آخر الأخبار

بعد زيادة أسعار الذهب والفضة .. المهنيون يعلنون الركود بأسواق المملكة

شارك

واصلت أسعار الذهب لمعانها المعهود مسجلة، اليوم الثلاثاء، أعلى مستوى في خمسة أسابيع؛ إذ ارتفعت بأكثر من واحد بالمائة عند التسوية. بينما يستمر المهنيون في تسجيل “تباين” في معطيات الانتعاش والإقبال بين الذهب والفضة، منبهين إلى “استمرار الركود رغم حركية الصيف” واشتداد المنافسة من بعض طرق البيع والتسويق عبر الإنترنت.

واستفاد “المعدن الأصفر” النفيس من عوامل مجتمعة: تراجع الدولار وعوائد السندات الأمريكية وسط حالة من الضبابية قبل انتهاء المهلة المحددة في الأول من غشت المقبل، التي منحتها الولايات المتحدة للدول لإبرام اتفاقات تجارة معها بما يمكّنها من تفادي رسوم جمركية أعلى.

ورغم تقلبات عديدة مرّ منها مسار الأسعار التي أربكت حسابات عدد من المستثمرين في الأشهر الأخيرة، إلا أن الذهب مازال محتفظا بمكانته في صدارة “الأصول الموثوقة” أو “الملاذات الآمنة”.

والثلاثاء، رصدت هسبريس، ضمن متابعتها للموضوع، ارتفاع الذهب في المعاملات “الفورية” 1,3 بالمائة إلى 3394,23 دولارا للأوقية (الأونصة)، بينما صعدت، بدورها، “العقود الأمريكية الآجلة” للذهب 1,4 بالمائة لتصل 3406,40 دولارا للأوقية.

مختلف المعادن النفيسة لم تخرج عن “إجماع الارتفاع”؛ فقد ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 2,1 بالمائة إلى 38,99 دولارا للأوقية، وصعد “البلاتين” 1,4 بالمائة إلى 1440,75 دولارا، أما “البلاديوم” فبصم زيادة بـ2,1 بالمائة إلى 1266,04 دولارا.

الركود والسوشل ميديا

رغم انتعاش الأسواق العالمية للذهب والمجوهرات، يشتكي مهنيون مغاربة من “استمرار دينامية ركود شبه تام”، بينما يراهنون أساسا على ما تبقى من رواج الفترة الصيفية، لا سيما خلال شهر غشت المقبل الذي يعرف ذروة النشاط التجاري بالأسواق تزامنا مع حلول الجالية المغربية بالخارج والسياح بكثافة، فضلا عن الطلب المحلي المرتبط في معظمه بـ”تنظيم حفلات الخطوبة والزفاف، وباقي المناسبات الاجتماعية/العائلية”.

وأكد المختار كرومي، تاجر مجوهرات رئيس جمعية الصائغين التقليديين بجهة الدار البيضاء-سطات عضو الفدرالية المغربية للصياغين، معطى “ركود شبه تام في قطاع الذهب والمجوهرات بأسواق المغرب”، عازيا ذلك إلى ما وصفه “سببا رئيسا متمثلا في المنافسة غير الشريفة”.

وقال كرومي، في تصريح لهسبريس، إن “قطاع الذهب والمجوهرات يشهد كسادا شبه تام، ويعزى ذلك بالدرجة الأولى إلى عدم استقرار الأسعار. كما أن المنافسة غير الشريفة آخذة في التوسع، وأصبحت تستحوذ على عدد كبير من الزبائن”، بحسب تعبيره. وزاد موضحا أن ذلك “يفاقم من ارتباك حاصل في السير التجاري العادي للمهنيين، ويساهم بقوة في دينامية الركود الواضح”.

وأضاف عضو الفدرالية المغربية للصياغين شارحا: “تتمثل هذه المنافسة أساسا في التجارة التي تمارس حاليا عبر المواقع الإلكترونية وبعض شبكات ومنصات التواصل، سواء من خلال البث المباشر أو عبر عروض تُقدَّم فيها سلع بأثمنة تقلّ حتى عن تكلفة الإنتاج”.

“لقد تحلّى المهنيون بالكثير من الصبر تجاه هذا الوضع، إلا أن الأمور بلغت الآن مستوى غير مقبول”، يشدد المهني ذاته بنبرة غاضبة، مستدلا بـ”توصل الجمعية المهنية المعنية بعدد من الشكايات تفيد بأن هذه العروض والأسعار غير المنطقية باتت تشكل منافسة غير شريفة، ما ألحق ضررا بالغا بالقطاع، وسبّب ارتباكا في علاقة التجار بالزبائن، وأدى إلى بروز حالة من التشويش في السوق”، بتعبيره.

وزاد أن “المهنيين يبحثون عن سبل للتخلص من هذه المنافسة غير القانونية وغير الأخلاقية، لأنها لا تضر فقط بالسير الطبيعي للتجارة، بل تسهم أيضا في خلق مشكلات بين التجار وزبائنهم، خاصة عندما يسمع هؤلاء بأسعار مجوهرات تثير الاستغراب وتُطرح بشأنها العديد من علامات الاستفهام”.

وختم كرومي موجها رسالة واضحة إلى من يمارسون التجارة بهذه الطريقة، داعيا إياهم إلى “التراجع، لأنها أصبحت تُشكّل خطرا حقيقيا على قطاع الحلي والمجوهرات، وتهدد استقراره واستمراره”، وقال: “مجلس المنافسة في بلدنا معنيّ بهذا الأمر؛ إذ من حق كل من يرغب في البيع أو الشراء أن يعرض بضاعته، ولكن بأثمنة معقولة تحترم منطق السوق. فلا مبرر، تحت أي ذريعة كانت، للسماح بالمنافسة غير الشريفة”.

انتظار غشت وانتعاش الفضة

خلال هذا العام، “لا يلاحظ أي رواج يذكر في سوق المجوهرات والحليّ المخصصة للزينة أساسا؛ فالكل يعاني من الركود، بلا حركة تجارية حقيقية، ولا طلب كبير يُعوّل عليه”، حسب إفادة حسن أوداود، تاجرُ ذهب بالعاصمة الاقتصادية للمملكة متخصص في تسويق وصياغة المجوهرات.

وأضاف أوداود متحدثا لهسبريس: “كان المهنيون والتجار يترقّبون أن يُحدث توافد الجالية المغربية المقيمة بالخارج نوعا من الانتعاش، لكن إلى حدود الساعة لا شيء من ذلك تحقق”، بتعبيره. وتابع بأن “حلول شهر غشت قد يشهد بعض النشاط، لكن إلى حد الآن لا مؤشرات مشجعة”، معتبرا أن ربط الإقبال على المجوهرات بمناسبات الزفاف يلزمه إعادة النظر؛ لأنه “حتى ‘النكّافات’ اللواتي نتعامل معهن يشكين من الوضع نفسه، وكذا القاعات التي عادة ما تشهد حجوزات للمناسبات تؤكد هي الأخرى أن الرواج معدوم هذا العام”.

وفي تصريحه، أفاد المهني المتخصص في المجوهرات بأن “الطلب على الذهب ضعيف جدا، إن لم يكن يصل إلى درجة الانعدام”، مستدلا بأن “العام الماضي كان أفضل بكثير من هذا العام من حيث الحركة التجارية والإقبال على منتجات الحلي والمجوهرات”.

ورصد المتحدث لهسبريس “معطيات متباينة” بين سوق الذهب ونظيره من الفضة، التي أكد حدوث “انتعاشة في مبيعاتها” في ظل ارتفاع نسبي تشهده أسعارها، خاصة في مناطق جنوب المملكة.

وأضاف: “الركود لا يزال قائمًا، بل إنه مستمر بشكل واضح، خاصة في قطاع الذهب. بينما في المقابل نُظِّم مؤخرًا معرض للفضة في الجنوب وقد شهد نشاطا ملحوظا وتسويقا جيدا من الحرفيّين، ما رفع الإقبال على الفضة”.

وخلص إلى أن “الأسعار كانت مرتفعة نوعا ما. ومع ذلك، تبقى التوقعات إيجابية إلى حد كبير؛ إذ يُتوقّع أن يستمر الانتعاش في قادم الأسابيع”، خاتما بالإشارة إلى وجود “فرق واضح اليوم بين الذهب والفضة: فالطلب على الفضة يشهد انتعاشا نسبيا، في حين إن الذهب لا يزال يعاني من ركود كبير”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا