قال مسؤولون وفاعلون بمدينة أكادير إن “الموقع الذي باتت تحتله عاصمة سوس كل صيف يكشف سيرها على منوال بقية المناطق ذات الجذب السياحي المرتفع”، خصوصًا “أمام الضّغط الذي تعرفه بعض المدن الساحلية بجهة طنجة تطوان الحسيمة”، وتحول بعض المناطق إلى “وجهات للتخفيف بالنسبة لمغاربة الداخل والخارج والأجانب أيضًا”.
ويعتبر العديد من المهنيين من أبناء سوس أن “التموقع الجديد لأكادير ونواحيها لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة طبيعية لمسار تنموي متدرج، قائم على تطوير البنية السياحية، وتحسين العرض المقدم للزوار، من حيث الإقامة والخدمات والأنشطة الترفيهية، ما جعل المدينة تستعيد مكانتها تدريجيًا ضمن قائمة الوجهات الصيفية المفضلة”.
حسن المرزوقي، نائب رئيس مجلس جهة سوس ماسة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، قال إن “العرض السياحي لمدينة أكادير يعدّ من بين أقوى العروض السياحية الموجودة على الصعيد الوطني”، مرجعا ذلك إلى “توفرها على عرض مزدوج يُكمل بعضه بعضًا”، وزاد: “لدينا في المدينة فنادق مصنفة ذات خدمات جيدة، ولدينا كذلك مؤسّسات من الدرجة الثانية والثالثة”.
وأشار المرزوقي، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس، إلى “أهمّية الموقع الذي صارت تحتلّه أكادير في الوعي السياحي المغربي”، مبرزًا أنه “رغم الإقبال الكبير الذي قد تلحظه العين المجردة فإن هناك تراجعا هذه لسنة، خصوصًا أن مجموعة من المغاربة فضّلوا قضاء إجازتهم في الخارج بحكم التكاليف”.
وأفاد المسؤول عينه بأن “الاستثمار بدوره لم يعرف تقدما كبيرا في السنوات الأخيرة، ما يفرز محدودية على مستوى الاستقبال”، مضيفا: “هناك إشكال آخر يتعلق بالجانب التنظيمي، ولاسيما قضية حراس السيارات في المرائب، وتنظيم مواقع كراء المظلات والفضاءات عمومًا”، وتابع: “رغم المجهودات المبذولة إلا أن هناك بعض النقائص التي تجعل الزائر، عوض أن يستمتع بعطلته، يدخل في منازعات هنا وهناك”.
لكن المتحدث أكد أهمية عرض المدينة، “خصوصا مع وجود محطة تغازوت التي تُعد إضافة نوعية، لأنها تقدم عرضًا مختلفًا يتمثل في استجمام يمنح ازدواجية بين الساحل والجبل؛ إذ يمكن للناس أن يقضوا يومًا على الشاطئ، ثم يذهبون في المساء في جولات في المناطق الجبلية”، وواصل: “على مستوى العرض هو عرض قوي، ومن المحتمل أن يصبح أقوى في السنوات القادمة”.
وأقر المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي بأن “المدينة تواصل استقبال الزوار الذين يأتون لقضاء عطلتهم، مع أنها مازالت ورشًا مفتوحًا في إطار استكمال برنامج التنمية الحضرية، الذي يتضمن عددًا من الخدمات في جانب التنشيط، إلخ”، وتابع: “رغم ذلك مازال هناك هامش كبير للتطور حتى تتمكن المدينة من استيعاب جميع أنواع الزوار بمختلف مستوياتهم المالية”.
رشيد فاسح، فاعل مدني بمدينة أكادير، قال إن “المدينة والمناطق المجاورة لها تعرف إقبالاً متزايداً، سواء من طرف مغاربة العالم أو من السياح الداخليين، نظراً لما تزخر به من مؤهلات وبنيات تحتية خاصة بالتنشيط السياحي والصيفي، إلى جانب بنية الاستقبال التي تعزز من جاذبية المنطقة”، مسجلا أن “المجهودات المبذولة في هذا الإطار ساهمت في تعزيز مكانة أكادير كوجهة مفضلة”.
وأكد فاسح، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس، أن “الضغط الكبير الذي تعرفه مدن جهة طنجة تطوان الحسيمة يجعل من أكادير والمناطق المجاورة لها وجهة مثالية للتخفيف من الاكتظاظ، والمساهمة في تنويع العرض السياحي الوطني”، معتبراً أن “عاصمة سوس بدورها تعرف ضغطاً ملحوظاً على مستوى الحركية المرورية، نتيجة الحركية الكبيرة التي تشهدها مدن الضواحي والجهة ككل”.
كما أشار الفاعل عينه إلى “دور المحطة السياحية بتغازوت ومحطة أكادير في عملية الجذب هذه التي صارت تكبر سنة تلو أخرى”، مؤكداً أن “المنطقة قد تشهد مستقبلاً إنشاء محطات سياحية جديدة، لأن أكادير باتت تتوفر على كل المؤهلات التي تخول لها حمل علامة منطقة جذب سياحي، وهو ما ساهم في تزايد اهتمام المغاربة بها”.
وتحدث المتحدث عينه عن مرحلة ما بعد جائحة كوفيد-19، ودورها “المحوري” في “دفع الكثيرين إلى إعادة اكتشاف المدن الساحلية المغربية ذات المؤهلات الطبيعية والترفيهية”، لافتا إلى أن “العطلة الصيفية تمثل فرصة مهمة تضمن توافد المصطافين للاستجمام في المحطات الشاطئية الأطلسية، سواء في أكادير أو المناطق المجاورة التي تقدم عروضا كانت مغيّبة قبل اكتشافها بهذه القوة”.