آخر الأخبار

لقاء الوفاء يحتفي بالفنان عاقل

شارك

في لحظة فنية تتجاوز الجمال إلى الذاكرة، واللون إلى الاعتراف، احتضن المركب الثقافي عبد الحق القادري بمدينة الجديدة جلسة علمية نقدية، نظمها المركز العلمي للأبحاث والرؤى الفكرية “معارِف” بشراكة مع مؤسسة عبد الواحد القادري، لتكون شهادة فكرية في المنجز التشكيلي للفنان المصطفى عاقل، وفي قلب هذا المنجز فنّ البورتريه، الذي بات يمثل في تجربته خطابًا بصريًا وأخلاقيًا يُعيد الاعتبار لوجوه دكالة ورجالاتها ونسائها، لا بوصفهم موضوعًا للرسم، بل موضوعًا للاعتراف.

الجلسة، التي اندرجت ضمن تظاهرة “لقاء الوفاء… بناء ثقافة مواطِنة”، شكّلت امتدادًا لمعرض فني نوعي، ولقاء تقييمي بعنوان “قراءات في فنّ بورتريه أعلام دكالة”، جرى يوم السبت الماضي، بحضور نُخبة من الباحثين والمثقفين، الذين تقاطعوا جميعًا عند لحظة التقدير الفني والإنساني لمسار الفنان المصطفى عاقل.

انطلقت المداخلات من موقع الوفاء لفن يتوسّل البورتريه كوسيلة لإحياء الذاكرة، لا كمجرد تمثيل تشكيلي.

مصدر الصورة

عبد الله بلعباس سلّط الضوء على التعددية الأسلوبية في أعمال عاقل، مؤكدًا أن هذا الفنان لم يُقدِم على البورتريه بوصفه صنعة مدرسية، بل كمغامرة وجدانية، نابعة من عمق الثقافة الدكالية التي ينتمي إليها، ومتشكلة من لحظات أولى في التكوين الفني، حيث يُعد رسم الوجه البشري أول اختبار للذات التشكيلية.

في قراءته، ربط بلعباس تجربة عاقل بمفهوم “اللحظة الأولى للحب”، حيث يتحول البورتريه إلى عقد غير معلن بين الرسام والشخصية المُصوّرة، بما هو خطاب تواصلي يروم استحضار الآخر ومحبته، ثم نقله من الحياة اليومية إلى الذاكرة اللوحية.

سعيد عاهد قدّم مقاربة شخصية ومعرفية، اعتبر فيها أن البورتريهات التي أنجزها المصطفى عاقل لأعلام دكالة، ليست مجرد رسوم، بل “أرشيف حب” و”تدوين بصري للاعتراف”، يجمع بين التوثيق والعاطفة، بين الحرفة والالتزام.

مصدر الصورة

واعتبر أن عمل الفنان هو عمل مثقل بالمسؤولية الأخلاقية، لأنه يرسم من يحبهم، ويهديهم وجوههم مجددًا، في تكريم مزدوج للحياة وللذاكرة الجماعية. لم يُخفِ عاهد ملاحظته بخصوص لوحة بعينها، قد يراها خارجة عن السياق، لكنه شدد على أن هذه الملاحظة لا تُنقص من قوة المشروع ولا من شجاعته.

في مقاربة فنية تأويلية، قدّم فؤاد بنبشينة ورقته بعنوان “فنّ النظرة، بلاغة البورتريه”، محددًا طبيعة النظرة إلى اللوحة بين سطحية تُعاين ولا تُصنّف، وعميقة تُؤوِّل وتستدعي التاريخ. فالبورتريه، من زاويته، ليس مجرّد فن تصويري، بل أداة لطرح أسئلة تتجاوز اللوحة إلى المجتمع، ولخلق توتر بصري يولّد خطابًا مواطنيًا، حيث اللوحة لا تعرض فقط الوجوه، بل تسائل المدينة وما آلت إليه.

الجلسة عرفت لحظات اعتراف واحتفاء بالفنان، في شهادات مؤثرة، أبرزها شهادة الشاعر والفنان رضوان خديد الذي خاطبه بقولٍ موجز وشامل: “أحبك أخا وصديقًا وفنانًا”، وشهادة الأستاذ عبد الكريم الأزهر، الذي اختار أن يختم اللقاء بإهداء لوحة للفنان المصطفى عاقل، وبتثمين عميق لتواضعه، وعمق مساره، وانخراطه الصادق في تحويل الفن إلى أداة بناء للإنسان والذاكرة والمدينة.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا