كشف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن المغاربة حصلوا خلال سنة 2024 على أكثر من 606 لاف تأشيرة من دول الاتحاد الأوروبي، في حين منحت فرنسا وحدها حوالي 284 ألف تأشيرة، أي ما يمثل نحو 46% من إجمالي هذه التأشيرات.
وأكد وزير الخارجية، في جواب على سؤال كتابي للمستشار البرلماني خالد السطي، إلى أن العلاقة مع أوروبا باتت تشهد تحسنا ملموسا، وهو ما يبدو واضحا من الأرقام المسجلة فيما يتعلق بإصدار التأشيرات الفائدة المواطنين المغاربة.
وأوضح أن دول الاتحاد الأوروبي منحت خلال السنة الماضية أكثر من 606 آلاف تأشيرة للمغاربة، “في الوقت الذي لم تتجاوز فيه نسبة الرفض 20 في المائة من الطلبات المقدمة، وهو معدل متوسط مقارنة بدول أخرى”.
وأشار إلى أن فرنسا منحت وحدها حوالي 284 ألف تأشيرة خلال سنة 2024، بزيادة 17 في المائة مقارنة بالسنة التي قبلها، “وهو ما جعل المملكة المغربية الدولة الأكثر استفادة من التأشيرات الفرنسية في المنطقة”.
واعتبر ناصر بوريطة أن حجم التأشيرات الصادرة عن فرنسا للمغاربة يؤشر على “وجود إرادة سياسية مشتركة لدى الجانبين لتجاوز الإشكالات والتوترات التي وسمت علاقتها في هذا المجال في الفترة السابقة”.
وأكد أن موضوع التأشيرة يعد حقًا سياديًا لكل دولة، ويتم تنظيمه وفق منظورها وأولوياتها الداخلية والخارجية، مشددًا على أن المغرب يعتمد في هذا المجال سياسة متكاملة قائمة على المعاملة بالمثل والضرورات السياسية والاقتصادية وسياق العلاقات الثنائية مع كل دولة، وليس كرد فعل ظرفي.
وأوضح أن الممارسة المغربية ترتكز على استراتيجية شاملة تراعي توازن المصالح وتاريخ التعاون والاتفاقيات الموقعة، كما أن اعتماد أنظمة التأشيرة الإلكترونية يعكس التوجه نحو رقمنة الخدمات وتعزيز الانفتاح دون التنازل عن السيادة الوطنية.
وأشار الوزير إلى أن المغرب يواصل متابعة عمل البعثات الدبلوماسية والمراكز القنصلية الأجنبية المعتمدة في البلاد، مؤكداً ضرورة التفاعل مع طلبات التأشيرة ضمن آجال معقولة وباحترام كرامة المواطن المغربي، خاصة بالنسبة للطلبات الإنسانية مثل العلاج أو الدراسة.
ولفت الوزير كذلك إلى التطور المستمر لجواز السفر المغربي، الذي أصبح ضمن أقوى 70 جواز سفر عالميًا، معززًا بذلك الثقة والمصداقية التي يحظى بها المغرب على المستوى الدولي، ويعكس نجاحه في ترسيخ وتطوير الشراكات الدولية.