عميقة حول جودة المواد المستعملة في عمليات التشييد والبناء، ومدى احترام دفاتر التحملات، مشيرا إلى أن ظهور مثل هذه العيوب في منشآت حديثة يعد أمرا غير متوقع ويثير علامات استفهام كبرى حول منهجية الإنجاز والمتابعة الميدانية من قبل الجهات المسؤولة عن مراقبة المشاريع.
وطالب المتحدث ذاته بضرورة تدخل السلطات المختصة لفتح تحقيق نزيه وشفاف في جودة أشغال هذه الملاعب، موجها نداء إلى عامل إقليم ورزازات من أجل التحرك لتحديد المسؤوليات وتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، خاصة وأن الأمر يتعلق بمشاريع ممولة من المال العام الذي يستوجب حمايته وضمان صرفه في مشاريع ذات جودة عالية تعود بالنفع على المواطنين.
واعتبر أسلفتو أن ما يحدث اليوم في بعض مشاريع البنية التحتية بورزازات يعكس الحاجة الملحة إلى إعادة النظر في طرق التدبير والمراقبة، مشددا على أن من حق المواطنين التساؤل والمطالبة بالجودة. وختم بالتأكيد على أن الجهات المعنية مطالبة بمنح هذا الملف الأهمية التي يستحقها وإصلاح ما يمكن إصلاحه، حتى لا تتحول هذه الفضاءات من رمز للأمل للشباب إلى شاهد على فشل التدبير.