أكدت الحقوقية خديجة الرياضي، منسقة “مغربيات ضد التطبيع”، أن المجاعة في غزة لم يشهد لها مثيل، مستنكرة “قتل قوات الاحتلال الإسرائيلي للأطفال والرضع والصحافيين في صمت بعيدا عن أعين الكاميرات”.
جاء ذلك في وقفة احتجاجية نسائية نظمتها مجموعة مغربيات ضد التطبيع بساحة باب الأحد بالرباط، أمس الخميس، ضد التجويع الممنهج الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني احتجاجا على ما يجري من مآس إنسانية في فلسطين، وخاصة بقطاع غزة.
وأبرزت الرياضي أن “التطهير العرقي والتدمير الكلي لقطاع غزة وجريمة تجويع لباقي سكانها وإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية مما تسبب في تفشي المجاعة وبلوغ مستوياتها كارثية حسب وزارة الصحة في غزة، حيث أعلنت أن عدد الوفيات بسبب نقص الغذاء وصل حتى الإثنين الماضي إلى نحو 147 شخصا من بينهم 88 طفلا.
وأكدت الحقوقية ذاتها أن انخراط “مغربيات ضد التطبيع” في الحراك العالمي الذي انطلق عبر العالم ضد استمرار حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها سلطات الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة وضد جريمة التجويع المستعمل كأداة لها، والتي أوصلت الوضع، وفق تعبيرها، إلى مستويات مجاعة كارثية في القطاع”، مبرزة أن “هذه المجاعة، من صنع الاحتلال، لم يشهد العالم مثيلا لها حسب المقرر الأممي المعني بالحق في التغذية”.
وأشارت منسقة “مغربيات ضد التطبيع” إلى أن هذه الوقفة تأتي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للتجويع وخاصة الرضع الذين لم يتجاوزوا سنة من عمرهم والذين قلتهم جيش الاحتلال الصهيوني وانتزعهم، وفق تعبيرها، من أحضان أمهاتهم بوحشية لم تعرف البشرية مثيلا لها”.
وتلت “مغربيات ضد التطبيع” أسماء هؤلاء الرضع، في الوقت الذي أشارت فيه الرياضي إلى أنهم “ليسوا أرقاما بل أرواحا أزهقت وقلوبا مزقت”، موجهة التحية لأمهاتهم التي أحرقت، على حد قولها، أكبادهم، فضلا عن أرواح الصحافيات والصحافيين الشهداء الذين اغتالتهم قوات الاحتلال ليواصل هذا الأخير، وفق تعبيرها، قتل الأطفال وأمهاتهم في صمت لا تفضحه الكاميرات وتقارير الصحافة التي ترعب، على حد قولها، الكيان ومن يرعاها من القوى الإمبريالية في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس الخميس، تسجيل وفاتين جديدتين خلال الساعات الـ24 الماضية، جراء التجويع وسوء التغذية، ما رفع عدد ضحايا التجويع إلى 159 شهيدًا، منهم 90 طفلا، في حين قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” إن كل ساعة تمر تشهد وفاة مزيد من الأطفال في القطاع.
وحذّر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من أن موجة الجوع المتفاقمة في غزة “لا يمكن وقفها إلا من خلال زيادة ضخمة في حجم المساعدات الإنسانية”، مشددًا على ضرورة إدخال ما لا يقل عن 100 شاحنة مساعدات يوميًا إلى القطاع، قائلاً: “لا نملك وقتًا لنضيعه”.
ومنذ تولي “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل توزيع المساعدات في مايو/أيار الماضي، استُشهد أكثر من 800 فلسطيني وأصيب آلاف برصاص قوات الاحتلال ومتعاقدين مع المؤسسة في محيط مراكز مخصصة لذلك.
وقد تصاعدت أخيرا الدعوات الدولية والأممية بعد الارتفاع الكبير في أعداد الشهداء الفلسطينيين المجوّعين الذين يقتلون في “مصائد الموت” عند نقاط توزيع مساعدات “مؤسسة غزة الإنسانية” التي تقف وراءها الولايات المتحدة وإسرائيل.