علمت هسبريس، ضمن معطيات خاصة، أن قاعدة التلاميذ المسجّلين في مسالك “رياضة ودراسة” ستتسع، لتصل إلى 15 ألف مستفيدة ومستفيد خلال الموسم الدراسي 2025/2026، وأن وزارة التربية الوطنية ستحدث المركز الوطني للمستوى العالي، الذي سيخصص حصريا للتلاميذ المتميزين رياضيا والمؤهلين للمنافسة في الاستحقاقات الدولية ابتداءً من مستوى الجذع المشترك، وذلك موازاة مع إرساء منظومة رقمية لانتقاء المواهب الرياضية.
وذكر عبد السلام ميلي، مدير مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية في وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في حديث خاص إلى الجريدة، أنه “أمام الإقبال المتزايد من قبل التلاميذ وأولياء أمورهم سيتم توسيع قاعدة المسجّلين في مسالك ‘رياضة ودراسة’ لتصل إلى 15000 مستفيدة ومستفيد”، مُؤكدا أن هذا “يفتح المجال أمام عدد أكبر من المواهب الشابة لتحقيق التوازن بين التحصيل الدراسي والتكوين الرياضي المتخصص”.
واستحضر المسؤول نفسه، في هذا الصدد، أن “نسبة النجاح في الباكالوريا لموسم 2024-2025 كانت جد مرضية (بلغت بالنسبة لبكالوريا علوم الاقتصاد والتدبير 100%، وفي الآداب 98.99%، وفي العلوم الإنسانية 88 %، مع 68 % في علوم الحياة والأرض)”، كاشفا أن “نسبة الهدر المدرسي كانت شبه منعدمة بمسالك رياضة ودراسة في جميع المستويات التعليمية”.
“في خطوة نوعية تهدف إلى النهوض بالرياضة المدرسية واكتشاف المواهب ورعايتها أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عن مجموعة من التدابير التي من شأنها إحداث وتجويد منظومة مسالك ‘رياضة ودراسة'”، يورد ميلي، مُؤكدا أن ذلك يأتي “انسجاماً مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى صناعة جيل جديد من الرياضيين القادرين على تمثيل المغرب في المحافل الدولية”.
وكشف المصرح عينه، تفاعلا مع أسئلة وجّهتها هسبريس بشأن آفاق هذه المسالك خلال الموسم الدراسي 2025/2026، أن الوزارة “تعمل على تعميم إحداث مسالك ‘رياضة ودراسة’ عبر مختلف جهات المملكة، بشراكة مع الجامعات والأندية الرياضة، من خلال إحداث مراكز جهوية وإقليمية؛ وذلك سعيا إلى تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ الرياضيين الموهوبين”.
وفي هذا الصدد أعلن المتحدّث أنه “من المرتقب أن يصل عدد المؤسسات إلى 140 مؤسسة تعليمية محتضنة لمسالك ‘رياضة ودراسة’ في أكثر من 30 تخصص رياضي”.
على صعيد آخر أفاد مدير الارتقاء بالرياضة المدرسية في وزارة التربية الوطنية، في حديثه إلى الجريدة، بأنه “بغرض رعاية النخبة من الرياضيين سيتم إحداث المركز الوطني للمستوى العالي، المخصص حصرياً للتلاميذ المتميزين رياضياً والمؤهلين للمنافسة في الاستحقاقات الدولية ابتداء من مستوى الجذع المشترك”.
وسيتم تدبير هذا المركز، “الذي سيعمل بأعلى المعايير”، وفق ما كشفه ميلي، “من طرف الوزارة مع الشركاء، ضماناً لتوفير البيئة المثلى للإعداد البدني والنفسي والمعنوي”.
إلى ذلك تحدّث المسؤول نفسه عن إرساء مرتقب لمنظومة رقمية لاكتشاف المواهب الرياضية، “لضمان استقطاب أفضل المواهب”، كاشفا أن هذه المنظومة “تعتمد على روائز (اختبارات) القدرات البدنية المعمول بها عالميا للتلاميذ”، و”ستسمح بالتقييم العلمي والعادل للطاقات الرياضية في مختلف جهات المملكة، والكشف المبكر عن القدرات الاستثنائية”.
أما بخصوص الشراكات فقد ذكر ميلي أن “الموسم المقبل سيشهد، في إطار التعاون مع الجامعة الملكية لرياضة الغولف، تسجيل أكثر من 250 تلميذة وتلميذا في السنة الأولى إعدادي في المسلك التخصصي للغولف، تم انتقاؤهم خلال أبريل وماي من السنة الماضية من طرف خبراء الجامعة الملكية المغربية للغولف”.
ويرى المسؤول نفسه أن هذه “خطوة غير مسبوقة من شأنها إثراء الخريطة الرياضية الوطنية بهذه الرياضة الأنيقة”. كما تحظى رياضة كرة القدم، وفق ميلي، “بحصة كبيرة من هذا التطوير؛ حيث تم إرساء مسالك ‘رياضة ودراسة- تخصص كرة القدم’ لجميع الأندية بالقسم الممتاز، وذلك في إطار التعاون الوثيق بين الوزارة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم”.
يشار إلى أن “التجربة الأولى التي بدأت سنة 2022 همت مسالك لرياضة كرة القدم النسوية خاصة بالتلميذات التابعات للمراكز الفيدرالية أو الأندية الرياضية”، وفق المتحدث ذاته.
على صعيد متصل كشف المصدر نفسه أنه “ستتم إعادة بناء المركز الوطني للتكوينات والتربصات الرياضية بمدينة إفران”، بغرض “تغطية الجانب التكويني والتخييمي”، موضحا أن “هذا المركز، الذي سيضم على الأقل 500 سرير، سيشكل وجهة وطنية ودولية للمعسكرات التحضيرية والتدريبات المركزية، مستفيداً من الميزات المناخية والطبيعية لمدينة إفران”.