مواصلة لفعالياتها الداعمة لفلسطين والمناهضة للتطبيع في المغرب في منحى “تصعيدي” وبأشكال جديدة من التعبيرات في مختلف المدن المغربية، تستمر الهيئات والتنظيمات المدنية المغربية في التظاهر والاحتجاج عبر وقفات واعتصامات، مع “إمكانية تدارس الحشد لمسيرات وطنية جديدة”.
ولوحظ خلال الأيام الماضية تكثيف الدعوة إلى “اعتصامات ليلية” وأيام “غضب واحتجاج”، فضلا عن الوقفات المعهودة، أساسا في مدن كبرى كالدار البيضاء وفاس وطنجة والرباط، فيما خرج شباب ونساء بشكل “فردي وعفوي” أمام سفارة مصر بالرباط، مساء السبت، للتعبير عن “احتجاجهم على مأساة تجويع ساكنة غزة”، حسب ملصق الدعوة إلى “وقفة صامتة استُخدم فيها قرع الأواني الفارغة”.
رشيد فلولي، المنسق الوطني للمبادرة المغربية للدعم والنصرة عضو سكرتارية مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، قال إن هذا “التصعيد في الأشكال الاحتجاجية الشعبية بالمغرب ليس أوّل مرة منذ بداية العدوان على أهلنا في غزة، بل قُمنا ودعونا إلى اعتصامات ليلية واحتجاجات نوعية في شهر رمضان، فضلا عن إحياء ‘ذكرى النكبة’ بفعالية شعبية كبيرة”.
وأضاف فلولي، ضمن تصريح لهسبريس، أن “الشارع المغربي لم يتوقف في التعبير عن غضبه ومواكبته لمستجدات القضية الفلسطينية”، مبرزا أن الأمر يتعلق بـ”خطوات نضالية مدروسة، وليست نهجا جديدا أو عفويا فقط”. موردا: “سجّلنا استجابة عريضة لفئات مجتمعية ليست بالضرورة منتمية للتيارات الإسلامية أو اليسارية، وفي كل مرة نرصد حشدا واستجابة يتضاعفان تفاعلا مع تضاعف معاناة أهل القطاع المحاصر من الجوع والتقتيل والإبادة الجماعية دون أن يحرك العالم ساكنا”.
وأكد عضو سكرتارية مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين أن “تصاعد الزخم الشعبي الداعم لفلسطين في مدن المغرب تقف وراء اعتبارات عديدة، أبرزها ذاكرتنا المشتركة مع فلسطين؛ إذ إن شعار: من المغرب لفلسطين .. شعب واحد مُشْ شعبِين، تجسد بوضوح في الميدان والساحات وبشكل شبه يومي في بعض المدن، فضلا عن الموقف الرسمي للمملكة الذي يعتبر القضية الفلسطينية في مرتبة القضايا الوطنية”.
وقال: “لاحظنا أن زخم الاحتجاج ارتفع مع إصدار ‘نداء الغضب والاحتجاج: غزة تنزف غزة تجوع’ كصرخة استنكار لحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد المدنيين لقرابة عامين في قطاع غزة، وفرض سياسة ممنهجة للقتل الجماعي لأهلنا هناك عبر استهداف طالبي المساعدات وتعمد قصف النازحين بالطائرات والمدفعية، أمام صمت وعجز دولي مخز وتخاذل عربي وإسلامي رسمي”.
وزاد أن سياق “التنديد بقرار الكنيست ضم الضفة الغربية وغور الأردن وتوسيع الاحتلال لمزيد من الأراضي الفلسطينية في تحدٍّ لكل القرارات الأممية والقانون الدولي، دفع عددا من المغاربة والمغربيات للخروج إلى الشارع مجددين إدانة التطبيع مع الكيان الصهيوني”.
وخلص فلولي إلى أنه “رغم ظرفية العطل الصيفية، فأشكال الاحتجاج ناجحةٌ، وتتعدد وتتنوع باختلاف الظرفية ومواكبة الأحداث، لكننا نصرّ على إدانة الصمت الرسمي المغربي، ونرى أن الحد الأدنى هو إعلان إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط”، خاتما: “لا يرضينا الصمت كمغاربة على ما يقع، خاصة في ظل اشتداد المجاعة، ونؤكد أن كل المبادرات هي احتجاج سلمي قانوني، ونحن بصدد التفكير في أشكال جديدة لاستنهاض القرار الرسمي لعدد من الدول، خاصة عبر مسيرات واعتصامات سلمية أمام بعض السفارات”.
قال محمد الغفري، المنسق الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، إنه “من الطبيعي أن تشتد الخطوات المقبلة للتعامل الشعبي مع الأحداث وتطوراتها في غزة”، مبرزا أن “الفروع المحلية في عدد من المدن لها صلاحية اتخاذ القرارات المناسبة للاحتجاج بصيغ وأشكال متعددة، لكنها مؤطَّرة بما تعبر عنه بلاغات الجبهة”.
وعن الأشكال العفوية للاحتجاج تضامنا مع القطاع، أكد الغفري، مصرحا لهسبريس، أن “ذلك متوقع في ظل الوضع المتطرف في غزة من مجاعةٍ ودمار وتقتيل يومي على مرأى ومسمع من العالم، وفي ظل مواقف رسمية متخاذلة”، مردفا أن “القرارات الرسمية وخطواتنا التصعيدية تصدُر في البلاغات والبيانات”، مؤكدا “نجاح المسيرة الوطنية (الأخيرة) في الرباط في إطار الحراك العربي ضد التجويع”.
وأضاف أن “واقعة الاعتقال الأخير للصحافي المغربي محمد البقالي وسقوط الضحايا يوميا بالجوع قبل القصف في غزة المحاصرة، يزيدان من ردود الفعل الجماهيرية وهبّة الشعب المغربي الرافض للتطبيع”.
وختم غفري بأن “الفعاليات الداعمة لفلسطين والمناهضة للتطبيع في المغرب مستمرة حتى يتوقف القتل، مع احتمال انخفاض الوتيرة في شهر غشت”، مبرزا أن “التفاعل مع الأحداث يتم بشكل نظري وعفوي بناء على ما يحدث ويستجد”.