آخر الأخبار

بحث ميداني يبرز تحديات الكشف المبكر عن سرطان الثدي بين المغربيات

شارك

كشفت نتائج بحث ميداني شمل 436 امرأة مغربية مصابة بسرطان الثدي أن فرص الكشف المبكر عن هذا الداء تتأثر بشكل مباشر بالمستوى التعليمي للمُصابات به وأماكن إقامتهن، فضلاً عن مجموعة من العوامل الأسرية والمجتمعية التي تساهم في تسريع أو تأخير اللجوء إلى الرعاية الصحية.

وهَمّ هذا البحث، المُعدّ من قبل 5 باحثين مغاربة والمنشور حديثا ضمن مجلة “CUREUS” المتخصصة في العلوم الصحية، عينة من المغربيات اللواتي تابعن علاجاتهن برحاب مركز محمد السادس لعلاج السرطان، المتواجد بمدينة الدار البيضاء، خلال الفترة ما بين يناير 2023 ويوليوز 2024.

وشمل هذا البحث إجراء مقابلات مباشرة مع المصابات المشكلات لعينة الدراسة، مع أخذ معطيات من السجلات الطبية لعدد منهن، واستحضار مجموعة من العناصر، من قبيل: العمر، المستوى التعليمي، الدخل الشهري للأسرة، التوفر على التأمين الصحي من عدمه، والحالة الاجتماعية للمُصابة.

وفي هذا السياق أبلغت نسبة مهمة من المشاركات عن وجود حواجز عاطفية لديهن أمام رحلة التشخيص والكشف المبكّر عن هذا النوع من السرطان، وعن تخوّفهنّ من نتائج التشخيص (80.6 في المائة)، فضلاً عن توجّسهن من فرضية الاستئصال الكامل للثدي والوفاة بسببه أيضا.

وبخصوص الدعم الأسري لهن خلال مرحلة العلاج أفادت الغالبية العظمى من المصابات (المشكّلات لعينة الدراسة) بتلقيهن قبولا ودعما من شركائهن وأبنائهن، وقد عبّرت 57.5 في المائة منهن عن ثقتهن في فعالية العلاج، مع إيمان وثقة 97.5 في المائة منهن في كفاءة المؤسسات الصحية المستقبلة لهن.

وبحسب المصدر نفسه تم تشخيص داء سرطان الثدي في مرحلة متقدمة لدى 65.1 في المائة من النساء المشاركات، رغم أن غالبيتهن (حوالي 80.9 في المائة) لجأن إلى الاستشارة الطبية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من ظهور علامات الإصابة عليهن.

ومن بين ما خلص إليه العمل البحثي نفسه ارتباطُ تأخّر التشخيص المبكر للإصابة بسرطان الثدي بمناطق إقامة المُصابات به، إذ تبيّن أن نسبة كبيرة منهن، ولاسيما المقيمات بالمجالين القروي وشبه الحضري، تُقدمن على عملية التشخيص بعد أزيد من 3 أشهر على ظهور الأعراض الأولية للإصابة لديهن.

ودعمت هذه النتيجة المتوصل إليها التصورَ السائد سلفاً بشأن مساهمة العيش في المناطق الريفية أو شبه الحضرية في تأخير متوسط مدة الكشف عن الإصابة بسرطان الثدي، على اعتبار أنه غالبًا ما تحتاج النساء في هذه المواقع إلى السفر لمسافات طويلة للتشخيص وإكمال رعايتهن، وهو ما سبق أن أكدته أبحاث ميدانية أخرى من الصنف نفسه.

وكشف المصدر ذاته أيضاً عن معطى بليغ يهم العلاقة بين المستوى التعليمي للنساء ومعرفتهن بكل ما يتعلق بالداء، إذ صرحت 54 في المائة من المشاركات في البحث الميداني، اللواتي خضعن للتشخيص بشكل متأخر، بعدم وجود دراية مسبقة لديهن بأعراض هذا النوع من السرطان.

كما أوصى العمل البحثي بتركيز السياسات الصحية على تقليل المتوسط الزمني للتشخيص الأولي للإصابة بسرطان الثدي لدى المغربيات من 30 إلى 14 يوماً خلال العامين المقبلين، مع رفع مستوى الوعي بهذا الداء بين عامة المغاربة.

تجدر الإشارة إلى أن البحث الميداني المُنجز من قبل الباحثين محمد سبابو، ومحمد ياسر الرحماني، وعبد الإله موفق، إلى جانب نادية الطاهري وكريمة بن دحو، حاصلٌ على الموافقة الأخلاقية من قبل لجنة الأخلاقيات للبحث الطبي والحيوي بالرباط تحت رقم 157/22. وقد تم أيضا الحصول على موافقة خطية من المشاركات، شريطة التكتم على هويتهن واستخدام البيانات المُجمعة حصرياً لأغراض البحث العلمي.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا