في تلك اللحظة العابرة التي ارتدى فيها الطلبة أزياء التَّخرّج، لم يكن الزمن على وشك أن يتوقف، لكنه بدا وكأنه يتعثر في لا معقوليته، يفقد توازنه تحت رهبة التتويج، وثقل المفارقة. ظهر المشهد للحاضرين مدهشًا لا مهيبًا، كأن الواقع نفسه انفلت من منطقه، وتحوّل إلى عرض هزلي، يتأرجح بين العبث والكاريكاتور. لم يتم تداوله لأنه استثنائي، وإنما لأن اللاعقلانية فيه بلغت حدّ الفضيحة، كما لو أن كافكا كتبَ الفصل الأخير من روايته المُجْهضة، على أنغام الشَّعْبي، وتحت أضواء لا تضيء شيئًا سوى الفراغ.
ليس من عادتي أن أحتفل بالفيديوهات التي تُنتجها العَفْوية الاجتماعية، لكن ما جرى في ذلك الحفل كان يحتاج إلى عدسة سوسيولوجية تغمز بعين ساخرة وتُدبِّج تحليلاً لا يخلو من الغَضب. لقد بدا المشهد كما لو أن حفلة تنكرية اخترقت أسوار الجامعة لتستولي على هوية التحصيل.
ماذا يعني أن يتحول حفلُ التَّخرج، خاتمة لسنوات من التكوين في القانون أو الاقتصاد أو التسيير، إلى كرنفال عبثي، يعرض فيه الطلبة أنفسهم كما تعرض البضائع على أرصفة الأسواق الشعبية؟ هل نحن أمام احتفال بالمعرفة، أم أمام جنازة مقنّعة للعقل الأكاديمي؟
لم يكن الرقص في حد ذاته مصدر الحرج، بل تلك الرقصة التي تجاوزت كونها تعبيرًا عفويًا، لتتحول إلى طقس جماعي منظَّم يُراد به التمويه لا الإفصاح، الإخفاء لا الإعلان. رقصة أفرغت لحظة التخرّج من رمزيّتها، واستبدلت الفكر بالحركة، وكأن الجسد استولى على المسرح بعد أن غادره العقل بهدوء. لم يكن ذلك عرضًا للاحتفاء بثمار المعرفة، كان حفل التخرج أشبه بمراسيم صاخبة لنَعْيها، نُفّذت بإتقان.
يتسلل من خلفية هذا المشهد سؤال مزعج لا يمكن تجاهله: من تخرَّج حقًا؟ هل هم الطلبة الذين اجتازوا مشوار التحصيل، أم الفوضى التي غزت الفضاء، أمْ الجامعة نفسها التي استقالت من دورها منارة للعقل؟
لقد تحوّلت الخشبة إلى حلبة نزال يتصارع فيها التصور الكلاسيكي للجامعة بوصفها مؤسسة عقلانية متجذرة، مع تفاهة استقرت متأنقة على المنصة، متباهية بسطحيتها، كأنها تعلن سقوط الفكر أمام بريق الزيف.
ربما ظنَّ البعض أن تلك الحركات “التحررية” تعكس هوية شبابية مَرحة، لكن الفرح في هذا السياق كانَ أقرب إلى تهكّم وجودي، أشبه برقصة داخل قاعة انتظار في مشفى أمراض عصبية. لا فرح حقيقي هناك، فقط كرنفال للهروب الجماعي من السؤال المُرّ الذي يختبئ في زوايا القاعة: وماذا بعد؟ ظهر المشهد أشبه بمحاولة بائسة لإغراق الحيرة تحت موسيقى صاخبة، ولسَتْر قلق المستقبل برقصة جماعية تزيّف الانتصار؛ كأن الفرح لم يعد شعورًا صادقًا، بقدر ما أضحى ستارة مسرحية تُسدل على فراغ يُوشك أن يفضح نفسه.
في زاوية المشهد، تراقبُ بعض الأمهات ما يحدث وهُنَّ يبتلعْن الغُصّة. هل هذا ما كافحن من أجله؟ هل هذه هي لحظة القطاف؟ لا علامات فخر، فقط حيرة وذهول. وربما ألم خفي يشبه ألمَ من يكتشف أن ابنه أصبح مهرجًا في سيرك بلا جمهور.
الأكاديميون في الخلف، جالسون ببذلاتهم الرمزية، بلا صوت ولا موقف. كأنهم حضروا تأبينًا لا يعلمون من المتوفى فيه. تمثيلية لا تقل قسوة عن صمتهم العميق؛ فمن يرى التفاهة ولا يحْتجّ، يصبح شريكًا في إنتاجها.
أما الجامعة ـــ لا أعني المَبْنى وإنما الفكرة ـــ فقد تحولت إلى عجوزٍ تائهة نسيت ماضيها العريق، ذاك المكان الذي كان محرابًا للمعرفة، صارت اليوم مسرحًا فوضويًا تعلو فوقه أصوات الصخب والسَّطحية، بينما الفكر يختبئُ في زاوية مُظلمة. قد يقول البعض: “دعُوا الشباب يفرحون!” لكن الفرح لا يعني التخلي عن العقول، ولا أن يتحوَّل الاحتفال إلى رقصة تيكْ-تُوكيَة تافهة، حيث تُعرض البهرجة وكأنها طقوس العصر الجديد. للفرح هيْبَتُه، وللتَّخرج احترامه، وليس مكانه في بث مباشر يديره “المؤثرون” وأشباحُ الإنترنت.
هل نحن أمام جيل لا يعترف بالجدية أم أمام نظام جامعي فقد سلطته الرمزية؟ هل ما رأيناه هو صدفة أم نتاج بيداغوجيا قررت أن السوق أهم من الفكر وأن الأداء أهم من التحليل؟
الغريب في كل هذا ألاَّ أحد اعْتذر. لا الإدارة، لا الطلبة، لا العائلات. كلهم شاركوا في الطقس وكأن شيئًا لم يحدث. وكأن الانحطاط لا يحتاج إلى تبرير، لأنه أصبح قاعدة لا استثناء.
المصيبة الأكبر أن منابر إعلامية باركت المشهد باعتباره “لحظة مؤثرة”، و”تجليًا لفرح الشباب”؛ وكأن التَّحلّل صار عندنا مقياسًا للحداثة؛ فمرحبًا بنا في عصر “النيو-ليبرالية الراقصة”.
لم يكن الرقص مجرد تعبير عفوي ينبع من ذاتية المشاعر، بقدر ما كانَ صرخة تمرُّد منظّمة ومقْصودة. غير أن السؤال الجوهري يبقى مفتوحًا، يهمس من بين تفاصيل المشهد بصيغة مقلقة: تمردٌ ضد ماذا تحديدًا؟ هل هو تمرّد على منظومة التعليم نفسها أم على الهوية الجامعية التي يُفترض أن تمثلها الجامعة؟ أم هو رفض ضمني لمفهوم “المسؤولية الرمزية” التي يحملها الفضاء العام باعتباره إطارًا لتعبير مُتوازن يتجاوز الفردانية الصرفة؟ من الذي نال لحظة التتويج فعليًا؟ هل هم الطلبة بوصفهم ثمرة لمسار أكاديمي أم العبث وقد وجد لنفسه منصة مشرعَة؟ أم إن الجامعة نفسها تخلّت، طوعًا أو غفلة، عن رمزيتها التاريخية؟
كانَ الجسَدُ بطلَ هذا الحفْل، منتصرا على العقل، والمعرفة، والمشروع المهني؛ فقط الجسدُ: راقصًا، مُلَوّحًا، مُتمردًا على كل ما هو مؤسّسي. وكأننا أمام حفل تخرج من مدرسة للرقص وليس من جامعة. أما الخشبة التي اعتلاها الطلبة، فقد تحوّلت من فضاء رمزي للاعتراف بالجهد الفكري إلى مسرح يُوجَّه منه السهم الأخير إلى قلب الفكرة النبيلة للجامعة. لم تكن منصة تكريم، كانت منصة تُنفَّذ فوقها رقصة الإعدام البطيء لكل تصور للتعليم بوصفه بناءً للوعي، وتُعلَن فيها الهيمنة الكاملة للمظهر على الجوهر، وللجسد على العقل.
العجبُ كلّ العجب أن أحدًا لم يتساءل: ماذا لو حدث هذا في جامعات فرنسا أو ألمانيا؟ هل كنا سنعتبره “مظهرًا من مظاهر الانفتاح الثقافي” أم كنا سنقرأه باعتباره انزلاقًا نحو هوة التفاهة؟
لقد انكشف المشهد كما لو أن ستارة سقطت فجأة. لم نكن نرى من خلاله “جيلًا يطلب المستقبل”، كنتُ، على الأقل، أرى من خلاله جيلاً ضائعًا يخلط بين الحرية والعبث، بين التعبير والإسفاف، وبين الفرح والخَواء.
لنقُلْها بمَرَارة: الجامعة في هذا المشهد لم تُخرّج طلبة، لكنها أنتجت استعراضًا فلكلوريًا بلا رُوح. ما حدث ليس حالة معزولة، إنه مظهر لأزمة بنيوية؛ أزمة في تصوُّر الجامعة، في تمثلات الشّباب، في ضُعف التأطير، في خضوع المؤسّسة التعليمية لمنطق “ما يطلبه السوق”، بدل “ما يحتاجه الفكر”.
حين شاهدتُ ذلك الفيديو شعرتُ بالغرابة، لأن لا أحد بدا مُستغربًا، وكأن الخَلَل أصبح هو الوضع الطبيعي، حينَ نحتفل بأننا “نحن هكذا… وماذا بعد؟”
لن يكون هذا الحدث سوى حلقة جديدة في أرشيف الصَّمت المؤسسي؛ سيمرُّ كما تمرّ العواصف. لن تُفتح نقاشات جذرية، ولن تُعلَّق مسؤوليات، بل ستُواصل الجامعة إنشاد معزوفة “الجودة والحكامة” كما لو كانت تعويذة ضد الانهيار. وفي الأثناء، تتراقص على خشباتها أطياف ما بعد العقلانية، حيث يُستبدل الفكر بالعرض، والتكوين بالتصفيق، والمساءلة بالهاشْتَاغ.
نكتب اليوم لأن السكوت في حضرة العبث خيانة ناعمة؛ نكتب كي لا تتحول الفضيحة إلى حدث عابر في ذاكرة مثقوبة. نكتب لأن الكلمات، رغم هشاشتها، تترك أثرًا في الهامش حين يُمحى المتن؛ لعلّ باحثًا في المستقبل، وهو يتصفح أرشيف هذا الزمن، يصادف سطرًا يتيمًا دوّنه مجهول: “لقد حصل الفراغ على شهادة… وسط تصفيق جماعي”.
في لحظة ما، وأنا أشاهد الفيديو القصير تبادَر إلى ذهني سُؤال قاسٍ: ماذا لوْ دُعي آدم سميث أو بيير بورديو لحضور هذا الحفل؟ هل كانا سيصفّقان أم يطلبان كأس ماء بارد وشيئًا من المهدّئات؟
إذا افترضنا، من باب الرمزية، أن لحظة التخرّج تمثّل تتويجًا لمسارٍ من الجدّ والتحصيل، فما الذي تُوّج فعليًا في هذا المشهد؟ أهو “الديسكو البيداغوجي” الذي احتل المنصة بدل الفكر أم رقصة وداع صاخبة لفكرة الجامعة بوصفها فضاءً للتفكير لا للتسلية؟ لقد خُيّل إليَّ أن الجهد الأكاديمي الحقيقي لم يُحتفَ به، وإنما طُرح جانبًا، بوصفه وثيقة قديمة لم تعد صالحة للعرض، أو كمسودة فكرية ألقيت في سلة المهملات خلف الركح، بينما صعد إلى الواجهة كرنفالٌ بلا مضمون.
تأملوا جيّدًا هذا العرض المُربك: لا كُتُب تُمسَك، لا أساتذة يُحتفَى بحضورهم، لا أثر لرحلة علم أو لتجربة فكرية. المنصة ذاتها بدت كأنها فقدت ذاكرتها، وتمتمت بلا خجل: “لمَ الحاجة إلى المعرفة ما دمنا نملك الموسيقى والإنارة وبعض الرقص؟ لنعفِ الفكر من هذه المهمة الثقيلة، ولنجعل الجامعة مهرجانًا بلا أطروحات”.
والمفارقة القاتمة أن معظم هؤلاء الخريجين، بعد لحظة النشوة المصطنعة، سينزلون من المنصة إلى الواقع القاسي، ويقضون السنوات التالية في نحيب جماعي عن البطالة وسوق الشغل الظالم. غير أن قليلين فقط يدركون أن أرباب العمل لا يقرؤون الشهادات، بقدر ما ينشغلون أكثر بما تبقّى منها في الهيئة، وفي الجدية، وفي السلوك. فهل سيُغامر مدير مؤسسة محترمة بتوظيف شابٍ ظهر في حفل تخرّجه كما لو كان مرشحًا لأداء استعراضي في كليب لريهانا؟ ليست لحظة التخرّج مناسبة لتوديع العقل، بيد أنها ينبغي أن تكون لحظة ولادة مسؤولية فكرية جديدة، لحظة يَعبُرُ فيها الطالب من منطق التلقين إلى أفُق المساهمة.
إنها، في عمقها، بدء مسار يتطلّب وعيًا أثقل من الأزياء الرسمية والتصفيق الجماعي. غير أن المشهد كما رأيناه بدا أشبه بإجازة مفتوحة من التفكير، كأن العقل لم يُستدعَ أصلًا إلى الحفل، أو كأنه ضاع في زحمة الموسيقى والعدسات.
كنا نحلم بمؤسسة تُهيّئ شبابًا يدخلون الحياة بأسلحة الفكر، لا بعرض الأجساد. ننتظر من الجامعة أن تُكوِّن أفرادًا يُفاوضون العالم بأفكارهم، لا بأزياء التخرّج أو لياقاتهم الاستعراضية. لكننا استفقنا على مشهد صادم: خرّيج لا يقدّم نفسه بوصفه ثمرة مسار معرفي، أو كفاءة مهنية ناضجة، وإنما واجهة مصقولة لمنتَج بلا مضمون، أقرب إلى “ماركة” تُسوَّق للعرض السريع في سوق الوَجاهة الفارغة. هكذا لم يعد السؤال: “ماذا تعلّمت؟” بل “كيف تبدو؟”، وكأن الهوية المهنية تُختصر في صورة قابلة للتداول عبر وسائط التواصل، عوض مضمون معرفي يستحق الإصغاء.
لم يكن التهريج الجامعي الذي تعاقبنا على مشاهدته حالة عفوية أو طارئة كما يحاول البعض أن يصورها؛ كان، على العكس من ذلك، نتاج مأسسة متعمدة للرّداءة تسللتْ بهدوء إلى جوهر المنظومة التعليمية. والأدهى أن بعض الآباء راحوا يصوّرون أبناءهم بفَخْر، غير مدركين أن ما يوثّقونه هو لحظة انفجار لمنظومة كاملة؛ لا يتعلق الأمر بـ “فيديو تذكاري”، إنه يا سادة “وثيقة جنائية” ضد التعليم الجامعي.
تخيل لو أن أحد الحاضرين صرخ فجأة من الخلف: “أوقفوا هذا الهرج!” كان سيبدو مثل المجنون وسط حفلة الهذيان. لكن، كما في كل مآسينا، المجنون هو من يقول الحقيقة.
هل تدرّب الطلبة على تلك الحركات البهلوانية أكثر مما درسوا الميزانية العامة والقانون الخاصّ مثلا؟ هل قضوا وقتًا أطول في اختيار “نوع الرقص” أكثر مما فهموا نظريات التدبير والمراقبة المالية؟ هل تحولت الجامعة إلى “كوكتيل” مغربي من “اللايفات” و”الفلترات” و”الكلاشات”؟ من المسؤول عن هذا الانقلاب الرمزي؟ ومن أشار بأصبعه قائلًا: “نعم، هذا ما نريده من نخبة المستقبل”؟
هناك فارق بين الاحتفال والانحلال، بين الفرح الجماعي وبين السّيرك. ما حدث هو إعلان نهاية الجامعة كأُفُق. لقد جُرِّدت من مَهَابتها، وراحت ترقص على جراحها.
وإذا لم نستفق الآن، فإن حفل السنة القادمة سيكون من إنتاج “تيك توك”، وإخراج “إنستغرام”، وتمويل “يوتيوب”. وسيُستبدل رئيس الجامعة بـ”مؤثّر”، وأستاذ القانون أو الاقتصاد بـ”كوميدي”. وإذا لم يكن ما رأيناه صدمة كافية، فانتظروا يوم تُخصّص وحدة تعليمية لرقص التخرج، واختبار شفوي في فنون “الضحك الساخر من الواقع”. لقد صار العقل مغلوبًا، والتكوين مشكوكًا فيه، والجامعة مرآة مقعّرة تعكس سقوط الفكر في “حفرة زين”، تتمايل بين بريق مزيف وحقيقة مرعبة.
وإذا لم نعلن حالة طوارئ فكرية عاجلة، فإن الجامعة في المستقبل القريب ستصبح مجرد مصنع لراقصين محترفين يؤدون عروضهم على بقايا الفكر، حيث تُهمل مسؤولياتها الجسيمة في تربية العقول وتشكيل الوعي النقدي، لتحل مكانها احتفالات صاخبة تخلو من الجوهر، ويغيب معها الدور الحقيقي للمؤسسة الأكاديمية بوصفها منصة للمعرفة والحوار البَنَّاء.
تخرجوا فرحين… فماتت الجامعة من الضحك
غادر الخرّيجون الحفلة يُزغردون فرحين، لكن الجامعة، ذلك الصرح الذي كان يومًا منارات للعلم والفكر، ماتت خنقًا تحت وطأة ضحكاتٍ بلا مضمون، ضحكاتٍ تفتقر إلى عمق الوعي ومسؤولية الرسالة. كان ذلك الضحك بمثابة صدى فارغ حوَّل الاحتفالات إلى مشاهد تفتقر إلى الروح، وبدلًا من أن تكون لحظات تتويج للجهد الفكري، صارت مجرد استعراضات عبثية تُخفي وراء بريقها هشاشة الهوية الجامعية وانهيار قيم المعرفة. بهذا المشهد، تحولت الجامعة من صرحٍ للعلم إلى مهرجانٍ هزلي، تجلس فيه على قارعة الطريق تراقب زوال رسالتها تحت وطأة فرحٍ مَبتور لا يحميه من الاستهزاء إلا صدى الصمت المُدمّر.
لن ينفعنا لَوْمُ الزمن، علينا أن نلُوم أنفسَنا لأننا تركنا العقل يتآكل بين أصابع الغفلة. وأننا صمتنا، حين كان الصراخ واجبًا فكريًا.
أنقذوا الجامعة قبل أن تستمرّ في رقصتها العبثية التي لن تقود إلا إلى السقوط المُدوّي، حين يتحول الصرح الفكري إلى مسرح للفراغ والهوان، وتفقد المؤسسة الأكاديمية قدرتها على حمل رسالتها الحضارية في بناء المعرفة والوعي.
لنتأمل؛ وإلى حديث آخر.