اندلع أمس الخميس 31 يوليوز الجاري، حريقان مهولان بكل من دوار تكيت بولمان الواقع تحت نفوذ جماعة ترناتة، ودوار بومحشاد التابع لجماعة تنزولين بإقليم زاكورة، مما ألحق خسائر مادية كبيرة بالواحتين.
وكشفت مصادر محلية لجريدة “العمق“، أن السلطات المحلية وعناصر الوقاية المدنية والقوات المساعدة والدرك الملكي تمكنت بمساعدة ساكنة الدواوير المجاورة، من تطويق الحريقين، والسيطرة عليهما قبل توسع رقعتهما، مضيفة أن أعمدة الدخان المتصاعدة أثارت الرعب في نفوس ساكنة المنطقة.
وإستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن ألسنة اللهب أتت على أزيد من 200 نخلة بدوار تكيت بولمان بجماعة ترناتة، مخلفة خسائر فادحة في أشجار النخيل، ومحصول التمور، مشيرة إلى أن ظروف إندلاع هذا الحريق الذي يعدّ الثالث في ظل شهر واحد بالدوار المذكور، ما تزال تشكل موضوع تحقيق من طرف المصالح الأمنية المختصة.
أما بخصوص الحريق الذي شبّ بعدد من الحقول المتواجدة بدوار بومحشاد التابع لجماعة تنزولين، للمرة الخامسة على التوالي، تسبب هو الآخر في احتراق ما يزيد على 150 نخلة مثمرة، وذلك في حصيلة أولية، فضلا عن خسائر أخرى مرتبطة بعدد من الأشجار المثمرة.
وتفاعلا مع الموضوع، نبّهت عدد من الفعاليات المدنية والحقوقية، في تصريحات متطابقة لـ“العمق”، أن تكرار هذه الحرائق، يستدعي تحرك جميع المؤسسات والهيئات المتدخلة في القطاع الفلاحي من أجل التصدي السريع لهذه الظاهرة، وذلك عبر وضع “خطة إستباقية”، تتجلى في إحداث صهاريج وأثقاب مائية وفتح المسالك داخل الواحة، وتشييد أبراج خاصة للمراقبة، باعتبار أن التأخر في تنزيل هذه الإجراءات يضع الواحة التقليدية عرضة للإندثار.
وأشارت الفعاليات المذكورة، إلى أن إصدار قرارات عاملية تقضي بمنع حرق بقايا النخيل والأعشاب داخل الواحات، سيمكن من تفادي أهم سبب للحرائق بالمنطقة، مع تحرير مجموعة من المحاضر الزجرية في حق الأشخاص الذين يتم ضبطهم في حالة مخالفة مقتضيات هذه القرارات.
وطالبت المصادر ذاتها، السلطات المختصة في جهة درعة تافيلالت، بـ“تشبيب هذه الواحات التقليدية، عبر قلع النخيل الميت وتعويضه بفسائل جديدة سريعة النمو، والعمل على إنقاذ الفلاح الدرعاوي من الموت البطئ الذي تتعرض له هذه الواحات التي تعدّ مصدر العيش الوحيد للساكنة، عوض توجيه كامل الدعم للضيعات النموذجية التي تستفيد منها قلة قليلة من الناس”.