حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تقريره السنوي المقدم إلى الدورة الثمانين للجمعية العامة، من تفاقم الأزمة الإنسانية بمخيمات تندوف التي تحتضن آلاف اللاجئين الصحراويين، مؤكدا أن “تقليص المساعدات الدولية انعكس بشكل مباشر على الغذاء والمياه والتعليم والصحة، في وقت مازالت الفجوة التمويلية لسنة 2025 تقدر بـ 103.9 ملايين دولار، وهو ما يعكس هشاشة الوضع واستمرار ارتهان الساكنة للدعم الخارجي في غياب حل سياسي يضع حدا لمعاناتها المستمرة”.
وخصص الأمين العام المحور السادس من تقريره لـ “الأنشطة الإنسانية وحقوق الإنسان”، مبينا أن تقليص المساعدات الإنسانية من طرف وكالات أممية ومنظمات دولية غير حكومية شمل المخيمات الخمسة القريبة من تندوف (أوسرد، بوجدور، الداخلة، العيون، السمارة)، ما أثر على أنشطة أساسية لحفظ الحياة، كالغذاء والغاز والمياه والصرف الصحي.
ووفق نص التقرير كشفت نتائج استقصائية أن معدل انتشار سوء التغذية الحاد قارب 13 في المائة، فيما تجاوز معدل التقزم 30 في المائة، رغم مساهمة الجزائر في محاولة تعويض خفض بلغ 30 في المائة من حصص برنامج الأغذية العالمي.
وسجل المصدر ذاته أن السنة الأولى من خطة الاستجابة للاجئين 2024-2025 مكنت من بعض المكاسب في التمويل والتوعية، غير أن الاحتياجات الكبرى مازالت قائمة، مع تأثيرات سلبية واضحة على الأطفال والنساء، خصوصا في مجالات الصحة والتعليم الابتدائي ودعم برامج الشباب، لافتا إلى أن “بعثة المانحين التي زارت المخيمات في ماي 2025 ضمت وللمرة الأولى فاعلين من القطاع الخاص في مسعى إلى تنويع مصادر التمويل”.
كما تطرق الأمين العام للأمم المتحدة إلى استمرار تعليق تدابير بناء الثقة الخاصة بلمّ شمل العائلات، عملا بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وهو ما يزيد من معاناة اللاجئين ويطيل أمد فراق الأسر، موردا أن “اللجنة الخاصة المعنية بحالة تنفيذ إعلان منح الاستقلال للشعوب المستعمرة تدارست ملف الصحراء في جلستيها الخامسة والسادسة المنعقدتين يوم 10 يونيو 2025، في سياق النقاش الأممي المتواصل حول هذا النزاع”.
وعلى صعيد آخر عنون غوتيريش المحور الخامس من التقرير بـ”الإجراءات المتعلقة بالألغام”، مشيرا إلى أن بعثة “المينورسو” واصلت خلال الفترة الممتدة من فاتح يوليوز 2024 إلى 30 يونيو 2025 أنشطتها في مجال مكافحة الألغام، سواء عبر التدخل للتخلص من الذخائر المتفجرة في حالات الطوارئ، أو دعم التحقيقات بشأن الغارات الجوية المزعومة شرق الجدار الرملي.
كما همت هذه الجهود وفق الوثيقة الأممية التحقق من سلامة الطرق، ومرافقة تحركات القوافل البرية، فضلا عن التوعية بمخاطر الذخائر المتفجرة، موضحة أنه جرى تطهير ما مجموعه 1,385,558 مترا مربعا من الأراضي، والعثور على 335 قطعة من الذخائر المتفجرة وتدميرها.