كشفت أرقام إحصائية لإحدى الهيئات المغربية الداعمة لفلسطين، عن تسجيل 10 آلاف مظاهرة بالمغرب منذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، في رقم يعكس حجم التفاعل الشعبي المغربي مع القضية الفلسطينية خلال العامين الماضيين.
ومنذ بداية العدوان على غزة، تشهد مدن المملكة مظاهرات ومسيرات حاشدة بوتيرة شبه يومية، وهو ما دفع وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى إجلاء موظفي مكتبها بالرباط منذ بداية الحرب، كما حذر مجلس الأمن القومي بإسرائيل، من السفر إلى المغرب.
وفي هذا الصدد، أعلنت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، أن الحراك الشعبي في المغرب تضامنا مع غزة منذ بداية معركة “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023 وإلى غاية اليوم، بلغ مستوى غير مسبوق.
وأشارت الهيئة في بلاغ لها، تتوفر جريدة “العمق” على نسخة منه، إلى تسجيل 9820 وقفة احتجاجية، و660 مسيرة محلية، و250 ندوة ومحاضرة وطنية، إضافة إلى مئات المحاضرات والأنشطة المحلية الأخرى.
هذا الرقم الذي قدمته الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، تنضاف إليه المظاهرات التي تنظمها الهيئات الأخرى منذ بداية الحرب، وعلى رأسها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، والمبادرة المغربية للدعم والنصرة، وهو ما يجعل الرقم يتجاوز الـ10 آلاف.
واعتادت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة تنظيم عشرات الوقفات كل يوم جمعة تتجاوز المائة وقفة في يوم واحد، فيما تنظم مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين وقفات منتظمة كل أربعاء وجمعة أمام البرلمان، إلى جانب مظاهرات وفعاليات أخرى للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، والمبادرة المغربية للدعم والنصرة وهيئات أخرى.
وتبرز مدن طنجة والدار البيضاء والرباط وتطوان وأكادير وفاس كأكثر المدن تظاهرا من حيث أعداد الوقفات وحجم الحشود المشاركين، وهو ما جعل الناطق الرسمي باسم كتائب القسام يشير إلى مظاهرات طنجة في إحدى خطاباته الإعلامية.
الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة جددت في بلاغها، رفضها “استمرار المغرب في سياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني، والتنديد بما يمثله من دعم مباشر لجرائمه”، مستنكرة مواقف الأنظمة العربية والإسلامية التي وصفتها بـ”المتخاذلة”، و”تواطؤ بعضها مع مخططات الاحتلال”.
ودعت الهيئة الشعوب العربية والإسلامية إلى القيام بـ”واجبها التاريخي في الدفاع عن أرواح الأبرياء، وصون الحقوق الوطنية الفلسطينية، وحماية المسجد الأقصى المهدد بالتهويد والهدم”، مناشدة العلماء والنخب بالوطن العربي والأمة الإسلامية إلى القيام بـ”واجب قيادة الأمة في معركة النصرة، وإخلاء الذمة أمام الله والتاريخ”.
كما طالبت المنتظم الدولي والمؤسسات الأممية بـ”الاضطلاع بمسؤولياتها القانونية والأخلاقية في حماية المدنيين الفلسطينيين، ومنع جرائم الإبادة وجرائم الحرب”، داعية الأنظمة العربية والإسلامية إلى “التصالح مع شعوبها، وتوحيد الصفوف، والتوقف عن الارتهان لأعداء الأمة” وفق تعبيرها.
وكانت الهيئة ذاتها قد أعلنت، شهر أكتوبر 2025، أن الشعب المغربي “يسطر ملحمة تضامنية غير مسبوقة” مع الشعب الفلسطيني، مسجلة خروج أزيد من 6500 مظاهرة ومسيرة في ظرف عام من انطلاق حرب الإبادة الجماعية بغزة، إضافة إلى مئات الأنشطة التضامنية.
كما أصدرت الهيئة، شهر فبراير الماضي، كتابا بعنوان “معركة طوفان الأقصى.. 100 يوم من التضامن”، وثقت فيه فعاليات التضامن الشعبية خلال الأشهر الأولى من الحرب.
يشار إلى أن الوقفات والمسيرات التضامنية بالمغرب يتم تنظيمها بشكل دوري من طرف عدة هيئات، أبرزها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، المبادرة المغربية للدعم والنصرة، إلى جانب فعاليات نقابية وحقوقية ومدنية واسعة.