كشفت وسائل إعلام إسبانية أن ولي العهد الأمير مولاي الحسن، تجول على متن يخته الترفيهي بسواحل مدينة سبتة المحتلة، وتوقف قبالة شاطئ “تشوريللو” بالمدينة ذاتها، وهو ما وثقته عدسات بعض المصطافين في فيديوهات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبحسب ما أوردته صحيفة “لاراثون” الإسبانية، فإن ولي العهد شوهد بسواحل سبتة، يوم الثلاثاء المنصرم (19 غشت)، محاطا بمجموعة من الدراجات المائية يقودها أفراد فريقه الأمني ضمن موكب أمني بحري بقيادة حارسه الشخصي، وهو أسلوب اتبعه أيضا والده الملك محمد السادس في جولاته البحرية السابقة بسواحل سبتة.
وأوضحت الصحيفة الإسبانية أن الأمير الشاب رسا بيخته بالقرب من الشاطئ الواقع ضمن المياه الإقليمية لمدينة سبتة الخاضعة للإدارة الإسبانية، وهو ما فاجأ المصطافين الذين شاهدوه.
من جانبها، قالت صحيفة “Informalia” الإسبانية، إن الزيارة لم تكن عفوية بالكامل، حيث أبلغ الأمير مولاي الحسن والده الملك محمد السادس، والسلطات الإسبانية، فيما فيها الحرس المدني، بنيته التوقف على شواطئ سبتة.
وأشارت الصحيفة ذاتها إلى أن إبلاغ الأمير السلطات الإسبانية جاء لتجنب أي سوء تفاهم أو توترات دبلوماسية محتملة، على غرار ما وقع سنة 2014 حين أوقفت دورية للحرس المدني الإسباني يختا ملكيا قرب “بوينتا ألمينا” على متنه الملك محمد السادس، ما تسبب حينها في توتر سياسي بين المغرب وإسبانيا.
ووفق الإعلام الإسباني، فإن ولي العهد يسير على نهج والده الملك محمد السادس، الذي عاينه مصطافون مرارا على متن يخته قبالة ساحل سبتة، وهو يتجول بحرية محاطا بحرسه الخاص.
وجاءت هذه الجولة البحرية لولي العهد عشية ذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب، اللذان احتفل بهما المغاربة يومي 20 و21 غشت الجاري، حيث أقيمت احتفالات كبيرة بالمضيق وتطوان ومارتيل، تنوعت بين عروض جوية واستعراضات موسيقية وطواف المشاعل.
معاينة ولي العهد بسواحل سبتة أعاد إلى الأذهان الأزمة الدبلوماسية بين الرباط ومدريد في سنة 2014، عقب دخول الملك محمد السادس إلى سواحل سبتة على متن يخته، حيث حاولت دورية بحرية للحرس المدني الإسباني توقيفه بعدما لم تتعرف عليه.
وبحسب الإعلام الإسباني، فإن واقعة 2014 دفعت رئيس الحرس المدني الإسباني إلى تقديم اعتذار رسمي للمغرب، قبل أن يعتاد الملك محمد السادس، بعدها، التجول بحرية في سواحل سبتة، حيث تم رصده من طرف المصطافين مرارا.
في هذا السياق، تطرقت صحيفة “لاراثون” الإسبانية، إلى حياة وأسلوب ولي العهد، الأمير مولاي الحسن، مشيرة إلى أنه يسير ولي العهد على خطى والده في أسلوب التنقل البحري الآمن والمنظم، مع الحرص على تفادي أي حوادث دبلوماسية أو سوء فهم مع السلطات الإسبانية.
وقالت الصحيفة أن الأمير البالغ من العمر 23 عاما، بدأ يلفت الأنظار دوليا منذ ظهوره مع والده في المناسبات الرسمية، حيث أصبحت طريقة رفضه أن يقبل كبار المسؤولين يده ظاهرة متداولة على نطاق واسع.
وأشارت إلى أنه يواصل استعداداته كملك مستقبلي للمغرب، من خلال دراسته للعلوم الاقتصادية والاجتماعية بجامعة محمد السادس، إلى جانب اهتماماته الشخصية بكرة القدم، كرة السلة، ركوب الخيل والطيران، مع شغف خاص بطائرته الخاصة الفاخرة التي تقدر قيمتها بـ60 مليون يورو.
وفي ردود الفعل، اعتبر نشطاء مغاربة أن دخول الأمير للمياه الإقليمية لسبتة المحتلة، خطوة رمزية قوية في مسار تأكيد السيادة المغربية على المدينتين المحتلتين، سبتة ومليلية، مشيرين إلى أن الجولات السابقة للملك محمد السادس تؤكد نفس الفرضية، وفق تعبيرهم.
كما أشار أحد النشطاء إلى أن رسو يخت ولي العهد قرب شواطئ سبتة، تذكر بزيارة جده الملك الحسن الثاني إلى طرفاية إبان الاحتلال الإسباني في خمسينيات القرن الماضي.
إلا أن الوضع يختلف اليوم، حيث تعرف العلاقات المغربية الإسبانية ذروة ازدهارها في ظل الاعتراف الإسبانية بمغربية الصحراء، وتزايد حجم المبادلات التجارية والتعاون الأمني والاستخباراتي، وهو ما يجعل البلدان يتجنبان أي حوادث دبلوماسية محتملة.
يشار إلى أن الملك محمد السادس، اعتاد رفقة عدد من أفراد العائلة الملكية، قضاء عطلتهم الصيفية بساحل “تمودة باي” بين المضيق والفنيدق منذ سنوات، حيث تقام الاحتفالات الرسمية بعيد العرش بنفس المنطقة.