في ظل موجات الحرارة المرتفعة التي تشهدها مناطق متفرقة من المغرب بين الحين والآخر، تتفاقم معاناة مرضى القصور الكلوي المزمن الذين يخضعون لحصص منتظمة لتصفية الدم، خاصة في ظل الظروف المناخية القاسية التي قد تُهدد توازنهم البيولوجي وتؤثر سلبا على صحتهم العامة.
وعلى الرغم من الطابع الحرج الذي يميز هذا النوع من الأمراض المزمنة، فإن عددا من مرضى القصور الكلوي يشتكون من تحوّل حصص تصفية الدم، خاصة في فترات الحر الشديد، إلى تجربة قاسية تنهكهم بدلا من أن تسهم في تحسين حالتهم الصحية.
محمد أمغار، مريض بالقصور الكلوي، قال إن “معاناة المرضى تتضاعف بشكل مهول خلال فصل الصيف”.
وأوضح أمغار، في تصريح لهسبريس، أن “الحرارة الشديدة تزيد من الإجهاد البدني، خاصة داخل قاعات التصفية التي تفتقر للتهوية؛ فيما تبقى مكيفات الهواء معطلة أو تُطفأ بأوامر من بعض المرضى دون تدخل من الطاقم التمريضي”.
وأضاف المريض نفسه: “في كثير من الأحيان، تشعر وكأنك داخل زنزانة خانقة، وليس في مركز طبي من المفترض أن يوفر الراحة والعلاج”، مؤكدا أن “الاستمرار في التصفية وسط هذه الأجواء يزيد من المضاعفات الصحية، خصوصا بالنسبة لكبار السن والمرضى المزمنين”.
وأبرز أمغار أن “أغلب مراكز تصفية الدم لا تخضع لأية مراقبة، رغم أنها تستخلص تكاليف باهظة مقابل خدمات تتفاوت بين رديئة ومستحسنة”، مشيرا إلى أن “المرضى يتحملون عبء المصاريف دون أن يقابل ذلك جودة في الرعاية أو العناية الطبية اللازمة”.
وانتقد المتحدث عينه “غياب المراقبة على المعدات المستعملة، رغم أن صلاحيتها وجودتها أمر بالغ الأهمية”، لافتا إلى أن “بعض المواد تكون رديئة، ومع الحرارة تصبح مصدر خطر إضافي يهدد صحة المرضى”، مؤكدا أن “عدم احترام الحمية الخاصة بكل مريض يضاعف من المخاطر، ويجعل جلسات التصفية غير فعالة، بل أحيانا مضرة بالصحة العامة”.
وأفاد محمد أمغار بأن “أي محاولة للشكوى من هذه الاختلالات قد تؤدي إلى الإهمال أو، لا قدّر الله، الانتقام”، مشددا على أن “المريض يدخل في صراع غير متكافئ إذا حاول الدفاع عن حقوقه داخل هذه المراكز، التي لا تخضع لأدنى قواعد الحوكمة أو المراقبة”.
سعد طيّب، طبيب اختصاصي في تصفية الدم وأمراض الكلى، قال إنّ “مرضى القصور الكلوي مطالبون باتباع بعض النصائح الوقائية خلال فصل الصيف”، مبرزا أن “الحفاظ على رطوبة الجسم، خاصة في الطقس الحار، أمر ضروري لتجنب الجفاف”.
وأشار الطبيب ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أهمية تفادي بعض المشروبات، مؤكدا على ضرورة “تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو السكر ضروري؛ لأنها تسبب في فقدان السوائل من الجسم”.
ودعا طيّب إلى مراعاة نوعية الملابس في الأيام الحارة، موردا أن “ارتداء قبعة وملابس فضفاضة أمر مفيد، كما يمكن الاستعانة بمناديل مبللة للحفاظ على درجة حرارة الجسم ومحاولة تجنب العطش”.
وحول الأنشطة الرياضية، شدد المتحدث ذاته على ضرورة اختيار الوقت والمكان المناسبين، موضحا أنه “إذا كان المريض يمارس الرياضة، فيجب تجنب أوقات الحرارة المفرطة، والتمرن في أماكن باردة أو مظللة على الأقل”.
ولفت الاختصاصي في تصفية الدم وأمراض الكلى إلى أهمية التقيد بالتوجيهات الطبية المرتبطة بالتغذية، قائلا إن “اتباع النظام الغذائي المخصص من لدن طبيب الكلى أمر ضروري، وخصوصا تجنب الأملاح”.
وختم سعد طيّب تصريحه لهسبريس بالتنبيه إلى ضرورة المتابعة الطبية المنتظمة، مشددا على أنه “يجب مراجعة الطبيب المعالج بشكل دوري لمراقبة الحالة الصحية”.