آخر الأخبار

تنظيمات مغربية تدين محاولة استهداف الحقيقة باغتيال الصحافيين في غزة

شارك

أدانت تنظيمات نقابية وجمعوية مهنية مغربية “حملة اغتيال الصحافيين من لدن قوات الاحتلال الإسرائيلي”، معتبرة أن “هذا الاستهداف الممنهج، المستمر منذ سنوات، بلغ حده الأقصى خلال العمليات العسكرية الأخيرة التي أعقبت 7 أكتوبر 2023، وانطلاق حرب تطهير عرقي وإبادة جماعية باتت المنظمات الدولية تؤكدهما استنادا إلى بيانات موضوعية، لا إلى تخمينات أو تعابير إنشائية”.

ويُعد استهداف الصحافيين، وفق الإطارات عينها، “عدوانا ضد الحقيقة، وحربا معلنة على الصحافة باعتبارها الشاهد الحي والضمير المهني لما يجري”، مشددة على أن “المقصود من اغتيال الصحافيين ليس فقط إسكات أصواتهم؛ بل انتزاع جريمة الإبادة الجماعية من حضن المهنة، وتجريد العالم من أدواته لفهم الواقع ورؤية الحقائق كما هي في قطاع غزة”.

النقابة الوطنية للصحافة المغربية “أدانت بشدة عمليات الاغتيال الممنهجة التي تقترفها سلطات الاحتلال في حق شهود الحقيقة”، معتبرة أنها “جريمة ضد الإنسانية وانتهاكا صارخا للمواثيق الدولية تستهدف إسكات صوت من بقي من الصحافيين ومنعهم من نقل الجرائم التي ترتكب في حق السكان المدنيين في غزة، ومنع بقية العالم من الوصول إلى حقيقة الوضع الإنساني في القطاع”.

وأفاد مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، يوم الأحد، بأن الجيش الإسرائيلي اغتال أنس الشريف ومحمد قريقع، مراسلَي قناة الجزيرة، إثر قصف استهدف الخيمة التي كانا يوجدان فيها خلال تغطيتهما الميدانية. كما أسفر القصف ذاته عن استشهاد ثلاثة أشخاص آخرين؛ في حين فارق صحافي آخر الحياة صباح الاثنين متأثرا بإصابته الناتجة عن الهجوم نفسه.

وضمت النقابة الوطنية للصحافة المغربية “صوتها للزملاء في نقابة الصحافيين الفلسطينيين، والتي طالبت في بيان لها النائب العام للمحكمة الجنائية الدولية بسرعة بدء إجراءات التحقيق بجرائم الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين”، وشددت على مساندتها “كل الخطوات التي تقود إلى فضح هذه المجزرة غير المسبوقة في حق الصحافيات والصحافيين في مناطق النزاع”.

حملة ممنهجة

عبد الكبير اخشيشن، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أدان الاغتيال الممنهج للصحافيين في قطاع غزة، الذي يشهد منذ نحو سنتين حرب إبادة جماعية، في “واحدة من أبشع الجرائم التي استهدفت الجسم الإعلامي في بؤر النزاع والحروب”، مبرزا أن “النية المبيتة لاستهداف الصحافيين والصحافيات لم تعد خافية، بل تؤكدها مجريات الأحداث والمعطيات اليومية”.

وأضاف اخشيشن، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “النقابة الوطنية للصحافة المغربية شددت، منذ بداية العدوان، على أن هذه المجزرة المتواصلة تعبر عن إصرار واضح على قتل الحقيقة وطمسها باغتيال حَمَلتها”، لافتا إلى أن “عدد الشهداء من الصحافيين تجاوز 230 حتى حدود الشهر الماضي، في مؤشر صادم يكرس استهداف الإعلام كأحد العناوين الأبرز للجريمة المرتكبة في هذه الرقعة الصغيرة”.

وتأسف القيادي النقابي لاستمرار هذا العدوان تجاه “رُسل الحقيقة” في منطقة “خالية لم يعد فيها حجر ولا بشر يشكلان أي تهديد فعلي، كما تدعي سلطات الاحتلال الإسرائيلية”، مؤكدا أن “العالم اليوم أمام امتحان حقيقي لإنقاذ ما تبقى من الإنسان في هذه الرقعة، واستعادة المبادرة في الدفاع عن القيم الإنسانية، بعد أن تحول المجتمع الدولي إلى شاهد زور على جريمة إبادة تُرتكب بدم بارد”.

وشدد المتحدث على أن “آلة الحرب الإسرائيلية المجنونة تستهدف كل ما يتحرك، بمن فيهم من يبحث عن الماء والطعام” في ظل حرب تجويع ممنهجة، موردا أن “النقابة الوطنية للصحافة المغربية، وعبر بقية الإطارات المهنية الإقليمية والقارية والدولية، دعت إلى رفع الصوت عاليا للتحرك؛ لأن هذه الجريمة المتواصلة تُعد دليلا دامغا على جبن البشرية” وتواطؤها بالصمت.

“اغتيال للحقيقة”

قال محمد العوني، رئيس منظمة حريات الإعلام والتعبير (حاتم)، إن ما جرى أمس الأحد “جريمة جديدة وكبيرة جدا، لا تقل بشاعة عن الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني ضد الأطفال والنساء والشيوخ والأطباء، فضلا عن استهداف الصحافيات والصحافيين، في محاولة لإطفاء أنوار الحقيقة وكشف ما يخطط له الكيان الإسرائيلي من توغل خطير في مشروع الإبادة”.

وأورد العوني، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس، أن “النيل من الحقيقة يعد من الأهداف الرئيسية للحكومة الصهيونية في هذه العدوان المستمر”، مشيرا إلى أن “هذه الوحشية لم يشهد لها تاريخ البشرية أي مثيل”.

وتابع رئيس منظمة حريات الإعلام والتعبير: “الحقيقة ستلاحق مجرمي الاحتلال، وعدد الصحافيين الذين قُتلوا خلال العدوان يشكل صرخة في وجه العالم”.

وأكد المتحدث أن “شهداء الحقيقة يلاحقون مجرمي الكيان الصهيوني”، معتبرا أن الصمت حيال ما يجري يعني نوعا من التواطؤ من هذا الكيان الغاشم والمعتدي”، ومناديا إلى لحظة الحسم الأخلاقي للإعلام العالمي والانحياز للإنسانية والحقيقة؛ من خلال تشديده على أن الوقت قد حان “للتحرك العاجل وعدم التزام الصمت أمام كيان يقتل الحقيقة وأصحابها بدم بارد”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا