آخر الأخبار

استعراض جماعي للفوتوغرافيا المغربية يزين ملتقيات "آرل" العالمية

شارك

تمثل “آرل” للفوتوغرافيا ما تمثله “الصويرة” لموسيقى كناوة و”كان” لـ”سينما المؤلف”؛ قِبلة ومزار ارتبط اسمه باسم هذا الفن وأعلامه وهواته، وقد استقبلت المدينة الفرنسية في شهر يوليوز الماضي خلال ملتقياتها الفوتوغرافية البارزة، لأول مرة، معرضا مخصصا بالكامل للفوتوغرافيا المغربية، عبر 18 فنانا وفنانة من المغاربة المقيمين بالبلاد ومن مغاربة العالم.

معرض “تقاطعات.. نظرةٌ خاصة عن الفوتوغرافيا المغربية”، الذي صدر عنه “كتاب بديع” يحمل الاسم نفسه بتعاون جمع “الجمعية المغربية للفن الفوتوغرافي” و”مجلس الجالية المغربية بالخارج”، شارك فيه الفوتوغرافيون جعفر عاقيل وياسمينة علوي وإدريس العروسي وعبد الرزاق بنشعبان والحسين بوبلغيتي وأحمد بن إسماعيل وياسمين حجي ومهدي مريوش وجمال محساني وهشام بن أحود وبدر الحمامي وكريمة حجي وفاطمة مزموز وصفاء مزيغ ومحمد مالي ويوسف بن سعود ومنى كريمي وميلود ستيرة.

محطة عالمية

ذكر “مركز نيكبوس للفن الفوتوغرافي بمدينة نيم” أنه “سعيد وفخور لمرافقة هذا الحضور الجماعي للفوتوغرافيا المغربية خلال هذا الحدث الفوتوغرافي الأكثر أهمية في العالم، ألا وهو ملتقيات آرل”. وأوردت “ملتقيات آرل الفوتوغرافية” أنها “كحدث تاريخي برحابته وتنوعه، تعرب عن حماسها وفخرها بمجيء هذه المجموعة المتباينة وذات المستوى العالي من الفوتوغرافيين والفنانين المغاربة، سواء الذين يقيمون بالمغرب أم ينتسبون إلى المهجر”.

وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال جعفر عاقيل، رئيس الجمعية المغربية للفن الفوتوغرافي، إنه “حينما نثير اسم ملتقيات آرل للفوتوغرافيا في الواقع، فإننا نتحدث عن محطة عالمية نقيس من خلالها التطور الحاصل في مجال الفوتوغرافيا؛ أي الآفاق الجديدة التي يفتحها هذا الشكل العالمي على مستوى الأساليب والمقاربات والمواضيع التي تطرقها الفوتوغرافيا”.

وأضاف الفوتوغرافي والأستاذ الجامعي لمادة الفوتوغرافيا: “ملتقيات آرل” محطة عالمية، وهي المهرجان الأول عالميا للفوتوغرافيا، وبلغت هذه السنة دورتها السادسة والخمسين، بنَفَسٍ يحمل الجديد دائما، يجمع المبدعين والنقاد والصحافيين المتخصصين ودور النشر المتخصصة في الكتاب الفوتوغرافي بأشكاله المتعددة النظرية والفنية، وتكنولوجيا مواكبة الفوتوغرافيا من برمجيات وآلات”.

مصدر الصورة

فوتوغرافياتٌ مغربية

قال جعفر عاقيل لهسبريس إنه قد كانت هناك مشاركات فردية مغربية في السنوات الماضية بشكل متقطع، لم تتعد الخمس، ثم استدرك قائلا: “لقد كانت مشاركات فردية تستجيب لدعوات الملتقيات؛ لكن لم تكن ترافقها برمجة أو استراتيجية للتعريف بالفوتوغرافيا المغربية والفوتوغرافيين المغاربة”.

بينما شهدت الدورة السادسة والخمسون من “ملتقيات آرل” إسهاما مغربيا جماعيا هو ثمرة “مبادرة ناتجة عن إحساس ووعي للجمعية المغربية للفن الفوتوغرافي من أجل تقديم صورة عن الفوتوغرافيا المغربية بهذا المحفل الدولي، تراعي فيه تاريخ هذه الممارسة في المغرب، وتنوع وسائلها ومقارباتها”.

وتابع المتحدث: “نجد في المعرض وكتابه صورا التُقطت سنة 1983 وأخرى التُقطت ما بين 2023 و2025، مما يعطينا مسارا وتراكما للتجارب خلال أربعين سنة”، ثم استرسل قائلا: “نعي كل الوعي بأن هذا العدد من الصور والفوتوغرافيين المشاركين لا يمثل الفوتوغرافيا المغربية بكل جوانبها، وإنما يقدم تجربة جانبا أو نظرة على الفوتوغرافيا في المغرب. لذلك، منحنا المعرض عنوان ‘نظرة خاصة على الممارسة الفوتوغرافية في المغرب’ برِهان هو: تقديم ما وصلت إليه الفوتوغرافيا المغربية في المقاربات والمواضيع، والتزام الفوتوغرافي بالقضايا المعاصرة”.

وحضرت في هذا المعرض كما يفصح عن ذلك عنوانه “تقاطعات”: “نظرة المغاربة إلى المغرب، سواء كانوا مقيمين به أو خارجه، وتقاطعات أيضا مع فوتوغرافيين صوروا المغرب وصوروا بلدانا ومدنا أخرى. وكانت الفكرة تنظيم معرض غايته فتح حوار بصري مع ذواتنا، ومع الآخر أيضا، وفرصة ‘آرل’ تسمح بهذه الإمكانية؛ لأن هذه الملتقيات مسرح مفتوح على التجارب العالمية، ومن بينها تجربتنا المغربية التي تركت بصمتها مع توالي حضور الزوار خلال فترة العرض”، كما أردف الفوتوغرافي.

وسجل رئيس الجمعية المغربية للفن الفوتوغرافي أن شركاء المعرض بالدرجة الأولى هم وزارة الثقافة ومجلس الجالية المغربية بالخارج، ثم قدر “أن هذه فرصة منفتحة على شركاء إضافيين، لأنها يمكن أن تغتنم في منح الثقافة المغربية، خاصة في شقها البصري وتحديدا الفوتوغرافيا، مكانتها العالمية”.

ثم زاد عاقيل: “هذه التجارب الفوتوغرافية المعروضة، بدرجاتها المتفاوتة، قادرة على محاورة ما هو مطروح في الساحة العالمية؛ لكن هذا يحتاج إلى مساندة، وإمكانيات مادية تكون في مستوى هذه التظاهرات”، لأن “مثل هذه التظاهرات لا تقل أهمية على الاستراتيجية التي رسمها المغرب فيما يتعلق مثلا بـ’بينالي فينيسيا’؛ فـ”آرل” نافذة نطل من خلالها أيضا على العالم، ويطل العالم من خلالها على ما ننتجه نحن أيضا من صور حول ذواتنا وحول ما يقع حولنا، لا في محيطنا المغربي فحسب، بل ما يقع، أيضا، في محيطنا العالمي”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا